الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بصوت واحد

31 أغسطس 2007 00:37
نحن المستهلكين يجب علينا الاقتصاد في شراء ما لا حاجة لنا به، الاقتصاد في الماء والكهرباء والبترول، فبدلا من الجلوس في غرفة وإشعال أنوار المنزل والحائط والطوابق السفلية والعلوية والتفاخر بالثريات وأنوارها وسكب وصرف الماء في حمامات السباحة والبانيو والسير في الشوارع وحرق البترول بحاجة وبلا حاجة، علينا الجلوس مع الأهل وإشعال الأنوار الضرورية ولم الشمل، وكتابة المرأة لما تحتاج من الأسواق قبل التوغل في المحال التجارية يوميا، ولا تجبر زوجها مثلاً على شراء أكثر العباءات الغالية، واحدة للمشي والأخرى للزيارات المسائية واثنتان وثلاث للسهرات وغيرها خمس عباءات للدوام والعيد، للتفاخر بلا معنى، كل ذلك لأنها تحب تحدي فلانة وصديقتها وجارتها وأهل زوجها وزميلات العمل! ولأنها تحب أن تختم العباءة بختم محل معين، وتوقيع اسم المحل وكأنها اليزابيث وشراء العطور بالأطنان من عود وعنبر ومسك ومخلطات بأسعار خيالية، فيما غيرها تستمتع بصنع وخلط العطور بنفسها وتزيين العباءة والحقائب والتمتع بالعمل اليدوي على أغراضها ولباسها وتجديد الأشياء بلمسات بسيطة وتحويلها إلى جديدة بدل رميها وشراء أخرى، مع أن سيدات أخريات لا يمكنهن التعطر إلا من عند محال متواضعة، نفس العطور وبأسعار أفضل بكثير! ولكن هيهات أن تتنازل حواء، فقط يهمها أن تحمل أكياس المحال الراقية لتكون راقية·· الرقي رقي النفس والتفكير والتثقف بالمفيد من الشرق والغرب، والتعلم من الفقير والغني والداني والعالي، فالإنسان يتعلم طالما هو حي يرزق، يجمع رصيد آخرته من الخير والطيبة والتواضع وحسن التصرف والتعامل مع نفسه وغيره، على اختلاف الأنواع والأجناس والأشكال·· ولا أنسى تلك المرأة التي تجبر زوجها على شراء تذاكر الدرجة الأولى لها ولأبنائها والخادمة والجيران والصديقة·· الخ ! مع أنه يمكنها التنازل للجلوس على كرسي الدرجة الثانية أو السياحية، فطائراتنا والحمد لله من أفضل الطائرات والسفرات قصيرة، فما الهدف من ذلك؟ أحبتي، أمور كثيرة لو نظرنا إليها في حياتنا اليومية لوجدنا أنه يجب التوقف عندها ومراجعة أنفسنا، والهالك هو أنت أيها المستهلك، فاقتصدوا وتكاتفوا للوقوف في وجه تيار الغلاء وزيادة الأسعار، ونادوا بصوت واحد ''لا للغلاء ولا للتقليد ولا لما لا حاجة لنا به''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©