الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصديق الضارّ

23 مارس 2008 01:23
من المعروف أن الأطفال يدمنون على مشاهدة البرامج والأفلام التلفزيونية، وقد يفضلونها على العديد من الأمور، وهذا ما ألاحظه على ابن أختي الصغير الذي أحاول مع أمه أن نشغله بأمور أخرى· وبصعوبة بالغة استطعنا التأثير بعض الشيء عليه لأنه كان مصراً على التعلق بالتلفزيون باعتباره صديقه الصدوق، ولا يعلم بعض أولياء الأمور نتيجة تعلق أبنائهم بالتلفاز إذ يتركونهم يشاهدون ما يريدونه بأي وقت ودون تدخل، ولو علموا بعض أضراره لباعوا التلفاز وحطموا صوره الجميلة في مخيلة أبنائهم·· فمن بين هذه الأضرار أن له تأثيرا سلبيا على ذكائهم، فكلما زادت مشاهدة الأطفال للتلفزيون انخفض مستوى تحصيلهم الدراسي· كما أن مشاهدة التلفزيون يومياً لساعات كثيرة، في السنوات السابقة لدخول الأطفال المدارس، يجعلهم يحصلون على درجات ضعيفة في القراءة والحساب واختبارات اللغة، وبالتالي يكونون طلابا كسالى ويعانون من الصعوبة في التحصيل التعليمي· ومما لاشك فيه أن شاشة التلفزيون قادرة على أن تغير موقف الطفل ورؤيته للعالم وقد يعيش بقلق واضطراب نتيجة مشاهدته أفلام الرعب والعنف، ليس هذا فقط، بل تمنع الأطفال من القيام بنشاطات أكثر فائدة وترسخ في الذهن آراء ووجهات نظر جاهزة وأحادية الجانب، إذ قامت هذه الشاشة باحتكار وقتهم وأبعدتهم عن اللعب والتجارب الأخرى المهمة بالنسبة لنموهم وتطورهم· ومن المعروف أيضاً أن الطفل بحاجة إلى التفاعل المباشر مع والديه وأخواته بحيث يجلسون، ويتحدثون، ويلعبون معاً، ولكن التلفزيون جذب انتباه الجميع إليه، وتسمرت عيون الأطفال به ،وعندما يبكي طفل أو يريد أن يتكلم بشيء يقوم الآخرون بإسكاته فوراً وربما بعنف، وذلك لأنهم يريدون متابعة مشاهدة التلفزيون، وهذا كله يؤثر سلباً على تلك العلاقة الودية التي يحتاجها الطفل في الأسرة فتتقلص علاقته معهم·· أفبعد كل هذا لا يزال البعض يستخف باندماج طفله مع التلفاز؟ أحمد الكمالي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©