الجيش اللبناني يرفض إجلاء جرحى "فتح الإسلام"

بعد نحو ثلاثة أيام من الهدوء النسبي الذي أعقب إخراج عائلات مسلحي جماعة ''فتح الاسلام'' من مخيم نهر البارد في شمال لبنان، شهدت محاور القتال في المخيم اشتباكات عنيفة منذ الخامسة والنصف، وشاركت مروحيات الجيش اللبناني بقصف صاروخي على المثلث الأمني، وتحديداً بعض الملاجئ التي يتحصن فيها ما تبقى من مسلحين· وتركزت المواجهات على اطراف حي المهجرين وعمقا ومحيط سعسع ومقر المجلس الثوري واطراف حي الدامون واستخدمت فيها مختلف انواع الأسلحة· واكد مصدر عسكري أن وحدات الجيش، تمكنت من احراز تقدم بارز على مختلف المحاور وسيطرت وحدة من المغاوير على مباني مواقع عدة للمسلحين وان المساحة التي ما زالت تحت سيطرة المسلحين لا تتجاوز الـ 200 متر مربع· وعمل سلاح الهندسة في الجيش على إزالة الألغام والمتفجرات من مداخل الأبنية والأزقة التي توصل الى مواقع الارهابيين، ودمر العديد من الابنية، فيما واصلت الجرافات العسكرية عملها في شق الطرقات تمهيداً لدخول الاليات والدبابات وناقلات الجند الى المواقع التي سيطر عليها الجيش· وقامت الزوارق الحربية بتمشيط الشاطئ البحري قبالة المخيم، فيما قصفت مدفعية الدبابات الخنادق والممرات التي يستخدمها المسلحون للتسلل نحو مواقع الجيش، اضافة الى نقاط تمركز القناصة· واتسعت رقعة الاشتباكات المباشرة امس الى عمق السوق القديم، حيث حصلت بعض المناوشات استخدم فيها الجيش قذائف ''الار بي جي'' وافيد عن تحقيق اصابات مباشرة في صفوف المسلحين· من جانبه اكد متحدث عسكري ان العمليات العسكرية مستمرة في المخيم حيث سقط امس الاول ''شهيد للجيش على يد الارهابيين''· واكد المتحدث ان الجيش اللبناني يرفض ان تقتصر عملية اجلاء من مخيم نهر البارد على الجرحى فقط من مسلحي فتح الاسلام، مؤكدا أن أي إجلاء يجب ان يشمل كل المسلحين· وقال المتحدث العسكري ان ''إجلاء جرحى فتح الاسلام وحدهم امر خارج التداول· المطلوب هو تسلم الجرحى ومن تبقى من المقاتلين الذين تعهدنا لهم بمحاكمة عادلة''· من جهته، أوضح الشيخ محمد الحاج عضو رابطة علماء فلسطين إن أبوسليم طه الناطق باسم ''فتح الاسلام''، اتصل به ليلا ليسأل أين اصبحت مسألة إخراج الجرحى· وقال الحاج ''رغم أن الجيش يرفض إجلاء الجرحى وحدهم نحافظ على اتصالاتنا بأبوسليم حتى لا ينقطع الاتصال بفتح الاسلام فربما تغير موقف أحد الطرفين''.