الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المهدي لـ الاتحاد : العراق ليس للبيع سواء لإيران أو سوريا

المهدي لـ الاتحاد : العراق ليس للبيع سواء لإيران أو سوريا
30 أغسطس 2007 03:58
أكد نائب الرئيـس العراقي عادل عبد المهدي في حوار لـ''الاتحاد'' أن هناك أجهزة داخل سوريا مازالت تعمل على تجنيد وإرسال مسلحين إلى العراق، واستبعد عودة جبهة ''التوافق'' السنية في الفترة الراهنة إلى الحكومة العراقية، وقال إنه لا يتوقع مفاجآت في تقرير ''بتريوس-كروكر'' أمام الكونجرس الأميركي في 15 سبتمبر المقبل، كما نفى أن يكون مرشحا لرئاسة الحكومة العراقية بدلاً من رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي· وفيما يلي نص الحوار: - سبق واتهمت سوريا بدعم ''الإرهاب'' في العراق، هل تغير موقفك اليوم ** ** لدينا موقف واضح هو أن الأراضي السورية تستخدم من قبل المسلحين للتسلل الى داخل العراق والقيام بأعمال العنف والإرهاب وآخرها ''مذبحة سنجار'' ضد الطائفة الأيزيدية ونعلم أن إرهابيين تدربوا في العراق وغيرها من الدول بالطبع··صحيح أن المسؤولين السوريين يبدون تفهما للوضع في العراق وهذا برز خلال زيارة الرئيس جلال طالباني وبعده المالكي إلى دمشق، ولكن هناك أجهزة في سوريا لها خطط وامتدادات والحديث الإيجابي لا يكفي وهناك حاجة إلى عمل في هذا الشأن وفي النهاية المسألة أبعد من سوريا· - متى ستزور سوريا ** ** لم يحدد بعد موعد زيارتي إلى دمشق لقد تلقيت بالفعل دعوات لزيارة مصر وسوريا والأردن والكويت· -هناك مخاوف عربية وأميركية من التدخل الإيراني في الشأن العراقي··كيف تقيم هذه المخاوف، خاصة أن البعض يلمح إلى ارتباط التحولات في العلاقة بين بغداد ودمشق بالضغوط الإيرانية على الحكومة العراقية ** ** أولاً وأخيراً العراق ليس بلدا للبيع سواء لإيران أو سوريا أو أي أحد فالعراق يحميه أبناؤه ولا احد غيرهم والعراق يريد صداقة الجميع، وجميع الدول العربية علاقتها جيدة مع إيران حتى مصر طورت علاقتها مع طهران· وما يحدث هو سيناريو قديم من ''التخويف''، سواء تخويف العراقيين من العرب في زمن الناصرية بالخمسينات، أو بالأتراك أو اليوم بالإيرانيين· وهذه الأفكار قادت إلى حروب الماضي· وأنا لا أنكر وجود قلق، ومن واجب العراق تطمين كافة دول الجوار· فنحن عندما نكون في طهران نشدد على صداقتنا مع العرب وأميركا، وعندما نكون في واشنطن نؤكد على علاقتنا مع إيران· فنحن لن نسمح لأي دولة أن تجعل العراق ''قفازاً'' ضد دولة آخرى، ونحن لا نقبل تدخل أحد سواء كانت إيران او سوريا او السعودية أو غيرها· ولكن في إطار تطبيق هذه السياسة قد يحدث ارتباكات او اخطاء ونعالجها سريعاً· - كيف ترى العنف في العراق اليوم ** ** ما يحدث هو أن الإرهابيين يحاولون تسجيل رقم إعلامي يومي من حيث عدد القتلى وبشاعة أعمال العنف· والإعلام للاسف يقع في فخ ''الإعلام الإرهابي'' الذي هدفه هو ''القتل المجاني''··هؤلاء القتلة جزء من شبكة عالمية، فقد ذكرنا وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير خلال زيارته الأخيرة للعراق بأنه تم الكشف عن شبكة من 22 شخصا يتدربون للقيام بأعمال عنف في العراق خلال تولي الرئيس الحالي نيكولا ساركوزي وزارة الداخلية، فما بالك بالدول الآخرى ** وهناك دراسات تشير إلى أن هناك 5 آلاف مركز لتجنيد وتعبئة الانتحاريين وإرسالهم إلى العراق في العالم أي أننا أمام أكثر من 5 آلاف انتحاري يتخرجون يوميا للقتل في العراق وهنا يصبح السؤال كيف تتحمل أي دولة في العالم مثل هذه الهجمة الشرسة والإرهاب يعاني منه اليوم السعوديون والجزائريون وفي لبنان وغيرها من الدول العربية· وأشار إلى أن الشباب عندما يعبأ بطريقة خاطئة يصبح وباء وهذا خطورة ما يحدث اليوم، وأكد أن المطلوب من العراق أن يواجه وحده هذا التحدي الضخم من الإرهاب العالمي لكونه بلدا مفتوحا ووجود غطاءات لتبرير ''الإرهاب''· - هل تعتقد أن جبهة ''التوافق'' السنية ستعود إلى الحكومة قريبا ** ** لا أعتقد أن ''التوافق'' ستعود إلى الحكومة خلال الاسابيع القليلة المقبلة، ولكن المفاوضات والتفاهمات مازالت مستمرة وأنا اتمنى عودتهم سريعا ولعل ما تم الاتفاق عليه في ''الاتفاق الخماسي'' كان مهما ليس فقط لعودة السنة إلى الحكومة بل لأنه يطرح مطالب عادلة· وضمن الاتفاق الخماسي هناك قضايا جوهرية تم الاتفاق عليها مثل صيغة ''3+''1 الرئاسية لنواب الرئيس الثلاثة من الاكراد والشيعة والسنة بالإضافة إلى رئيس الوزراء وإنشاء وزارة سياسية مصغرة للقرار السياسي وأنا أؤكد أن السنة طرف لا غنى عنه للعملية السياسية ولهم حضور واسع بالفعل ويجب أن ندرك أن العراق خاض عملية سياسية كبيرة لم تحدث من قبل خلال السنوات الأخيرة عبر الاستفتاء على الدستور واكثر من انتخابات وهذه العملية انتجت تجاذبات وتصل في النهاية إلى القبول بها· - ماذا عن المفاوضات لعودة التيار الصدري إلى الحكومة ** ** إن المفاوضات مع الصدريين مستمرة، والتيار الصدري لا يطلب شيئا واضحا والمالكي يبحث ضم وزراء بدلاء عن وزراء ''التيار الصدري''· والمشكلة مع التيار الصدري هو أننا لا نقبل أن تكون هناك جهات تتحدث باسم التيار وتقوم بأعمال الشرطة والقضاء خارج الاطار الرسمي وبأعمال عسكرية وقضائية خارج الأمن والقضاء الرسمي ونحن لن نقبل أن يرفع أحد السلاح ولا بوجود ميليشيات خارجة عن الدولة· وهذه معضلة كبيرة وإن لم تحسم فستبقى المشكلة قائمة مع الصدريين· - هل تعتقد أن حكومة المالكي تتجه إلى الانهيار ** ** لا أعتقد على الاقل خلال الفترة الحالية، فالبرلمان العراقي في إجازة، ولا يمكن لأحد أن يقيل رئيس الوزراء إلا البرلمان أو أنه يستقيل، وغير ذلك لا يوجد أحد من حقه أن يقيل الحكومة··لكن على الحكومة في الوقت نفسه أن تعمل جاهدة للحفاظ على أغلبيتها البرلمانية وعلى المالكي الا يستخف بتراجع التأييد لحكومته والعمل بجهد لرؤية المصاعب التي أمامها··نعم هناك تغيير في عدد الكتل النيابية ويجب أن تراقب الحكومة هذا الأمر جيدا حتى لا تخسر الدعم الذي تتمتع به وتهدد بانتهاء الأغلبية النيابية· - ماذا عن ترشيحك كبديل للمالكي ** ** أنا لم أرشح نفسي رئيسا للوزراء، وكل هذه الترشيحات مجرد تكهنات إعلامية أما بالنسبة لي فأنا نائب الرئيس العراقي وأنا أرى دوري في هذا الموقع ولا أراه في اللحظة الراهنة خارجه· - ماذا تتوقع أن يخرج به تقرير قائد القوات الأميركية في العراق ديفيد بيتريوس والسفير الأميركي رايان كروكر إلى الكونجرس في سبتمبر المقبل ** ** إن معالم التقرير أصبحت واضحة، بيتريوس سيطرح حدوث تقدم على الصعيد الأمني بالعراق ولديه جعبة من المؤشرات الإيجابية من تحول الميليشيات السنية من محاربة الحكومة إلى محاربة ''القاعدة''، وعلى الساحة الشيعية هناك تطور ايجابي أمنياً والسيطرة على العديد من المناطق، في النهاية أصبح التجول في الأنبار والفلوجة ممكنا بعد أن كان مستحيلاً· أما كروكر فلديه امور ايجابية كثيرة أيضا خاصة بعد ''الاتفاق الخماسي'' وأعتقد أن فرنسا تفكر إيجابيا بشأن العراق اليوم فما بالك بالولايات المتحدة· وبالنسبة لنتائج التقرير، فأنا لا أعتقد أن تحدث تحولات هامة وكبيرة خاصة مع تغير مزاج الديمقراطيين ولعل السياسة الأميركية في العراق ستكون تدريجية عبر سحب تدريجي للقوات مع تطور الوضع امنياً بإيجاب وفي النهاية لن تكون هناك مفاجآت··لا أتوقع صدور اي قرار يغير الاتجاه بالكامل مئة بالمئة''· - إلى أين تذهب علاقة الدين بالدولة في العراق··وما رؤيتك لهذه العلاقة ** ** هناك عدة آراء بالنسبة للعلاقة بين الدين والدولة، فالبعض يرى أن المرجعية والحكم يجب أن يكون النص الديني، وآخرون يرون أن المرجعية يجب أن تبتعد تماما عن أي فهم ديني· ونحن في العراق شعب مسلم ويجب أن تحترم الحكومة الدين، والدستور في العراقي في النهاية يؤكد على دور الدين الاسلامي ولكنه في الوقت نفسه لا يعطي حكما للفتوى· فعلاقة الدين بالدولة معقدة، فلا يمكن أن نقول إن الدستور العراقي دستور ديني أو علماني فهو في النهاية يتيح لاي أحد مهما كانت مرجعيته أن يقود الدولة سواء كان علمانيا مثل إياد علاوي او له مرجعية دينية مثل إبراهيم الجعفري أو نوري المالكي اليوم· ولعل الدين مازال موجودا في السياسة في العالم كله، فالدولار الأميركي عليه جملة '' في الله نحن نثق'' وهي كلمة دينية واضحة وعلم سويسرا عبارة عن ''صليب''· - ماذا عن الحضور السياسي العربي في العراق ** ** لقد عانت العلاقات بين العراق والدول العربية من حوادث اختطاف الدبلوماسي الإماراتي ومقتل السفيرين المصري والجزائري، ولكن مع الوقت تم الدفع بالأمور إلى الأمام· فقد رعت جامعة الدول العربية مؤتمراً للتوافق في العراق وأرسلت السعودية بالفعل وفدها مؤخراً لإعادة فتح سفارتها في بغداد، وهناك تقدم في الحضور السياسي العربي بالعراق· وربما تراجع هذا الحضور كان يرجع إلى القلق والشكوكية عند بعض الدول العربية، والتقديرات غير الدقيقة لمآل الوضع· لكن اليوم اصبحت الرؤية العربية أكثر اطمئناناً وفهماً لما يحدث في العراق· الإمارات والعراق على خط متواز أعلن نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي أن بين العراق والإمارات علاقات جيدة ومصالح مشتركة، مشيراً إلى أنه على خلاف مع العديد من الدول الإقليمية لكن ليس هناك اي عداء مع الإمارات ولا يوجد بين البلدين سوى المصالح والمنافع· مشدداً على أن حكمة قادة دولة الإمارات العربية المتحدة راسخة وواسعة وانهم يعرفون كيف يتعاملون مع اشقائهم· وقال إن العراق والإمارات ليس بينهما خلافات او تهديدات أمنية أو تضاد في الرؤية السياسية· مشيراً إلى تفهم الإمارات لما يحدث في العراق· وأوضح أن الفدرالية في الإمارات أعلى في الدرجة من فدرالية العراق، وأكد أن النموذج الإماراتي برهن على أن الفدرالية طريق للوحدة وليس التقسيم· وأشار عبد المهدي إلى استضافة الإمارات للعديد من رجال الأعمال والمهندسـين والكفاءات العراقية في السنوات الماضية، مشدداً على أن كل الظروف مهيأة لتطور العلاقات بين العراق والإمارات· وقال إن موقف الإمارات لا يترك أي شائبة في تطوير العلاقات في كافة الإطارات، وأن الإمارات والعراق يسيران في خط مستقيم متواز وممتد وليس متعارضا· المستثمرون لا يخافون الأوضاع أكد نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي أن الاستثمار وتشجيع الاستثمارات ليس قراراً بل هو بيئة ومناخ كامل يتولد، ويحتاج إلى سلسلة من الأعمال ومنها المؤتمرات· وقال إن الاستثمار غاب طويلا عن العراق، موضحاً أن الحكومة العراقية وضعت قانوناً لتشجيع الاستثمار وتحاول خلق ثقة لدى المستثمرين في البيئة الاستثمارية· وأكد نائب الرئيس العراقي أن المسألة ليست إصدار قوانين بل استكشاف نوايا المستثمرين· مشيراً إلى أن هدف مؤتمر الاستثمار الذي يعقد قي دبي هو المساعدة على خلق الثقة لدى المستثمرين· وقال إن المستثمرين لا يخافون الأوضاع الصعبة، ورأس المال له حاسة شم عالية جدا، وإذا ما شعر بإمكانية تحقيق ربح فإنه سيأتي إلى العراق رغم كل المخاطر''· وأوضح عبد المهدي أنه بأموال قليلة قد يحصل المستثمر على أرباح أكبر في العراق بسبب المخاطر الأمنية وأن المستثمرين يفهمون هذا الأمر جيداً· وأشار إلى أن حجم الاستثمارات التي تم جذبها خلال المؤتمرات المتتالية كان أكبر من المتوقع من 3 إلى 4 أضعاف·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©