"تقرير أميركي": أداء الحكومة العراقية "سلبي جداً"

في تقرير سلبي بدرجة ملحوظة نشرت مقتطفات منه أمس، أفاد مكتب المحاسبة الحكومي التابع للكونجرس الأميركي بأن الحكومة العراقية برئاسة نور المالكي نفذت 3 أهداف فقط وبدرجة ''جزئية''، من بين 18 هدفا سياسيا وأمنيا حددها المشرعون الأميركيون لقياس مدى التقدم المحرز في العراق كشرط لابد من استيفائه لاستمرار دعم العراق· وتضمن التقرير الذي يأتي الكشف عنه قبيل أيام من تقرير حاسم سيقدمه قائد القوات المتعددة الجنرال ديفيد بتريوس والسفير الأميركي ريان كروكر في سبتمبر المقبل، تقييما سلبيا للجهود الأميركية من أجل إرساء الأمن في بغداد في حين سارع البيت الأبيض إلى التقليل من أهميته قائلا: عندما يصدر سنلقي نظرة عليه،.. الأمور تبدو مختلطة لدى مقارنته بتقرير القادة العسكريين والسياسيين الأميركيين بالعراق والذي سيرفعه الرئيس بوش إلى الكونجرس خلال الأسبوعين المقبلين. وبالتوازي، استمرت أقوى حملة يشنها المالكي ضد التيار الصدري على خلفية أحداث كربلاء الأخيرة حيث تم تشكيل ''مجلس حرب'' مصغر وتواصلت عمليات مطاردة العناصر الصدريين من منزل إلى منزل · وفيما اختفى مسلحو ''جيش المهدي'' بضاحية الصدر في بغداد ، استمرت عمليات حرق مكاتب المجلس الأعلى العراقي بحصيلة بلغت 10 مكاتب في المحافظات الوسطى· تقرير للكونجرس: المالكي حقق 3 من 18 هدفاً أفاد مكتب محاسبة الحكومة الأميركية في تقرير نشر أمس بأن العراق لم يبلغ إلا 3 أهداف من 18 حددها له الكونجرس الأميركي لإحراز تقدم في المجالين الأمني والسياسي كشرط لاستمرار الدعم الأميركي للحكومة العراقية· وتناقض ما خلص إليه تقرير مكتب المحاسبة وهو جهاز تحقيق في الكونجرس، والذي يأتي قبل أيام من تقرير بتريوس - كروكر الشامل المرتقب، مع تقرير أكثر إيجابية أصدره البيت الأبيض في يوليو الماضي جاء فيه أنه تحقق في العراق 8 أهداف من بين 18 هدفاً حددها الكونجرس· ونشرت صحيفة ''واشنطن بوست'' التقرير الصادر عن مكتب محاسبة الحكومة ''غاو'' الذي يتضمن تقييماً سلبياً للجهود الأميركية من أجل إرساء الأمن في بغداد· ويقول التقرير الذي وصفته الصحيفة بـ''سلبي بدرجة ملحوظة'' أن الاستراتيجية الأميركية الجديدة التي أطلقها الرئيس الأميركي جورج بوش في يناير الماضي وتم بموجبها تعزيز عديد القوات بالعراق، لم تعط نتائج إيجابية واضحة، كما أن العراقيل السياسية في العراق قضت على جهود إعادة الإعمار، ولم تسمح بوضع القوانين اللازمة· وذكرت الصحيفة أن مكتب المحاسبة خلص إلى أن هدفاً واحداً فقط ضمن 8 أهداف سياسية قد تحقق، بالإضافة إلى تحقق هدفين أمنيين ''جزئياً''، هما: تشكيل الحكومات الإقليمية، وتخصيص 10 مليارات دولار للإعمار· وسيسلم التقرير إلى الكونجرس الثلاثاء المقبل· وتابع التقرير ''لم يتم التصويت على قوانين أساسية، ولا يزال العنف مرتفعاً، وليس مؤكداً أن الحكومة العراقية ستنفق 10 مليارات دولار في إعادة البناء'' كما وعدت· وأضاف أن الاعتداءات على المدنيين مستمرة بالوتيرة نفسها، والقوى الأمنية العراقية لم تتقدم على صعيد اكتساب الكفاءات· وجاء في النص ''فيما كانت الخطة الأمنية لبغداد مخصصة لتخفيض نسبة العنف، فإن الوكالات الأميركية غير متفقة على أن هذا الأمر قد تحقق''· وأضاف ''لم تتحسن قدرات القوى الأمنية العراقية''، مشيراً إلى أن ''معدل الهجمات اليومية على المدنيين يبقى مرتفعاً وبالنسبة نفسها تقريباً خلال الأشهر الستة الأخيرة مع وقوع 25 اعتداء في فبراير و26 في يوليو الماضيين''· ويأتي التقرير قبل تقرير مهم آخر يقدمه ديفيد بتريوس قائد القوات الأميركية في العراق ورايان كروكر السفير الأميركي لدى بغداد في 15 سبتمبر المقبل· وسئل جوردن جوندرو المتحدث باسم البيت الأبيض عن مسودة تقرير مكتب المحاسبة، فقال للصحيفة ''الجنرال بتريوس والسفير كروكر موجودان على الأرض في العراق، ومن المهم أن ننتظر لنسمع ما لديهما''· وأضاف ''في الوقت الذي شهدنا فيه تقدماً في بعض المناطق خاصة في الجبهة الأمنية إلا أنه ليس مستغرباً أن يقدم مكتب محاسبة الحكومة هذا التقييم نظراً لصعوبة المعايير التي يجب أن يطبقها وفقاً للتفويض الممنوح له من جانب الكونجرس''· من جهته، قال وزير خارجية العراق هوشيار زيباري أمس إن الحكومة حققت تقدماً جيداً في تلبية أهداف حددها الكونجرس لتحسين الأمن وتحقيق المصالحة قبل صدور تقرير بتريوس - كروكر· وأضاف أن تقدماً كبيراً تحقق على صعيد الأمن في العراق، ووصف اتفاقاً بين أكبر 5 زعماء من الشيعة والعرب السنة والأكراد لتعزيز المصالحة الوطنية بأنه تحرك مهم· وفي السياق ذاته، أكد قادة ديمقراطيون مساء أمس الأول أن الكونجرس يجب أن يكف عن منح ''شيكات على بياض'' للحرب على العراق بعد معلومات أفادت بأن الرئيس بوش سيطلب 50 مليار دولار إضافية· وأكد زيباري أن تقرير بتريوس - كروكر لا يقدم ''حلولاً سحرية لأزمة العراق'' مشدداً على أن الوقت مازال مبكراً للتحدث عن إقامة قواعد للقوات الأميركية في العراق· إلى ذلك، كشف استطلاع للرأي نشرت نتائجه أمس أن أغلبية الأميركيين ''54 بالمائة'' يعتقدون أن الولايات المتحدة لم تخسر الحرب في العراق·