الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مصطفى علي.. استلهام الفن التدمري والمثيولوجيا الشرقية

مصطفى علي.. استلهام الفن التدمري والمثيولوجيا الشرقية
1 سبتمبر 2007 22:43
تجربة الفنان مصطفى علي النحتية فيها الكثير من الخصوصية والمغامرة، فإذا كانت اللوحة التشكيلية قد فرضت نفسها على قطاعات معينة من المتلقين والمشترين، فإن النحت ما زال غير قادر على الوصول إلى مكانة اللوحة من التلقي عند الجمهور· ومن هنا خصوصية مصطفى علي الذي حفر عميقاً لفنه في الساحة التشكيلية السورية، ودفع النحت إلى الأمام وأعطاه ما يستحقه من اهتمام وعناية، وصنع له جمهوراً· لقد احترف مصطفى علي فن النحت، وهو بذلك يعتبر مغامراً، حيث ربط حياته بهذا الفن، فهو اليوم متفرغ لفن النحت بين سوريا وإيطاليا· مسيرة حياة مسيرة مصطفى علي الفنية حافلة وصولاً إلى معرضه الأخير في صالة ''آرت غاليري'' في دمشق الذي افتتح في 25/،8 فقد ولد في مدينة اللاذقية الساحلية عام ،1956 وتخرج من كلية الفنون الجميلة في دمشق عام ،1979 ومن أكاديمية الفنون الجميلة كراكر-إيطاليا عام ·1996 أقام العديد من المعارض الفنية في أكثر من بلد· وله غاليري خاص به يحمل اسمه ''غاليري مصطفى علي'' ينظم معارض للفنانين الآخرين، وهو يقع في أجمل مناطق مدينة دمشق القديمة· يستمر مصطفى علي في معرضه الجديد في ذات الخط الذي رسمه لنفسه، من دفع فن النحت إلى الأمام كي يعطيه خصوصيات وسمات محلية، دون أن يفقد قدرته التعبيرية كفن خالص· ويستمر في إبداع الأشكال التعبيرية عن التواصل الروحي بين الإنسان والمكان· لذلك يحاول علي أن يعكس في أعماله المخزون التاريخي والثقافي للمنطقة، التي يظهر تأثرها بالفنون الشرقية القديمة، رغم أن علي خريج المدارس الفنية الأوروبية الحديثة· وفي أعماله يحاول أيضاً أن يبلور خطاً ونموذجاً فنياً خاصاً به، خطا ونموذجا ينطلق من الإرث التاريخي والحضاري للمنطقة· فهو يعتقد أن لهذه المنطقة روحا فرضت نفسها عليها· وبفعل هذه النظرة، من السهل على المتلقي أن يجد أعمال مصطفى علي متأثرة بالفن الجنائزي التدمري، والذي ترك آثاره واضحة على أعماله النحتية· وقد اكتشف علي الآثار التدمرية قبل عقد ونصف العقد، وأثرت تأثيراً حاسماً على مسيرته الفنية، وشكلت بالنسبة له منعطفاً فنياً طبع الكثير من أعماله بطابع التجربة التدمرية دون أن تكون نسخاً لها· الشكل التعبيري ليس الفن التدمير التأثير الوحيد على أعمال علي النحتية، فمن الواضح أيضاً تأثير المثيولوجيا والأساطير الشرقية، كل ذلك دون أن تفقد أعماله معاصرتها· والفن كالأساطير يحاكيها في السعي إلى الخلود وإعلاء قيمة الإنسان· ينوع مصطفى علي كنحات في المواد المستخدمة في إنجاز أعماله، ولأن المادة وسيلة لإيصال الرسالة الفنية، فإن طبيعة المادة لها علاقة بالشكل التعبيري، فالمواد تساعد على بناء الأفكار الفنية، فهي في بعض الحالات مساوية لأهمية الفكرة الفنية· لذلك عندما يشتغل علي على أفكار محلقة وطائرة يلجأ إلى استخدام البرونز الصلب، فهو معدن قوي شديد الكثافة يستطيع أن يحمل هذه الأشكال المحلقة في الفراغ، بالإضافة إلى ما يحمله هذا المعدن من إحساس نبيل يمنحه صفات خاصة· وعندما يريد التعبير عن أفكار لها علاقة بالإنسان يستخدم الخشب، لأنه مادة هشة دافئة فيها حياة، وتتقاطع مع الإنسان في أشياء وصفات كثيرة· يعزز مصطفى علي في معرضه الجديد مسيرته في تكريس النحت كفن تشكيلي لا يقل عن التصوير، وبذلك يكون قد شق طريقاً صعباً أمام الآخرين، كي يستفيدوا من هذا الطريق الوعر الذي أصبح أقل وعورة·
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©