30 أغسطس 2007 21:32
مع تراجع شعبيته إلى ادنى مستوياتها فإن عددا محدودا من الاميركيين يعتقدون أن الرئيس الاميركي جورج بوش لم يعد مكترثا بقضية البيئة· لكن ليس هذا هو السبب في تجاهل وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير للعاصمة الاميركية خلال زيارة للولايات المتحدة بدأت أمس وتستهدف دعم سياسات وتكنولوجيات مكافحة ظاهرة تغير المناخ·
ويقال إنها المرة الاولى على مدى نصف قرن التي يقوم فيها وزير خارجية الماني بزيارة رسمية إلى كاليفورنيا وثاني مرة يتوجه فيها رجل دولة اجنبي إلى هذه الولاية على مدى العام الفائت في مهمة لمكافحة ظاهرة ارتفاع درجة حرارة الارض· لقد ادارت واشنطن بقيادة جورج بوش ظهرها لقضايا البيئة ولم يعترف جورج بوش إلا في يناير الماضي فقط بان انبعاثات الكربون يمكن أن تكون مشكلة ملحة تتطلب الاهتمام بها·
وفي نفس الوقت برز بطل غير مرجح للبيئة في كاليفورنيا، صاحبة سادس اكبر اقتصاد في العالم ومركز الابداع التكنولوجي الاميركي بلا منازع، هو ارنولد شوارزنيجر بعد ان تحول من ممثل في أفلام الحركة الى واحد من أكثر السياسيين المدافعين عن البيئة نفوذا في العالم· وقد رمز لتحوله إلى مناصرة قضايا البيئة بتعديل واحدة من سياراته الهامر لتعمل بالهيدروجين في خطوة تعرضت للانتقاد باعتبارها لم تخرج عن كونها لعبة علاقات عامة جوفاء، الا انه دعم خطوته بالدفع بقوانين تجعل من كاليفورنيا أكثر الاماكن الاقتصادية صداقة للبيئة في الولايات المتحدة·
وقال شوارزنيجر الصيف الماضي لدى اقناعه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير اقرب حلفاء بوش بتوقيع اتفاق تاريخي للتعاون مع الولاية في قضية مكافحة تغير المناخ وسياسات الطاقة النظيفة: ''كاليفورنيا لن تنتظر حكومتنا الفيدرالية للقيام بعمل قوي بشأن ارتفاع درجة حرارة الكون''· وأردف: ''ان الشراكة الدولية مطلوبة في مجال مكافحة تغير المناخ ولدى كاليفورنيا مسؤولية ودور عميق تقوم به لحماية بيئتنا، وليس هذا فحسب بل وان تكون رائدة عالمية في هذه القضية أيضا''·
أمر شوارزنيجر اجهزة امداد الكهرباء في الولاية بانتاج 20 في المئة من الطاقة من مصادر متجددة بحلول عام ·2010 وقال شتاينماير إن هذه النسبة القياسية هي السبب في أن يصبح أول وزير خارجية الماني يزور كاليفورنيا· وأردف شتاينماير بحسب صحيفة دي فيلت الالمانية: ''ان كاليفورنيا رائدة في مجال حماية البيئة والمناخ· وفي وادي السليكون تدعم أحدث الابحاث في مجال الطاقة المتجددة وبالنسبة لسياسات البيئة والمناخ فإنها تسعى لتعاون أوثق مع أوروبا''·
وتابع: ''الي جانب ولايات الساحل الغربي فان كاليفورنيا تدفع الان بنظامها الخاص بالتعامل مع الانبعاثات لاحتواء انبعاثات غاز ثاني اكسيد الكربون· ومن ثم فانه يتعين علينا اغتنام هذه الفرصة وتنسيق سياستنا بشكل أوثق معها وكافة الولايات الاميركية الراغبة في ذلك من اجل التعامل مع غاز ثاني اكسيد الكربون عبر الاطلسي''·
المصدر: سان فرانسيسكو
عدد اليوم
