السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جو رعد: نجمات الفن زبوناتي وأخلاقي تمنعني من إفشاء أسرارهن!

جو رعد: نجمات الفن زبوناتي وأخلاقي تمنعني من إفشاء أسرارهن!
11 يناير 2009 00:55
يختلف جو رعد عن سائر المزيّنين بأنّه يتعامل مع شعر المرأة على أنّه لوحة فنيّة قائمة بحدّ ذاتها، يتفنّن برسمها وتجميلها وتلوينها بما يتناسب مع المعطيات المتوفّرة لدى المرأة، من شكل الوجه ونوع الشعر ولون البشرة والعينين· والميزة الأبرز لدى جو رعد أيضاً أنّه يرتكز في كلّ موسم على بحث دقيق ومتعمّق، لإنجاز مجموعة تسريحات فنيّة لافتة يستوحيها من الفنّ الكلاسيكي تارة، أو من الفنّ المعماري في أوروبا، أو من المدرسة الفنيّة الانطباعية كما هو الحال في مجموعته الحاليّة لشتاء 2009 ·حول إبداعاته في عالم موضة تسريحات الشعر وأهم الفنانات اللواتي يتعاملن معه كان هذا الحوار· ؟ لماذا اخترت ''الانطباعيّة'' عنواناً فلسفيّاً لمجموعتك بدلاً من عنوان بسيط تفهمه عامّة النساء؟ ـ ''الانطباعية'' ليست عنواناً فلسفياً، بل مدرسة تصويرية نشأت في باريس بين العامين 1874 و 1886 ، وكان الرسّام الفرنسي كلود مونيه رائد هذه الحركة التي اشتقّ اسمها من لوحة شهيرة له صوّر فيها الانطباع الذي تركه فيه شروق الشمس فحملت اللوحة اسم ''الانطباعية''· ومن هذه المدرسة استوحيت موديلات الشعر، بحيث قمت بنقل الصورة المنطبعة على العين البشرية إلى عمل فنيّ· وبهذا يكون موضوع مجموعتي الجديدة لهذا الموسم بسيطاً وغير معقّد وبإمكان أيّ سيّدة، وخصوصاً المتذوّقة للفنّ، أن تفهمه بسهولة· ؟ يبدو تأثرك كبيراً بالموضة الفرنسية في العقود الماضية، مع العلم أنّ صالونات التزيين الفرنسيّة تعتمد اليوم كلّ ما هو بسيط ومودرن· ما رأيك؟ ـ لم أقدّم موضة فرنسا الماضية في مجموعتي الجديدة، بل جعلت ''الانطباعية'' تمتدّ من الرسم والأدب والموسيقى إلى فنّ التزيين أيضاً· ففي تسريحاتي نقلت الانطباعات التي تركتها في ذاكرتي مشاهد بحثت عنها، أو تأثّرت بها، أو شكّلت رمزاً للأنوثة، وترجمتها في الصور على شكل تسريحات· لذا لم أقلّد موضة سابقة، ولا معاصرة، بل ما قدّمته في مجموعتي الجديدة هو ابتكار شخصي، نتيجة بحث عميق، وحصيلة مخيّلة اجتهدتْ في البحث عن الجديد· ؟ هل تناسب تسريحات ''الانطباعية'' المرأة العربية، وهل بدأت زبوناتك بطلبها؟ ـ في بداياتي كنت أروّج لتسريحات كثيرة تعتمدها المرأة العربيّة في جميع مناسباتها، أمّا اليوم وبعد أن حقّقت بفضل الله عزّ وجلّ، مكانة متقدّمة في عالم التزيين، أصبحت المجموعة التي أقدّمها في كلّ موسم علامة تجارية تساوي قيمة كبيرة في عالم الأعمال، وجميع السيّدات يعرفن أنّ جو رعد يستطيع أن ينفّذ لهنّ ما شئن من تسريحات كلاسيكيّة أو مجنونة· ؟ نلاحظ أنك من أكثر المزيّنين الذين يلجأون إلى الاستعانة بخصلات الـ Extensi في التسريحات، ألا يوحي ذلك باللوك المصطنع؟ ـ إنّ الإكستنشن وجد ليلبّي حاجة كلّ سيّدة ترغب بالحصول على شعر طويل أو كثيف· ونحن نعتمد في صالوننا خصلات طبيعيّة، ومتطوّرة· لقد كنّا أوّل من استحضر الآلة الخاصّة بتركيب الإكستنشن بتقنية الموجات الصوتيّة العالية ultra sonic ، ووظيفتها أن تلحم خصل الإكستنشن المصنّعة من الشعر الطبيعيّ لنضيفها إلى شعر السيّدة، بشكل يجعل الخصل تمتزج مع الشعر من دون أن تؤذيه، فتمنحه مظهراً طبيعياً وفضفاضاً· ويمكن أن نطلق على هذه التقنية اسم ''الانصهار البارد''· باختصار إنّ التنقية التي نتبّعها في صالوننا تشكل مفهوماً ثورياً في عالم الإكستنشن، وهي الطريقة الأسهل والأبسط لتركيب خصل الشعر· كما هناك آلة أخرى متطوّرة جداً تستعمل تقنية الدفع الهوائي من دون اللصق أو استعمال الحرارة، وهي تسمح بتركيب بين 7 و 10 خصل دفعة واحدة وبأقل من عشرين ثانية، ممّا يجعل عملية تركيب الخصل سريعة جدّاً، لا تتجاوز ثلاثة أرباع الساعة· ؟ ما هي النصائح العمليّة التي تقدّمها لكلّ فتاة للعناية بشعرها والحفاظ على حيويّته؟ ـ إنّ التلوّث في المدن، فضلاً عن العوامل الطبيعيّة من مناخ وأشعّة الشمس ونوعيّة المياه تساهم في تلف الشعر، وتقصيفه، وتُعرّضه للأذى· لذلك على كلّ فتاة أن تعتني بشعرها في سنّ مبكرة، مستعينة بالمستحضرات والعلاجات التي أنفّذها في الصالون بهدف ترميم الشعر، وإعادة حيويّته، وحمايته من حرارة السيشوار والفير· ؟ من هنّ النجمات اللواتي ابتكرت لهنّ تسريحات مميّزة؟ وماذا تقول في تسريحة كلّ نجمة؟ ـ كلّ نجمة تعاونت معها، حرصت على ابتكار لوك جميل لها وفريد· ميريام فارس وأمل حجازي كانتا الصورة الإعلانيّة لصالوني، وكان هذا شرف كبير لي· تعاملت أيضاً مع ماجدة الرومي، أصالة، أحلام، سميرة سعيد، هيفاء وهبي، ويارا، إضافة إلى عدد كبير من نجمات مصر، وأعتذر حقّاً إن نسيت إحداهنّ، ولكنّ كما قلت سابقاً، أسعى من خلال تعاوني مع كلّ نجمة إلى ابتكار اللوك الذي يناسبها أوّلاً، قبل السعي إلى ترويج الموضة عبرهنّ· ؟ هل تتأثر بحروب الفنانات عادة، خصوصاً إذا تحاربت نجمتان من زبوناتك؟ ـ حصل معي هذا الأمر كثيراً خلال مسيرتي الطويلة، ولكنّي لم أكن مرّة طرفاً في تلك الحروب، بل سعيت إلى تحقيق الوفاق بين من يختلفن من الفنّانات اللواتي أعتبرهنّ صديقاتي بالدرجة الأولى· فعندما اختلفت أحلام وأصالة سعيت كثيراً في الصلح إلى أن تمكّنت من تحقيقه في المملكة العربيّة السعوديّة· أحرص دائماً على خلق مسافة واضحة، ضمن حدود لا أتجاوزها في علاقتي بأيّ فنّانة أتعامل معها· ؟ هل أنت كاتم أسرار النجمات كما يُقال؟ ـ ثمّة فنّانات تحوّلن إلى صديقات مقرّبات، ولكنّ تربيتي وأخلاقي لا تسمح لي بإفشاء أيّ سرّ من أسرار أيّ إنسان وثق بي يوماً واستودعني سرّه· ؟ من علّمك المهنة، ولمن تدين بنجاحك؟ - تدرّجت في صالونات عدّة في بداياتي، إلاّ أنّي حين قرّرت الاستقلال ضمن صالوني الخاص، اعتمدت أسلوباً خاصّاً لا يشبه أحداً، وهذا هو السرّ الذي جعلني أنجح، وكلّ من حولي يشهدون بأنّي إنسان عصاميّ، بنيت نفسي بنفسي· أدين بنجاحي إلى الله عزّ وجل، وإلى دعاء والدتي التي لا يمكن أن أكافئها بأيّ ثمن، وإلى فريق عملي المخلص الذي يحبّني ويتفانى في عمله· ؟ ما رأيك بذوق المرأة الخليجيّة التي تقصدك في الصالون؟ ـ إنّ السيّدة الخليجيّة التي تزورني في الصالون، أو التي تطلبني لأسرّحها في بلدها تعتبر امرأة ذوّاقة من الطراز الرفيع، ولا ترضى بالعادي أبداً· إنّها امرأة مترفة بطبيعتها، وهي قد سافرت كثيراً إلى عواصم الموضة، لذلك تحرص على الحصول على كلّ ما هو جديد وأنيق في التسريحات والقصّات والألوان· ؟ ما هي فلسفة الجمال برأيك؟ ـ على الرغم من النظريّة الحديثة التي فرضها التقدّم الكبير في عالم الجراحة التجميليّة، والتي تقول إنّ الجمال بات موضوعاً يمكن قياسه، وهو يعتمد على الحصول على ملامح مثاليّة، كالعينين اللوزيتين الواسعتين، والوجنتين البارزتين والمنتصبتين، مع الأنف الصغير والمروّس، والأسنان المقوّمة والبيضاء، والشعر المصبوغ بحسب لون العينين، كلّها عوامل تجعل مظهر المرأة مثالياً وساحراً، إلاّ أنّي أؤمن بأنّ الجمال الحقيقيّ ينبع من الداخل، والنساء الجميلات هنّ النساء السعيدات بواقعهنّ، والراضيات بما أنعم عليهنّ الله عزّ وجلّ· ليس هناك أجمل من القناعة، ألم يقل المثل: ''إنّ القناعة كنز لا يفنى!''
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©