السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عدالة إبراهيم تحاور الجديد في السرد العربي المعاصر

عدالة إبراهيم تحاور الجديد في السرد العربي المعاصر
1 سبتمبر 2007 22:41
استطاعت جائزة الشارقة للإبداع الأدبي منذ إنشائها وحتى اليوم أن تقدم عشرات الأسماء من المبدعين العرب أصحاب التجارب الجديدة في مجالات الابداع كافة في خطوة تهدف إلى دعم تلك المواهب والتعريف بها · ومن الأعمال الفائزة التي صدرت مؤخرا في مجال النقد الأدبي كتاب( الجديد في السرد العربي المعاصر) للكاتبة المصرية عدالة أحمد إبراهيم، وكما هو واضح من العنوان فإن الكتاب يعنى بدراسة الظواهر الجديدة التي قدَّمها السرد العربي المعاصر عبر منهج يجمع بين الجانب النظري والجانب التطبيقي بغية الوقوف على الرواية الحديثة في صورتها الحداثية المطعمة بتقنيات التراث والمتجاوزة للرواية التقليدية· تفتتح الكاتبة دراستها بتناول مفهوم السرد والبنية السردية والرؤية السردية فتعمد أولا إلى تعريف مفهوم السرد الذي يعتبر فرعا من أصل كبير هو الشعرية التي تهتم باستنباط القوانين الداخلية للأجناس الأدبية واستخدام النظم التي تحكمها والقواعد التي توجه أبنيتها وتحدد خصائصها وسماتها· فالسرد هو الطريقة التي يختارها الروائي لتقديم مجموعة من الأحداث تقوم بها شخصيات في إطار مكاني وزماني إلى المتلقي· ولعل الإشكالية التي تعاني منها الدراسة هي التداخل والاختلاط بين المفاهيم فهي تستخدم مصطلحي الخطاب والنص بمعنى واحد، كما أنها تنتقل بين المناهج المختلفة دون أن تحاول الكشف عن التمايزات التي تقوم عليها تلك المناهج والتيارات النقدية التي تتناول مفاهيم السرد والبنية السردية وما يتفرع عنهما من مفاهيم عديدة مثل مفهوم الراوي والمتلقي والمروي، ما يدل مرة أخرى على ضياع الحدود وغياب الضبط المنهجي للمصطلح من خلال استخدام مفردات متعددة للمصطلح الواحد في أماكن مختلفة من الدراسة، فالراوي هو السارد وهو المرسل وكذلك الأمر بالنسبة إلى المروي أو الرسالة والخطاب والنص الروائي· تتوزع الدراسة في فصل (تقنيات الرواية المعاصرة) على أربعة محاور تبحث في بناء الأحداث والشخصية والمكان والزمان في الرواية الحديثة ومنذ البداية تشير إلى اختلاف التقنيات في الرواية الحديثة اختلافا جذريا عن تقنيات الرواية التقليدية دون أن تحدد تلك التقنيات في الرواية التقليدية· لكن الدارسة تضعنا مرة أخرى أمام إشكالية المصطلح إذ إن استخدام مصطلح الرواية التقليدية لا يشير إلى الرواية الواقعية كما فعلت لاسيما أن الرواية الواقعية تضم اتجاهات وواقعيات متعددة فهي المدرسة الأطول والأكثر تنوعا وتعددا بحكم هذا التاريخ الطويل بين المدارس الأدبية الأخرى· لقد حاولت الدارسة أن تذهب إلى موضوعها مباشرة فحاولت أن تتبين تقنيات الرواية الحديثة التي ضاعت فيها الأسس الثابتة التي عرفتها الرواية الواقعية، فالرواية الحديثة التي تقوم أحداثها على التلقائية غابت عنها العلاقة المنطقية والسببية بين الوقائع والأحداث ما أدى إلى قيام علاقة تجاور فيما بينها ووجود رابطة داخلية تجمع فيما بينها· وتتمثل التقنيات التراثية والحداثية عند الدارسة في الشكل التاريخي والشكل الشعبي والشكل الصوفي، وإذا كان الشكل الأول يجمع بين الأحداث التاريخية وخيال الروائي، فإن الشكل الثاني يستخدم السير الشعبية بأسلوب عصري، فيما يستخدم الشكل الثالث لوازم التجربة الصوفية في البناء الروائي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©