حمّام منزلك...يعكس ذوقك ويغسل تعبك

لا شيء يمكنه أن يغسل تعب الجسد المكدود، ويريح النفس المتوترة ويرخي الأعصاب المشدودة مثل حمام ساخن، يستلقي فيه المرء بعد نهار من التعب والعناء··· هناك، يترك الإنسان نفسه تغرق في الهدوء، ويترك للماء الساخن أن يمتص التعب ويسحب الوجع من جسده، ويستسلم لعذوبة الماء وهي تدغدغ حواسه وتنقله إلى عالم من الصفاء والسكينة· فما بالك إذا كان الحمام واسعاً، مريحاً، ذا أرضية زاهية الألوان وجدران ناصعة البياض تزينها الزهور والنقوش ورسومات الطيور، لا شك في أن الراحة عندها ستغدو مضاعفة، والإحساس بها سيزداد خاصة إذا اختلطت بالماء رائحة عطرية ما تحمله إلى الحدائق أو الغابات أو تتجول فيه في أعماق البحار، فلكل عطر فعل، ولكل نكهة سحر· لا نبالغ إذا قلنا إن الحمام من أهم أركان المنزل، وينبغي أن يعتني به الإنسان عناية خاصة، لأنه مكان الراحة والاسترخاء، وهو المكان الأكثر استخداما وبشكل يومي من كل أفراد الأسرة، لذلك يجب التخطيط بشكل جيد ومدروس لتصميم الحمامات في البيت، بحيث تكون أنيقة وعملية وأن تتوفر فيها المساحة الكافية التي تتسع لتشمل كل الضروريات من الملحقات والإكسسوارات المناسبة· ويبدأ هذا التخطيط عند تأسيس منزل جديد بحيث يتم اختيار الأماكن المناسبة للحمامات على مخطط البناء مع تحديد مواقعها و مساحتها· حمام الضيوف يجب أن يكون في مكان مناسب وقريب من غرفة الطعام عادة، وألا يكون في واجهة المنزل أو في إحدى الواجهات البارزة الأخرى، حتى لا تقع عين الشخص الذي يدخل من الباب الرئيسي على باب الحمام وما فيه· حمام غرف النوم يستحسن أن يكون داخل الغرفة على ألا يكون باب الحمام مواجها لباب الغرفة، وإذا لم ترغب في أن يكون الحمام داخل غرفة نومك فاحرص ألا يكون بعيدا عنها· كما أن التصميم الداخلي لغرفة النوم الرئيسية يمارس دوره وتأثيره على الشكل العام لتصميم الحمام· وبحسب تعدد الأفراد في المنزل الواحد، تتعدد الحمامات ويستحسن أن ينفرد كل منها بشكل وطراز معين يميزه عن الآخر سواء في الحجم أو التصميم أو اللون أو الإكسسوار، كأن يكون تصميم حمام الوالدين مختلفاً عن حمام الأولاد أو عن حمام الضيوف· شخصيتك من حمّامك! لم يعد الحمام مجرد فراغ يتم ملؤه بالأدوات الصحية عشوائيا، بل أصبح تصميمه يأخذ وقتا وجهدا من المصمم ونقاشا طويلا مع أفراد الأسرة· وهو يعكس ذوق أصحاب المنزل وأسلوب حياتهم، فالحمام الذي تكثر فيه الزخرفة والألوان القوية تعكس شخصية متكلفة ومحبة للفخامة، وقد يعكس الحمام في تصميمه شخصية رومانسية يحرص صاحبها على وجود الجاكوزي حتى لو أخذ أكثر من ثلاثة أرباع المساحة مع إنارة الشموع والديكور الداخلي الذي يوحي بالاسترخاء والتأمل· وأحيانا يفرض إيقاع الحياة السريع على البعض أن يكون أكثر عملية، فالاستيقاظ المبكر والخروج بأسرع وقت ممكن يحتم أخذ ''شاور'' سريع، وربما لا يرى الإنسان في الحمام أكثر من مكان للاستحمام مما ينعكس على تصميم الحمام ليصبح أكــــثر بساطة وعملية وفراغاته تكون محددة وواضحة· اختيار طقم الحمام من أهم الأمور التي يجب مراعاتها عند اختيار أطقم الحمامات أن يكون حجمها مناسباً لمساحة الحمام، لأن اختيار تصميم ذي حجم أكبر يعني حصره في مساحة ضيقة مما يخنق المكان ويقيد الحركة، وهذا من الأخطاء الشائعة التي يرتكبها البعض· ولتفادي ذلك، لا بد من حساب المساحة المتوفرة لمعرفة حجم وتصميم الطقم المراد تثبيته، ويفضل أن تكون عملية الاختيار هذه قبل عمل التمديدات الداخلية اللازمة لتصريف المياه وغيرها· المغاسل أشكال وألوان المغاسل أيضاً تأتي بأشكال وتصميمات مختلفة ومنوعة، ويفترض أن يأتي اختيارها حسب التصميم والمقاس المناسب للمساحة المتاحة في الحمام· أما قاعدة الحوض فهناك القاعدة الطويلة الثابتة في الارض وهي الأكثر شيوعاً وتقليدية، وهناك موديلات جديدة قصيرة أو معلقة على الحائط أو مجرد قطع من الزجاج أو الرخام، وهي كلها أفكار حديثة وأنيقة· مرايا الحمام يمكن أن تكون المرآة قطعة واحدة كبيرة تغطي الحائط المقابل للمغاسل، ومن شأن هذا النوع من المرايا أن يريح النظر ويظهر مساحة الحمام أكبر، أو أن تكون لكل حوض مرآته المستقلة به، مع إحاطتها ببرواز أو إطار مميز يتناغم مع التصميم الكلي للحمام· الخلاطات بالنسبة للخلاطات يتم اختيارها بشكل منفصل عن الطقم الصحي للحمام، وهي تعتمد بالدرجة الأولى على رغبة المستخدم وذوقه الخاص، ويستحسن اختيارها من الماركات العالمية المعروفة، لمتانتها وصناعتها الجيدة· كما يفضّل اختيار خلاطات الكروم والنيكل للحمام الذي يكثر استعماله في المنزل، والخلاط المذهب الفخم لحمام الضيوف· وتتوفر في الأسواق خيارات وتصميمات أخرى بسيطة وجذابة في الوقت نفسه، بل إن تصميم الخلاطات أصبح يراعي راحة المستخدم إلى أقصى درجة، فهناك الخلاط الذي يمتد ليصبح ''دشاً''، ومنها ما يعدل طوله بحسب طول من يستخدمه، وغير ذلك من الخيارات التي ينبغي - في كل الأحوال - مراعاة الجودة والنوعية عند اختيارها· المغطس أو ''البانيو'' لكي تغطس في حمام ساخن يوفر لك الراحة والسكينة التي تبحث عنها، ينبغي الاهتمام بـ ''البانيو'' على نحو خاص، والتدقيق عند اختياره من حيث الشكل والنوعية لكي يكون مناسباً لك عند استخدامه· وتوجد في الاسواق أنواعاً مختلفة من ''المغاطس''، وهي متعددة الاشكال فمنها الدائري والمربع والمثلث أو الشكل الكلاسيكي المستطيل· ولا شك أن الاختيار هنا يعتمد على المساحة المتاحة، فلا يعقل اختيار ''بانيو'' كبير لحمام صغير أو العكس· وإذا أردت إضافة المزيد من الجاذبية للبانيو فيمكن إحاطته بحواجز ذات باب سحاب أو يفتح بمقابض، ويكون من الزجاج أو الأكريليك الشفاف الذي يعتبر أفضل من حيث السلامة لأنه غير قـابل للكسر· وهذا الحاجز بحد ذاته ستارة عازلة للماء تمنع انتشاره في أرضية الحمام أثناء الاستحمام، وتتدرج شفافيته حسب الرغبة· وللذين يحبون المزيد من الرفاهية والاسترخاء يوجد ''البانيو- الجاكوزي'' وهو يعمل بالكهرباء لضمان ماء ساخن متجدد ومنعش ومعالج، وهناك نوعيات تعمل بالكومبيوتر لمزيد من التقنية والتحكم· أما إذا كان حجم الحمام صغيرا جدا بحيث لا يتسع ''للبانيو'' العادي، فينصح بوضع (الشاور) الصغير ذي الباب الزجاجي وهو مناسب جدا لحمام الأولاد في مرحلة المراهقة· إكسسوارات الحمام الإكسسوار في الحمام هو اللمسة الجمالية التي تحيي التصميم وتظهر جماله، وقد أبدع المصممون في تصميم إكسسوارات الحمام فظهرت منها مؤخراً تشكيلة متنوعة بألوان جميلة وجذابة، وبأشكال راقية وعصرية وجديدة ترضي كل الأذواق· وسواء كانت من الخزف أو الكروم أو الزجاج أو غيرها من الخامات، فلا مناص عند اختيارها من مراعاة المتانة والقوة والعملية إلى جانب الشكل وتناسق الألوان· الأرضيات والجدران هناك عدة أنواع وألوان من الأرضيات والجدران، ومن المستحسن اختيار لون واحد أو لونين فقط لسيراميك أو رخام الحمام مع مراعاة قواعد السلامة باختيار الأرضيات التي تكون أسطحها مقاومة للانزلاق· أما الجدران فيمكن اللعب بطريقة تركيب السيراميك أو استخدام حائط من الموزاييك أو تزيين الحواف بالفسيفساء المغربي أو استخدام التدرج اللوني المتناسق· وهناك أشكال وألوان مختلفة من السيراميك والفسيفساء منها ما هو لامع ومّذهب أو مطفيّ ومعّتق، لكن المهم فقط هو الأسلوب الفني والبعد الجمالي المعتمد أثناء التركيب· ========