الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هل يعرقل مشرف عودة شريف؟

هل يعرقل مشرف عودة شريف؟
30 أغسطس 2007 00:04
اهتزت خشبة المسرح السياسي الباكستاني -التي كان الرئيس ''برويز مشرف'' قد رتبها على نحو دقيق- بعنف هذا الأسبوع تحت وقع الأنباء القائلة إنه قد يواجه تحدياً لسلطته، ليس من واحد فقط بل من اثنين من رؤساء وزراء باكستان السابقين المقيمين في المنفى، وذلك بعد أن أصدرت المحكمة العليا في باكستان حكماً مؤداه أن نواز شريف، رئيس الوزراء السابق، قد أصبح حراً في العودة للبلاد· وهذا الحكم يزيد في الواقع من حجم التحدي الذي يواجهه مشرف، خصوصاً إذا ما أضفنا إليه التحدي الآخر الذي تمثله بنظير بوتو رئيسة وزراء باكستان السابقة على نواز شريف، والتي كانت قد غادرت البلاد بمحض إرادتها عقب انقلاب مشرف· وقد استجاب مشرف فوراً للتحدي الجديد من خلال إرسال مبعوث شخصي من جانبه إلى لندن للدفع باتجاه صفقة سياسية، خصوصاً بعد تعثر المحاولات الرامية لذلك مع رئيسي الوزارة السابقين· واجتماع لندن يعد مؤشراً على أن الرئيس الباكستاني الذي يواجه خصمين سياسيين قويين، وهيئة قضائية اكتسبت جسارة على مواجهته مؤخراً، ونتائج قياس رأي عام ليست في صالحه··· ربما يكون قد أصبح أكثر استعداداً الآن للتخلي عن جزء من الفضاء السياسي الذي هيمن عليه بالقوة والمناورات لثماني سنوات تقريباً· حتى الآن لا تزال خطوات مشرف لتقاسم السلطة حذرة، بيد أن القرار الذي اتخذه هذا الأسبوع بإرسال مبعوث شخصي من جانبه إلى لندن، يجسد جسامة الضغط السياسي الواقع عليه، والذي يدفعه للتوصل إلى نوع من التسوية مع أحد رئيسي الوزراء السابقيَن أو مع كليهما، لإعادة الديمقراطية إلى البلاد في نهاية المطاف· وفرصة البقاء الأكثر احتمالاً بالنسبة لمشرف، كما يقول المحللين، هي من خلال التعاون مع بوتو التي يتفاوض معها الجنرال منذ شهور· ورغم أن مشرف يفضل التعامل مع بوتو الأكثر مرونة، إلا أنه يدرك تماماً أن أي معادلة للسلطة قد يفكر في صياغتها من الآن فصاعداً، يجب أن تضم نواز شريف، وهو سياسي من الوزن الثقيل ينتمي إلى منطقة البنجاب الحيوية التي تعتبر الأكبر في باكستان· ويقول المراقبون إن العديد من أنصار شريف القدامى الذين يساندون الرئيس مشرف في الوقت الراهن، قد يتخلون عنه ويعودون لتأييد شريف مجدداً بمجرد عودته· ويشير هؤلاء المراقبون إلى أن هناك تصدعات قد بدأت بالظهور فعلاً في حكومة الائتلاف القائمة المؤيدة لمشرف، حيث استقال أحد الوزراء الأسبوع الماضي متحججاً بأن الرئيس لا يريد أن يحكم البلاد كمدني· إلى ذلك، يقول المراقبون إن عودة نواز شريف قد تؤدي إلى زيادة الضغط الواقع من قبل السلطة القضائية على الرئيس مشرف لدفعه إلى تطبيق الديمقراطية، وأن التحدي السافر الذي تبديه المحكمة العليا للجنرال، يقلص إلى حد كبير من احتمالات قدرته على الاحتفاظ بدوره المزدوج كقائد أعلى للجيش وكرئيس للبلاد· ويقول ''بخش رئيس''، أستاذ علم السياسة بجامعة لاهور للعلوم الإدارية، إن ''عودة نواز شريف إلى باكستان ستخلق دون شك حراكاً في المشهد السياسي الباكستاني''، كما يرى أنه إذا ما نُظمت انتخابات حرة في باكستان الآن فإن شريف سيخرج منها بالتأكيد متصدراً قائمة الفائزين· ويضيف ''رئيس'' إن ''الأسابيع القادمة ستكون حرجة''، مشيراً إلى الانتخابات الرئاسية المقرر عقدها في الفترة بين 15 سبتمبر و15 أكتوبر، والتي سيكون الفوز فيها هو بؤرة اهتمام مشرف خصوصا بعد أن ''أصبحت الساحة جاهزة وأصبح كل اللاعبين الرئيسيين حاضرين ومنتظرين من منهم سيقدمُ على القيام بالخطوة اللاحقة''· بيد أن الكيفية التي ستتطور بها الأوضاع في باكستان بعد وصول رئيسي الوزراء السابقين تبقى غير واضحة حتى الآن· فرغم مبادرات الرئيس مشرف نحو الديمقراطية واستعداده للتوصل إلى تسوية مع خصميه اللدودين، فإن حكومته قد تسعى مع ذلك إلى عرقلة عودة شريف للبلاد، وذلك من خلال إعادة فتح عدد من قضايا الفساد المرفوعة ضده، والتي يمكن لبعضها أن يزج به في السجن· كذلك قد يقدِمُ مشرف على الحيلولة دون السماح له بالمشاركة في الانتخابات القادمة على خلفية الاتهامات الجنائية التي توجهها له الحكومة· ويعلق ''حسن عسكري رضوي''، الأستاذ السابق للدراسات الباكستانية في جامعة كولومبيا، على ذلك بقوله: ''لسنا نعرف على وجه اليقين كيف ستكون سياسة الحكومة بعد عودة شريف، وأنا شخصياً لا أتوقع أن يكون هبوط الرجل في الأراضي الباكستانية سعيداً''· ويقول المراقبون أيضاً إن الولايات المتحدة التي تعد أهم راع لمشرف، تبدي نوعاً من الاحتراز بشأن عودة شريف إلى الساحة السياسية الباكستانية بسبب علاقاته الوثيقة بالأحزاب الدينية ومحاولة حكومته إدخال حكم الشريعة في البلاد خلال الشهور التي سبقت الإطاحة به، علاوة على العلاقة الوثيقة التي تربط بعض الأشخاص المقربين منه بحزب ''الجماعة الإسلامية'' الذي يعد أكبر الأحزاب الدينية في باكستان· كما أن أجندة شريف المتعلقة بسياسات تكريس الهوية الإسلامية لا تروق للكثيرين، لاسيما القوى الغربية! مراسل ''كريستيان ساينس مونيتور'' في إسلام آباد- باكستان ينشر بترتيب خاص مع خدمة ''كريستيان ساينس مونيتور''
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©