مركز الأحياء البحرية.. ربع قرن من العطاء تحت الماء

قرابة ربع قرن من العطاء في مجال الأحياء البحرية، هي عمر مركز أبحاث الأحياء البحرية في إمارة أم القيوين منذ تأسيسه عام 1984 بعد المسوحات الميدانية التي بدأت عام 78 مع إحدى الوكالات اليابانية الدولية المتخصصة بهدف زيادة المخزون السمكي وتنميته في البيئة البحرية في الدولة من خلال استزراع العديد من الأنواع الاقتصادية وطرحها في البحر· قام المركز وخلال تلك الفترة الطويلة بالعديد من الإنجازات سواء المتعلقة بالإنتاج أو تلك المرتبطة بالأبحاث والتجارب العلمية التي تخدم قطاع الثروة السمكية وتهدف إلى الارتقاء به· ''الاتحاد'' زارت المركز للتعرف على أهم الأنشطة التي يقوم بها وما حققه من إنجازات طوال الفترة الماضــية وكان هذا التحقيق : يقول عبد الرزاق عبد الله مدير مركز أبحاث الأحياء البحرية في أم القيوين إن المركز تم افتتاحه عام 1984 على مدخل خور أم القيوين بناءً على نتائج المسوحات والدراسات التي أجرتها الوزارة بالتعاون مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) منذ عام 1978 وأقيم المركز في إمارة أم القيوين حيث تعتمد إقامة مراكز الأبحاث واستزراع الأحياء البحرية على توفر عدد من العوامل الطبيعية الملائمة للأحياء المائية والأسماك حيث بينت تلك النتائج مدى ملاءمة خور أم القيوين لإقامة المركز ويشغل مساحة إجمالية تبلغ ما يقارب 127 ألف متر مربع· وأضاف أن المركز يهدف إلى العمل على تنمية الموارد السمكية من خلال الإنتاج الصناعي ليرقات بعض أنواع الأسماك وطرحها في خيران الدولة وعلى سواحلها وفي المحميات البحرية التي أنشئت من أجل الحفاظ على الثروة السمكية وتنميتها وإجراء التجارب على إنتاج يرقات بعض أصناف الأسماك صناعياً مثل أسماك: الصافي والهامور والسبيطي والبياح والقابط والشعم والروبيان وغيرها، وإجراء التجارب لتربية بعض أصناف الأسماك التجارية المرغوبة من قبل المواطنين والتي لا يلبي إنتاجها حاجة السوق المحلية وتدريب من يرغب من المواطنين والصيادين المواطنين على أصول وتقنيات تربية الأحياء المائية، إضافة إلى تقديم المساعدة والمشورة الفنية للجهات المحلية الراغبة في إنشاء مشاريع إنتاج أسماك في الدولة سواء كانت في القطاع العام أو الخاص وتوعية الناشئة من طلاب الجامعات والمدارس بأهمية البيئة البحرية والثروة السمكية وتدريب عدد منهم خلال فترات الصيف· وأوضح أن المركز يضم ثلاثة أقسام الأول يتعلق بتنمية الثروة السمكية والثاني قسم الأبحاث البحرية والإرشاد السمكي والثالث لدراسة وتقييم المخزون السمكي· تنمية الثروة السمكية من جانبه أشار المهندس مصطفى الشاعر، رئيس قسم تنمية الثروة السمكية بالمركز، إلى أن القسم يقوم باستزراع الأسماك البحرية لتعزيز مخزونها السمكي وخاصة فيما يتعلق بالأنواع الاقتصادية المطلوبة في السوق بطرح ''إصبعيات'' (حجم الإصبع) من أنواع الأسماك المتنوعة في المناطق المستهدفة في البحر لزيادة مخزونها حيث تمر تلك الخطوات بعدة مراحل منها رعاية أمهات الأسماك وتغذيتها والإشراف على نظافة مياه الأحواض الخاصة بها وجمع البيض ووضعها في أحواض خاصة بعملية الفقس حيث تخرج كيرقات بعدما تتغذى على ''الهائمات الحيوانية'' وغيرها العديد من المراحل التي تتطلب رعاية خاصة ومتابعة دائمة· وأضاف أن إدارة المركز تستهدف إنتاج قرابة ربع مليون إصبعية بشكل سنوي وذلك حسب الميزانية المقررة للمركز، من الأنواع الاقتصادية مثل السبيطي والبياح والصافي والهامور والشعم حيث يتم طرحها في البحر في المناطق المتفرقة بالدولة· توعية بحرية من جانبه أشار المهندس أحمد الزعابي رئيس قسم الأبحاث البحرية في المركز إلى أن القسم يهتم بالصيادين من خلال توعيتهم وإرشادهم ورفع ثقافتهم الخاصة بالثروة السمكية والتحاور معهم في شكل زيارات ميدانية حول أوضاعهم وهمومهم والصعاب التي يواجهونها في حياتهم العملية ومن ثم توصيلها للمسؤولين وإيجاد الحلول المناسبة لها، مضيفاً أن القسم يستهدف أيضاً توعية طلاب المدارس بأهمية الثروة السمكية والبيئة البحرية بشكل عام من خلال الزيارات التي يقوم بها طلاب المدارس للمركز، حيث يتردد على المركز من 8 إلى 10 آلاف طالب سنوياً· وأضاف أن المركز يضم أيضاً عددا من المختبرات التي تستخدم لفحص وقياس وتشريح عينات الأسماك والروبيان وإجراء التجارب المختلفة وفي بعض الأحيان للتعرف على أمراض الأسماك، حيث تحتوي المختبرات على الأجهزة اللازمة لتحليل عينات المياه وتحديد خصائصها العامة، إضافة إلى عدد من المخازن المكيفة لتخزين المواد اللازمة للإنتاج السمكي وخاصة المواد الكيميائية، وكذلك مكتبة تضم العديد من الكتب والدراسات البحثية والنشرات الدورية المتخصصة في البيئة البحرية والموضوعات المرتبطة بالثروة السمكية واستزراع الأسماك· وأوضح أن المركز يضم عدداً كبيراً من الأحواض مختلفة الأحجام تستخدم لأغراض التربية المختلفة منها البرك الإسمنتية مساحة الواحدة 2500 متر مكعب مخصصة لتربية الأسماك والروبيان للوصول للحجم التسويقي، ومجموعة من الأحواض الإسمنتية سعة كل منها 100 متر مكعب وذلك لتربية يرقات الأسماك لتصل إلى طور الإصبعيات بحيث تكون جاهزة للطرح ومجموعة من الأحواض الإسمنتية أيضاً سعة كل منها 50 متراً مكعباً مخصصة للعناية بأمهات الأسماك لجمع بيضها، وأخرى لتربية وإكثار طحالب لغذاء القشريات والهائمات الحيوانية المستخدمة في تغذية يرقات الأسماك· وذكر الزعابي أنه نظراً لأهمية وجود مياه ذات نوعية جيدة وخالية من الشوائب والملوثات والمواد العضوية، فقد تم مد أنبوب ماء تحت الأرض يصل بين خور أم القيوين وبين خزان أرضي سعته حوالي 140 مترا مكعبا لتزويد المركز بمياه البحر بصورة مستمرة· المخزون السمكي من جهته أوضح المهندس عيسى عبد الكريم رئيس قسم دراسة وتقييم المخزون السمكي في المركز أن القسم يقوم بعمل الدراسات البيولوجية لمعرفة مواسم تكاثر الأسماك وأعمارها وتحديد الأطوال والأعمار والنضوج من خلال أخذ عينات من أسفل عظم أذن الأسماك لمعرفة عمرها، مضيفاً أن القسم يعتبر مرجعا للاستشارات العلمية الخاصة بالثروة السمكية على مستوى الدولة· المعرض المائي ·· بانوراما بحرية خصص مركز أبحاث الأحياء البحرية في أم القيوين جزءا من مساحته للمعرض المائي حيث يقدم للزوار بانوراما'' بحرية حية وعرضاً من عينات حية لأهم الأنواع التي تعيش في البيئة البحرية داخل الدولة· ويتكون المعرض المائي من تسعة وعشرين حوضاً مختلفة الأحجام تضم أنواعا مختلفة من الأحياء البحرية وتتغذى بمياه البحر النظيفة والمنقاة من وحدة الترشيح الرئيسية بالمركز· ويتضمن المعرض أيضاً صالة مخصصة لعرض عينات الأسماك المحفوظة في أوعية زجاجية كما يوجد في الصالة أيضاً عدد من اللوحات التي تبين الأنشطة المختلفة التي يقوم بها المركز· مليون و50 ألف إصبعية خلال خمس سنوات أكد المهندس مصطفى الشاعر رئيس قسم تنمية الثروة السمكية في المركز أن إجمالي إنتاج المركز من الإصبعيات وصل إلى مليون و50 ألف إصبعية خلال السنوات الخمس الأخيرة وبمعدل أكثر من 200 ألف إصبعية سنوياً تتفاوت من عام لأخر ومن نوع لآخر حسب توجهات المركز والخطة الموضعه للإنتاج والميزانية المقررة لذلك· أشجار القرم يضم مركز أبحاث الأحياء البحرية في أم القيوين مشتلا لإنتاج وزراعة شتلات أشجار القرم وذلك لتزويدها للجهات الراغبة في زراعة القرم في المناطق الساحلية المختلفة بالدولة لإكثار انتشار هذا النوع من الأشجار المفيدة جداً للبيئة البحرية، حيث ينتج المشتل أكثر من 10 آلاف شتلة سنوياً· اسماك المياه العذبة يقوم مركز أبحاث الأحياء البحرية بعملية استزراع أسماك البلطي (وهو من أسماك المياه العذبة) وذلك بهدف نشر تربيتها في أحواض المزروعات والآبار في المزارع المنتشرة في أرجاء الدولة حيث توجد عشرة أحواض دائرية سعة الواحد منها 1,5 طن تستخدم حالياً لتربية أسماك البلطي، وأثبتت التجربة نجاحها· تجربة الروبيان دون المستوى لم يكتب النجاح لتجربة إنتاج الربيان التي قام بها المركز عبر السنوات الماضية من خلال تجارب استمرت مع الخبراء اليابانيين عبر ست سنوات (من 1995 وحتى 2001) وذلك نظراً لتكلفتها الباهظة مقارنة بنسبة الإنتاج كونها تحتاج إلى كمية كبيرة من الأعلاف، حيث استطاع المركز إنتاج كميات كبيرة من نوعين من الروبيان: الأبيض المنتشر في شواطئ البحر الأحمر والنمر الأخضر الموجود في مياه الخليج، ولكن لكونها عملية مكلفة فقد توقف المركز عن إنتاج هذا النوع من الأسماك·