الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الضرب في الميّت حلال

31 أغسطس 2007 00:42
لعل الكتابة حول القنوات الفضائية العربية وبرامجها ومسلسلاتها في شهر رمضان قد أشبعت نقدا وضربا، سواء على يد المئات من الكتاب الصحفيين والقراء أو آلاف القراء في منتديات الانترنت، ومع ذلك يجد المرء نفسه مدفوعا للكتابة عنها في الاتجاه ذاته مع اقتراب شهر رمضان الكريم، ولا بأس من أن تكون نافلة القول في هذا المقام: ''الضرب في الميت مش حرام''· وقد يقول قائل: لماذا؟ فنقول لأن التلفزيون العربي، كجهاز، مفروض عليك كجثة الكترونية مليئة بالإشعاعات الفضائية الخطرة التي يصعب الفكاك منها، فلو قررت أنت شخصيا حذف ''الريموت كنترول'' فوق دولاب الملابس وإقفال التلفزيون للأبد، فما الذي ستفعله بعدها مع أسرتك وأولادك المغرمين به وببرامجه؟ إلى حد محاولة التعاطي معك لمناقشة وقائع برامجه وأحداث مسلسلاته رغما عن أنفك، فأنت رب الأسرة الذي يجب أن يتابع ويهتم ويستمع· وعطفاً على ما تقدم وليس عطفاً عليك، أصبح التلفزيون يسبب أعراض مغص ليس له مثيل بين ''الأمغاص''، وقرحة في القلب لا تشبهها أي من التقرحات، إذ أن البث التلفزيوني الرمضاني العربي قد ألزم نفسه دون قرار ملزم من مجلس الأمن الفضائي، على أن يتخذ من السطحية شعارا جامعا موحدا، تكون البرامج بموجب مواده ووفق قوانينه، مرتجلة ارتجالا لحظيا دون أي إعداد فني يذكر، فليس على المذيعين والمذيعات المبتدئات ''سباق 200 متر قفز حواجز'' سوى المجيء للأستوديو بما شاؤوا وشئن من ملابس، مع خفّة دم تكاد أن تطير، عبر مشاغبة الكاميرا حينا ومشاكسة فريق العمل خلف الكواليس حينا آخر، أو الاستغراق في ما يُعرف بالجدال أو التشاجر الفني والإعلامي الطفيف بين بعضهم البعض، وكأنهم في جلسة في بيوت أهاليهم أو على ''دكة دكان الحي'' وليسوا على الهواء أمام مشاهد ينبغي أن تكون له حرمة، حتى وإن كانت افتراضية· نخشى ما نخشاه أن تكون الموضة الرمضانية لهذا العام مستوحاة من تصاميم موضة السنوات السابقة للفضائيات التي نجحت عملية تفريخها في الفضاء الطلق بالمئات، لتتحول كلمة ''مباشر'' التي تعني ''حي على الهواء'' في الماضي، إلى كلمة لا معنى لها بعدما ترافقت مع كل البرامج وأبيحت في كل المعروضات بما فيها دعايات الصابون والشامبو، فلم تعد كلمة مهيبة مرتبطة بالبرامج المميزة ذات ''الكعب العالي'' أو الأحداث الاستثنائية أيام زمان رحمة الله عليها· فيا أيها المشاهدون الكرام، لا تنسوا إخوتكم المذيعين وأخواتكم المذيعات في شهر رمضان القادم بالدعاء، واطلبوا لهم غفران ذنوبهم التي لا تقوى على حملها الشياطين أو الجبال· العنوان البريدي alhalwaji@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©