لحود يهدد بتعيين حكومة انتقالية برئاسة قائد الجيش

افتتحت الأكثرية البرلمانية اللبنانية أمس باب الترشيحات لانتخابات رئاسة الجمهورية المقررة في 25 سبتمبر حيث أعلن النائب بطرس حرب رسمياً ترشحه لهذا المنصب خلفا للرئيس اميل لحود متعهدا ببرنامج عمل طموح لإعادة توحيد لبنان ومعالجة المشكلات القائمة· في وقت هدد الرئيس اميل لحود بتعيين حكومة انتقالية بقيادة قائد الجيش العماد ميشال سليمان في حال عدم توصل الزعماء السياسيين الى اتفاق حول مرشح للرئاسة قبيل انتهاء ولايته في نوفمبر المقبل· وكان حرب قال في مؤتمر صحفي في مقر مجلس النواب في بيروت ''من هنا حيث يجب ان يكون القرار أعلن ترشحي رسميا الى منصب رئيس الجمهورية، منسجما بذلك مع اقتناعي بأن عملية انتخاب رئيس البلاد يجب ان تكون ثمرة قرار اللبنانيين لا نتيجة صفقة إقليمية أو دولية أو حتى محلية''، وأضاف ''أرفض ان يكون ترشيحي وانتخابي عنصرا إضافيا لتأجيج خلاف اللبنانيين واشترط للاستمرار فيه توافر اتفاق القوى السياسية على آلية الانتخاب ونصابها، وإلا لن أكون مرشحا للرئاسة''· وفي المقابل، هدد لحود رسميا بتعيين حكومة انتقالية بقيادة سليمان في حال فشل القيادات السياسية بالاتفاق حول مرشح لخلافته بحلول 23 نوفمبر، وقال ''الحكومة الحالية برئاسة فؤاد السنيورة غير دستورية وغير شرعية ولا يمكن ان تسلم اليها السلطة في حال لم يتم انتخاب رئيس لكل لبنان وبأغلبية الثلثين في مجلس النواب''، وأضاف ''اذا لم يحدث الاتفاق على الرئيس المقبل سيتم تسليم سليمان رئاسة حكومة انتقالية هدفها واضح هو وضع قانون انتخابي يكون مقبولا من الجميع وبعدها إجراء انتخابات تشريعية بأسرع وقت ممكن''· وتابع قائلا ''ان الحكومة الانتقالية التي يفكر بها لن تكون عسكرية وانما ستضم 6 الى 7 وزراء مدنيين يمثلون مختلف الطوائف في لبنان''· وحذر مراقبون من ان خطوة لحود قد تحدث انقساما فعليا في لبنان عبر وجود حكومتين، كما انها قد تحدث انقساما داخل الجيش نفسه بين جهة تؤيد الاكثرية وأخرى تؤيد المعارضة وهو الأمر الذي حدث عام 1988 عندما سلم رئيس الجمهورية آنذاك امين الجميل قائد الجيش العماد ميشال عون رئاسة الحكومة الانتقالية· في وقت لم يصدر عن قائد الجيش اي تعليق حول هذا الشأن· وعلمت ''الاتحاد'' من أقطاب بارزين في فريقي الاكثرية والمعارضة أن الاستحقاق الرئاسي بات وحيداً في الصراع بين الطرفين بعدما سقط خيار قوى 8 مارس بشأن حكومة الوحدة الوطنية· وبرر مصدر قيادي في المعارضة لـ''الاتحاد'' تراجع فريق 8 مارس عن مطلب الحكومة الى ضيق الوقت واقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي على اعتبار انه فور انتخاب الرئيس العتيد تصبح الحكومة الحالية مستقيلة حكماً، وتشكل بديلة لها مع بداية عهد الرئيس الجديد، لكن المصدر حذّر من محاولة فريق الاكثرية الاستفراد بالقرار والذهاب لانتخاب رئيس على قاعدة نصاب النصف زائد واحد· وكان المصدر يعلق على تسريبات اعلامية يروج لها بعض اقطاب فريق الاكثرية ومفادها أن قوى 14 مارس تدرس خيار انتخاب رئيس جديد في نيويورك كسابقة فريدة في التاريخ بغية اكتسابه اعترافاً دولياً فورياً وفق معادلة النصف زائد واحد (65 نائباً) من اصل 128 وأكدت مصادر المعارضة لـ''الاتحاد'' أن أقطاب فريق 8 مارس درسوا بإمعان خيار الاكثرية واتخذوا خطوات عملية لاحباط هذا المسعى والرد عليه بإجراءات ميدانية على الارض، قد تعلن في حينه، وألمحت الى ان ابرز القرارات هي منع النواب والرئيس المنتخب من دخول البلاد، من خلال السيطرة على المطار والمرفأ واحتلال الوزارات والمرافق العامة· وذكرت جريدة ''الاخبار'' المقربة من فريق 8 مارس أن زعيم الاكثرية البرلمانية النائب سعد الحريري كلف أحد مستشاريه الناشطين في الولايات المتحدة بدء مشاورات في شأن إجراء انتخابات رئاسية، في نيويورك، وقالت ان هذا المستشار اجتمع مع مسؤولين كبار في الخارجية الاميركية ومع البعثة الاميركية لدى الامم المتحدة للتشاور في الخطوات الممكنة قبيل حلول موعد الاستحقاق الرئاسي· وفي ظل غياب الاتصالات الاقليمية والدولية والتحركات الداخلية بحثاً عن حلول للازمة اللبنانية، ينتظر ان يعلن رئيس البرلمان نبيه بري اليوم الجمعة في مهرجان يقام في مدينة بعلبك الى الشرق من بيروت لمناسبة الذكرى 26 لاختفاء الامام موسى الصدر عن مبادرة جديدة للحل، ترتكز الى التوافق بين جميع الفرقاء على رئيس تسوية· والتقى بري عشية المهرجان السفير الاميركي في لبنان جيفري فيلتمان واطلع منه على موقف الادارة الاميركية من الاستحقاق الرئاسي والازمة اللبنانية برمتها، وحرص فيلتمان على عدم الادلاء بأي تصريح بعد الاجتماع· وقال عضو كتلة ''التحرير والتنمية'' ياسين جابر ان رئيس البرلمان يعمل بجد من اجل ايجاد تسوية في لبنان، متمنياً على القيادات السياسية في لبنان ان يكون لديهم شعور بالتفاؤل حتى يستطيعون إنقاذ البلد من الهاوية· وأكد جابر أن بري سيستمر في جهوده وعمله من اجل ان يكون هناك استحقاق رئاسي ناجح في لبنان وان يأتي رئيس يبدأ بالخروج من الازمة الصعبة التي يمر بها لبنان، لكنه امتنع عن كشف مضمون مبادرة رئيس البرلمان، لافتاً الى انها ملك لبري وحده، ولا يمكنه كشف محتواها·