Thursday 28 Mar 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ارهاصات

1 سبتمبر 2007 02:50
كنت من المحظوظين الذين أتاحت لهم الظروف عبر فترات زمنية مختلفة، الاستمتاع بثلاثية المسرح الشعري الشهيرة ل''عاشق الكلمة'' الشاعرالكبير فاروق جويدة ، ''دماء على ستار الكعبة''، و''الوزير العاشق''، و''الخديوي'' التي عرضت على مسرح'' البالون'' على امتداد مائة يوم دون انقطاع أوائل سبيعينات القرن المنصرم، قبيل قرار منع عرضها لأسباب مفهومة وغير معلنة، بعد أن أنفقت الدولة عليها في آنها أكثر من مليون جنيه، وصورت للتليفزيون ، الا أنها ظلت حبيسة المخازن حتى يومنا هذا· وفي اطلالته الأخيرة في حوار''على نار هادئة''، كسر جويدة حاجز الصمت، وأعادني الى اسقاطاته الشعرية الرائعة على الواقع ، وتذكرت كلماته التي رجت بها حنجرتي ''محمود ياسين، وسميحة أيوب'' أرجاء مصر، قبل أن تهز أركان مسرح البالون، والتي رافقت فضيحة محاولات بيع ''قصر النيل'' في ح#ينها، واجتررت صرخات جويدة وهو يقول: ''ماء النيل جف والعصابة سرقت حصاد العمر في وضح النهار، أموال هذا الشعب ضاعت حينما قتلوا الضمائر، من باع شبراً من تراب الأرض خائن، من باع طفلاً لم يزل في بطن أمه خائن، من يمنح الأعراب خبز الطفل جهد العمر يا مولاى خائن، كبير أطعم الدنيا نراه الآن يستجدى الرغيف، الشعب يصرخ بالكلام، والجيش يهمس بالرصاص، ملعون من يحكم شعباً بسياط الخوف، ملعون في دين الرحمن من يهدر حق الإنسان حتى لو صلى أو زكى أو عاش العمر مع القرآن، حرر قرارك يا مولاى·· مصر العظيمة لن تباع، يا زعيم·· حرية الأوطان أكبر من كنوز الأرض، الغرب يبغى أمة مقهورة مقطوعة الأسباب ·· والتاريخ أمة مسلوبة كالأغنام، يا مولاي من أجل مجدكم بعتم هذا الشعب ألف مرة ·· فلتباعوا في سبيل الشعب مرة· هذه الاسقاطات أعادت الى ذاكرتي ارهاصاته الشعرية في''الوزير العاشق''، وهو يقول: الكلمة عار في وطني·· الكلمة بيعت في الأسواق·· الكلمة سر الخالق·· وسر الخالق كيف يباع ··إن كان المنصب يصنع بطلا بين الأقزام·· حتما سيسقط يوما وتدوسه الأقدام· لملمت ذاكرتي، ومقارناتي ، ووجعي، وفهمت كيف لفق الاتهام لجويدة على مقال بسيط ، ليحال القلم الى التحقيق لمجرد انتقاده ''الواسطة'' في تعيينات القضاء، وكيف أنصفه القضاء نفسه، وأوقف قرارين جمهوريين، وتجاوز جويدة أزمته الصحية التي كادت أن تودي به كمدا، وأيقنت مزيدا أن:''ما استحق أن يولد·· من رضي بأن يقصف قلمه''· khorshiedh@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©