الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

منصور بن زايد: الآباء والأجداد ضحوا لترسيخ مبادئ الاتحاد

منصور بن زايد: الآباء والأجداد ضحوا لترسيخ مبادئ الاتحاد
13 فبراير 2014 15:07
أبوظبي (وام) - أكد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، «أن دولة الإمارات تدعم كل مواطن متميز، وتتبنى مشروعه الدراسي والابتكاري داخل الدولة وخارجها»، مشيراً إلى أن القطاع الخاص يعد خياراً استراتيجيا لتوظيف المواطنين ليس في الإمارات فحسب، وإنما في جميع دول العالم. جاء ذلك خلال لقاء سموه أمس الأول مائة طالب وطالبة من المتميزين على هامش أعمال «القمة الحكومية الثانية» التي اختتمت أعمالها في دبي أمس، فيما تم اللقاء بناء على دعوة كريمة من سموه، حرصا منه على الدفع بالمواطن إلى مستقبل باهر، وإشراك الطلاب في البرامج الوطنية باعتبارهم قادة المستقبل، والجيل الذي يتهيأ للدخول إلى سوق العمل. حضر اللقاء، معالي حمد عبدالرحمن المدفع أمين عام شؤون المجلس الأعلى للاتحاد في وزارة شؤون الرئاسة، والدكتور علي راشد النعيمي مدير جامعة الإمارات، والدكتور طيب كمالي مدير كليات التقنية العليا، وأصحاب السعادة وكلاء القطاعات في وزارة شؤون الرئاسة، وعدد من كبار المسؤولين في المجال التربوي والتعليمي. بناء الوطن وتحدث سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة مع الطلبة حول أهم القضايا التي تهم الشباب، ومن بينها قيمة العمل في مجتمع الإمارات في الماضي والحاضر، ومساهمة الشباب المواطن المتعلم في بناء الوطن، وتوجيهات القيادة الرشيدة، وجهود الحكومة في توفير الحياة الكريمة للمواطنين. وذكر أن الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، استثمرت في التنمية البشرية من خلال اعتماد أفضل المناهج الدراسية، وأقامت الشراكات مع الجامعات العالمية الأكثر تميزاً، وذلك بهدف تجهيز المواطن بالمعلومات والمهارات التي تمكنه من دخول سوق العمل بكل ثقة، وتجعله عنصرا مبدعا، يطرح المبادرات والآراء والأفكار، منوها بأن كل ما حولنا من إنجازات كان في يوم من الأيام مجرد أحلام أو أفكار تضافرت معا لتؤدي معا للوصول إلى «أسعد شعب». وقال سموه مخاطبا الطلاب: «نحن كقيادة نعول عليكم الكثير كي تكونوا قادة المستقبل في مواقع العمل كافة، والعطاء والبناء، من هنا وفرنا لكم كل وسائل التعليم الحديث، وهيأنا لكم فرص التعلم والتدريب واكتساب الخبرة كي تنجحوا في مسيرتكم وتحققوا أهدافكم». ووجه سموه الطلبة لدراسة التخصصات التي يحتاجها سوق العمل، وتتطلبها مسيرة التنمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وتخدم الوطن بشكل عام، كما شجع الطلبة على العمل فور تخرجهم في القطاع الخاص باعتبار العمل في هذا القطاع خدمة للوطن أيضا، فيه يكتسبون الخبرات، ويطورون مهاراتهم، ويعززون وجودهم في مؤسساته، بصفته قطاعا استراتيجيا. ودعا إلى ضرورة أن تتسم المناهج بالوضوح من حيث تناغمها مع العادات والتقاليد العريقة التي تميز مجتمعنا، لافتاً إلى أهمية الحرص على المحافظة على الهوية الإسلامية والعربية لدولة الإمارات، والتمسك بالعادات والتقاليد التي تشكل جزءا مهما من الشخصية الوطنية. وأكد سموه أهمية تعريف أجيال المستقبل بحجم التحديات وعظم التضحيات التي قدمها الآباء والأجداد من أجل ترسيخ مبادئ الاتحاد، وبناء دولة عصرية ترتكز على تاريخ عريق وتراث أصيل، يمتد إلى مئات السنين، وتأخذ بمبادئ التطور والحداثة حتى أضحت تجربة تنموية نموذجية تحظى باحترام وتقدير العالم. وتحدث سموه إلى طلاب وطالبات الجامعات عن الولاء والانتماء من خلال تطوير مادة التربية الوطنية، مؤكداً أن مدرسي هذه المادة يجب أن يكونوا من المواطنين، كونهم الأقرب إلى فهم طبيعة الإمارات وشعبها وعاداتها وتقاليدها وتاريخها. وقال سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان إن العلم لا يتضارب مع الهوية الوطنية حين يتم توظيفه بطريقة راقية وموضوعية، مطالبا الطلبة بأن ينهلوا من العلم بشكل لا يؤثر سلبا على علاقتهم بعاداتهم وتقاليد مجتمعهم، وعليهم أن يتذكروا دائما أنهم يعيشون في مجتمع متنوع، ويتعلمون على أيدي مدرسين ينتمون إلى ثقافات مختلفة، وما يهم الطالب هنا أن يستوعب محتوى الكتاب وليس عادات وتقاليد مدرس الكتاب، ولهذا على الطلاب أن يكونوا حريصين على التمسك بالسلوك الذي يعكس أصالة المجتمع. وأكد سموه خلال لقائه الطلبة، أهمية السعي لخدمة الوطن بكل طريقة ممكنة سواء في البيت أو الجامعة أو العمل، وقال إن خدمة الوطن شرف وواجب على كل مواطن ومواطنة، مشيرا إلى أن الخدمة الوطنية والاحتياطية ستعمل على تعزيز الولاء والانتماء للقيادة والوطن والشعب والمجتمع وتجربة الدولة الاتحادية. كما أكد أن النجاح في أي عمل لا يأتي من فراغ، والشدائد هي التي تصنع الرجال، وقال «إذا أردنا اختيار طريق النجاح علينا أولا وقبل كل شيء الإيمان بقدرتنا على النجاح، واستلهام تجارب الآباء والأجداد الذين برغم ما عانوه فإنهم خطوا دروب النجاح بسواعدهم التي بنت هذا الوطن، وعملوا في كل المجالات صغيرها وكبيرها حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه، ووصلنا إلى ما وصلنا إليه بفضل صدقهم وإخلاصهم للعمل مهما كان نوعه». وردا على مداخلة أحد الطلاب حول مدى أهمية العمل في القطاع الخاص، قال سموه، إن المراحل السابقة كانت الأفضلية فيها للوظيفة الحكومية ولكن الحال تغيرت اليوم، وطبيعة التخصصات والوظائف والأدوار تغيرت، وأصبح القطاع الخاص هو الذي يمنح الأفضلية. وأضاف سموه، أنه «بحكم كوننا في بدايات هذه المرحلة فإن الفرصة المتوافرة اليوم قد لا تكون متوافرة غدا، لأن إقبال المواطنين يتزايد يوما بعد يوم على القطاع الخاص». استفسارات الطلبة أجاب سمو وزير شؤون الرئاسة على استفسارات بعض الطلبة حول دعم مشاريع الطلاب الذين يريدون تأسيس أعمال خاصة، بأنه توجد العديد من البرامج الحكومية التي تساهم في دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة من خلال الدعم الإداري والمالي، والمساعدة على التسويق، وذلك لفتح آفاق العمل الحر لأبنائها، وتعريفهم بامتيازات هذا العمل، وقدرتهم على استقطاب المواطن للمشاركة في إنجاح عملهم الخاص، مشيراً إلى الدور المحوري الذي يقوم به صندوق الشيخ خليفة لدعم المشاريع المتوسطة والصغيرة في هذا المجال. وقال سموه في ختام اللقاء: «إخواني الطلبة أود التأكيد على أن القطاع الخاص يعد خيارا استراتيجيا لتوظيف المواطنين ليس في دولة الإمارات فحسب وإنما في جميع دول العالم، فتقرير الوظائف، الصادر عن البنك الدولي، يشير إلى أن القطاع الخاص هو المحرك الرئيس لخلق الوظائف وفرص العمل في جميع دول العالم»، وطالبهم بأن يكونوا سفراء بلدهم، يتمسكون بالهوية الوطنية في أماكن العمل التي تعج بالثقافات المختلفة أو خارج الدولة، متمنيا لجميع الطلاب والطالبات التفوق والتميز الدائمين. من جانبهم، أعرب الطلبة عن سعادتهم بلقاء سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، مؤكدين أنه يعكس التلاحم بين القيادة الرشيدة وأبناء الوطن، وأن اللقاء له مكانة خاصة في نفوسهم، وأثر كبير في حياتهم العلمية والعملية، وسيحفزهم على بذل مزيد من الجهود، ومضاعفة النشاط لتحقيق النجاحات، وإعلاء اسم الوطن الغالي. وعبر الطالب محمد الهاشمي عن افتخاره بلقاء سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان والاستماع إلى توجيهاته للطلاب من خلال عناوين ورسائل عدة موجهة للجهات المعنية في سوق العمل كافة، إضافة إلى المسؤولين في الدولة، ولمؤسسات التعليم العالي، ومفاد تلك التوجيهات والرسائل بأن أبناء الوطن يجب أن يأخذوا فرصتهم، ويمارسوا دورهم في عملية التنمية، من خلال الحصول على فرص عمل تمكنهم من خدمة وطنهم، وتحفظ لهم حياة كريمة. وقالت الطالبة نوف محمد إن لقاء سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان بالطلبة له معانٍ عميقة، تتمثل في اهتمام القيادة الرشيدة بجيل الشباب من خلال تدريبهم وإعطائهم المهارات التي تمكنهم من القيام بعملهم وفق معايير الجودة والكفاءة، وذلك إيمانا من القيادة بأن الشباب هم الاستثمار الحقيقي للمستقبل. وذكرت علياء البستكي بأن لقاء سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان شكل خريطة طريق نحو بناء جيل متميز لا يرضى بغير المركز الأول. وأكدت أن حديث سمو الشيخ منصور دار حول النجاح والتفوق إن كان على مقاعد الدراسة أو أماكن العمل، انطلاقا من أن التميز يشمل جميع مجالات الحياة. وذكرت الطالبة عائشة محمد الظاهري بأن لقاء سمو الشيخ منصور مع الطلاب والطالبات اتسم بالشفافية والصراحة، وشعر الطلاب أنهم يتحدثون مع أخ كبير لهم، حريص على نجاحهم ومستقبلهم، وقد فرح الطلاب بنصائح سموه المتعلقة بمستقبل الطلاب، وكل هذا يعبر عن تلاحم كبير بين قيادة دولة الإمارات ومختلف شرائح المجتمع، خاصة الاهتمام البالغ الذي توليه القيادة بالطلاب. - حرص القيادة على مستقبل أبنائها الطلاب. وذكرت الطالبة مريم أهلي بأن الطلاب والطالبات لمسوا حرص سمو الشيخ منصور على مستقبلهم، من خلال تقديم النصح والإرشاد والتشجيع والاستعداد لدعم كل إنسان متفوق ومبتكر، وشعر الطلاب بالسعادة لقرب سمو الشيخ منصور منهم، وإدراكه لقضاياهم، واعتبارهم جيل المستقبل الذي سيشارك في بناء الوطن بدعم من القيادة التي لا تدخر جهدا لتهيئته وتعليمه وتدريبه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©