الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

6 آلاف شركة في كردستان العراق 800 منها أجنبية

6 آلاف شركة في كردستان العراق 800 منها أجنبية
31 أغسطس 2007 23:06
مشاريع، طرق، أنفاق، مجمعات سكنية، فنادق خمس نجوم، مراكز تجارية، جامعات، مستشفيات·· هذا ليس عراق حظر التجول والانفجارات والقتل والخطف والعنف الطائفي، بل كردستان العراق حيث بدأت الأعمال تزدهر· وترتفع ورش البناء في كل مكان في كردستان العراق بينما تغرق بقية أنحاء البلاد في الفوضى والعنف· فمنذ نهاية حرب الخليج عام 1991 تعيش المحافظات الكردية الثلاث اربيل والسليمانية ودهوك في شمال العراق ازدهاراً اقتصادياً فيما تنعم مدن الإقليم بوضع امني افضل بكثير من بقية أنحاء العراق· هنا يشيد عمال يعملون لحساب شركة الفنادق الألمانية ''كمبنسكي'' فندقاً فاخراً وسط اربيل· وهناك إعلانات تتحدث عن تنظيم رحلات سياحية الى دول جنوب شرق آسيا بينما تعرض وكالات السيارات الأوروبية واليابانية سياراتها الفاخرة· وعلى عكس بغداد التي تعودت أن تنام باكراً في ظلام دامس، تبقى أبواب المطاعم والمحال التجارية ومراكز التسلية مشرعة حتى ساعات الفجر في كردستان· وعلى الرغم من محاولات جره الى دائرة العنف من خلال بعض التفجيرات، الا ان اقليم كردستان ظل آمناً حتى الان ومحمياً بشكل جيد بفضل جهود المسؤولين· وبحسب رجل الأعمال الكردي اياد ميرو (48 عاماً) الذي يملك شركة استيراد وتصدير لها فروع في المحافظات الكردية الثلاث فإن ''الوضع الأمني المميز ودعم حكومة الإقليم اللامحدود قد ساهما بشكل كبير في ازدهار كردستان''· ويضيف ميرو، وهو عضو في اتحاد عام رجال الأعمال العراقيين والذي زار تركيا في مايو الماضي للحصول على وكالة من شركة ''اريستون'' الإيطالية: ''ليس كل العراق يشتعل ووسائل الإعلام تتجاهل قصصنا نحن، فتخلق صورة خاطئة لدى الرأي العام العالمي عن الوضع في عموم العراق''· وتابع ميرو، الذي كان يتحدث من خلف مكتبه الفاخر في دهوك: ''لن أقارن الوضع هنا بمدينة دبي لان المقارنة لن تكون سليمة لكنني أتوقع أن يشهد الإقليم تطوراً مذهلاً خلال السنوات القليلة القادمة''· وأوضح: ''نحن واثقون من إمكانية تحويل الاقليم الى قاعدة للاستثمار وجعلها منصة انطلاق لبقية أنحاء العراق''· وقد تبدو رؤية ميرو بعيدة المنال، لكن المستثمرين يتفقون عليها ويضخون المال في المنطقة على نطاق واسع· وبحسب عزيز ابراهيم، مدير عام التجارة في وزارة تجارة الإقليم، فقد بلغ ''عدد الشركات المسجلة في الإقليم نحو ستة آلاف شركة بينها نحو 800 شركة أجنبية''· وأضاف: ''الواقع الاقتصادي والتجاري في الاقليم يشهد تحسناً مستمراً''· واستفادت مدن الاقليم وخصوصاً اربيل والسليمانية من الاستثمارات الخاصة والحكومية على مدى العامين الماضيين· وانتشرت الرافعات في المدينة التي كانت من قبل تتميز بالمباني القديمة والمنخفضة· وتجري حاليا إقامة مجمعات سكنية وفنادق ومستشفيات وجامعات جديدة وطرق دائرية وأنفاق ومصانع وجسور· وقبل أيام فازت شبكتا الهاتف الجوال ''آسياسيل'' التي تعمل في السليمانية و''كورك تيليكوم'' التي تعمل في اربيل ودهوك باثنتين من ثلاث رخص جديدة يحق لها العمل في عموم العراق لمدة 15 عاماً بقيمة مليار و250 مليون دولار لكل منهما· ويؤكد النائب الكردي محمود عثمان أن ''استقرار الأوضاع في كردستان وسياسة الانفتاح التي ينتهجها المسؤولون الأكراد وانعدام الفتن الطائفية والحروب هي من الأسباب التي دفعت بالشركات الأجنبية الى القدوم والعمل في كردستان''· وأضاف: ''في كردستان تتوفر كل الأجواء والظروف والعوامل المساعدة الأخرى للقيام بأي عمل''· لكن عثمان حذر من انه ''في حال استمرت الأوضاع غير المستقرة في بقية أنحاء العراق، فمن شأن هذا ان يؤثر سلباً على هذه المناطق التي تدار من قبل الأكراد أنفسهم لأنها مرتبطة اقتصادياً بباقي العراق''· وتابع: ''لذلك فالأكراد يعملون كل ما في وسعهم من أجل إيجاد استقرار للعراق ككل''· ولا يخفي المسؤولون الأكراد طموحهم بجعل الإقليم الغني بالثروات الطبيعية والبشرية ''دبي جديدة'' حتى ان رئيس حكومة الاقليم نيجيرفان بارزاني زار دبي مطلع العام الحالي ''للاطلاع على إمكانيات التعاون وبناء شراكة استثمارية بين الجانبين''، بحسب موقع حكومة الإقليم الالكتروني· وعندما سئل رئيس الإقليم مسعود بارزاني في أحد اللقاءات عن صحة هذا الطموح، قال: ''بالطبع المهمة ليست سهلة، لكن هذا هو تصميمنا على أن نجعل كردستان مثل دبي''· وأضاف: ''لدينا كل الإمكانيات اللازمة وكل ما نحتاجه هو بعض الوقت''·
المصدر: دهوك
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©