محمد حامد (دبي)
أصبحت الشروط الغريبة والمثيرة للجدل، في عقود اللاعبين، واحدة من سمات العصر الحالي، في عالم كرة القدم، فقد اشترط برشلونة على لويس سواريز، ألا يتورط في عض اللاعبين مجدداً، وإلا سيتم توقيع عقوبات مالية عليه.
وفي المقابل يشترط اللاعبون وضع بعض البنود المثيرة للدهشة، ومنها على سبيل المثال ما اشترطه جيوزيبي رينا، حينما انتقل إلى فريق أرمينيا بيليفيلد الألماني، ببناء منزل له في كل عام من عقده، لكنه لم يشترط شكل أو مساحة المنزل، فما كان من النادي الألماني إلا أن شيد له منزلاً من المكعبات على طريقة «ألعاب الأطفال».
وفيما يتعلق بالشروط الخاصة بمركز اللاعب داخل الملعب، فلم يسبق للاعب أن اشترط على النادي المنتقل إلى صفوفه ألا يلعب في مركز بعينه، بل هناك في بعض العقود ما يعرف بـ «الدور المفضل»، وهو ما يشار إليه في العقود تحت بند يسمى بـ «preferred roles»، التي تشير إلى الدور المفضل للاعب، ومنها على سبيل المثال الدور الهجومي، وفي حال تم الدفع باللاعب في مركز لا يتفق مع طبيعة الأدوار التي يفضلها في الملعب، فإنه ينصاع لما يطلبه المدرب، وفي بعض العقود تتم إضافة بند يحصل على اللاعب بموجبه على مقابل مالي محدد في حال قام بدور لا يتفق مع أدواره المفضلة.
وكان عقد نيمار الذي أثار جدلاً كبيراً في الكثير من بنوده، سواء المادية أو غيرها، بند يتعلق بطبيعة المركز داخل الملعب، وجاء في هذا البند الذي وضعه «البارسا» بالاتفاق مع النجم البرازيلي، أنه في حال كان هناك انصياع تام لقرارات الجهاز الفني فيما يتعلق بالمركز الذي يلعب به، والأدوار المطلوبة منه في الملعب، فإن ذلك يتيح للنجم البرازيلي الحصول على مليوني يورو.
وتظهر الشروط المتعلقة بمركز اللاعب داخل الملعب، أو ما يسمى بـ «الدور المفضل» في عقود الإعارة أكثر من غيرها، حيث لا يوجد الوقت الكافي للتنازع بين اللاعب والجهاز الفني، في فترة الإعارة التي تمتد لـ 6 أشهر، أو عام في بعض الأحيان، وفي بعض الأحيان يضع اللاعب بنداً يخص دوره المفضل في الملعب، وفي المقابل يحصل النادي على خدمات لاعب معين، ويضع في عقده شرطاً يتعلق بضرورة قيامه بالأدوار التي يطلبها منه المدير الفني داخل الملعب، بما يحقق مصلحة الفريق بشكل عام.
وتزخر الساحة الكروية العالمية بنجوم من العيار الثقيل يتنقلون بين أكثر من مركز، ويقدمون أفضل ما لديهم في مختلف المراكز التي يلعبون بها، وعلى رأسهم فيليب لام نجم ألمانيا وبايرن ميونيخ، فقد لعب في مركز المدافع الأيسر، قبل أن يشتهر في مركز المدافع الأيمن، والمفاجأة أنه قام بدور لاعب الوسط المدافع في عهد بيب جوارديولا بكفاءة نادرة، وهو ما دفع المدرب الإسباني إلى أن يصفه بأنه أذكى لاعب كرة قدم شاهده وقام بتدريبه طوال مسيرته التدريبية.
عدد اليوم
