الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سياحـــة فاتنـــة في قلـــب الصحـــراء

سياحـــة فاتنـــة في قلـــب الصحـــراء
23 مارس 2008 02:00
ازدهرت السياحة البحرينية في السنوات الأخيرة بعد إنشاء الجسر الذي يربطها بالسعودية، ونظراً لكثرة معالمها التي تعود لحضارة ''دلمون''، إضافة لمهرجاناتها الحديثة كسباقات الخيول للقدرة وسباق سيارات الفورمولا العالمي، وكثرة أسواقها الشعبية وتميزها بجودة ذهبها، وصولا للأمان النفسي الذي توفره للسائح مقارنة بدول العالم وقبل كل ذلك أخلاق شعب البحرين العالية التي تجعل من رحلة السائح رحلة ''حلوة'' تفوق الحلوى البحرينية الشهيرة حلاوة· على رأس أشهر المقاصد السياحية يأتي ''متنزه ومحمية العرين'' كأحد المعالم التي يمكن لزوارها من العائلات والأطفال تمضية أمتع الأوقات فيها، على الرغم من تخصيصها لحماية الحياة الفطرية، بقسميها الأكبر المخصص للباحثين والعاملين بالمحمية فقط، والثاني المفتوح للزوار للاستمتاع بمشاهدة الطيور والحيوانات النادرة المعرضة للانقراض، مقابل رسم دخول رمزي يبلغ دينارا للكبار (10 دراهم) ونصف دينار للأطفال· تبدأ رحلتك في المحمية بفيلم سينمائي عن الحياة الفطرية والمحمية، ثم تنقلك حافلة مكيفة مع مرشد سياحي بحريني لمشاهدة الحيوانات عن قرب، وتتوقف أمام كل الحيوانات والطيور مع معلومات تفصيلية من المرشد· ويمكنك بعدها التجول والتصوير وإطعام بعض حيوانات الحديقة التي تضم استراحات جلوس مظللة وكافتيريا ومركزا لبيع الكتب والصور والأفلام والكتيبات الهامة عن المحمية والحياة الفطرية البحرينية· سفاري عمره ثلاثون عاماً أنشئت المحمية عام 1976م فكان لها أثرها في رعاية الحيوانات البرية وحماية الطيور النادرة والحفاظ على نباتات وأعشاب المنطقة، في مساحة 8 كيلومترات قسمت لحديقة ومحمية تتوسطهما بحيرتان اصطناعيتان لتربية الطيور المائية مثل ''أبو منجل والمقدس والنحام الكبير أو الفنتير، والحجل والبلشون الرمادي والأبيض والكركي المتوج''، والإوز والبط التي تعيش جميعها في البحيرتين وتتمتع بحرية الحركة والطيران، حيث تتميز البحيرات بوجود نباتات تتحمل الملوحة كالقصب والأثل، والنباتات الكثيفة التي تشكل مأوى للطيور المقيمة والمهاجرة القادمة من أوروبا وأفريقيا· وقد خصصت الحديقة للفرجة وتشرف عليها إدارة مكونة من كادر بحريني يقوم بتوجيه الزوار وتعليمهم كيفية الحفاظ على الحياة الطبيعية، وتزويد الصغار وطلبة المدارس بمعلومات حول الحياة البرية في شبه الجزيرة العربية ودول الخليج· كما يعرض مركز الزوار نماذج من البيئات الطبيعية المتنوعة للبحرين وما يعيش فيها من حيوانات ونباتات· فيما خصص القسم الثاني كمحمية لتكاثر الحيوانات العربية النادرة، ولذلك ولا يسمح بدخولها إلا للمختصين من أطباء بيطريين وباحثين وموظفين لتغذية وعلاج ودراسة الحيوانات· مملكة الكائنات المجنحة تضم المحمية مجموعة من أهم الطيور النادرة مثل الصقر المعروف باسم '' قر الجير الأبيض'' وهو من الطيور المهددة بالانقراض، إذ تعتبر البحرين رابع دولة على مستوى العالم تنجح في إنتاجه، خاصة وأنه من الصقور النادرة التكاثر في الأسر، حيث يتم تفريخه وتربيته في مركز سلمان الذي أنشئ عام 1978م· وإلى جانبه يوجد ''صقر الغروب أو الصقر الفاحم المعروف بشرياص حوار'' فهو من الطيور النادرة التي تعود إلى المنطقة صيفا للتكاثر ويزداد نشاطها عند الفجر والغروب وتتكاثر في شهري يوليو وأغسطس كل عام· أما النعام الأفريقي التي نجحت المحمية في تفريخه بأعداد كبيرة فيعتبر من أكبر الطيور الحية في العالم، ويمكن تمييز الذكر عبر لونه الأسود والأبيض بعد بلوغه السنتين، بينما يبقى لون الإناث رمادي، وهذا القسم هو الأكثر جذبا للعائلات والأطفال· وهناك ''الفلامنجو'' الرائع الذي يعرف تبعا لنوعه باسم ''النحّام أو الفنتير أو البشروش''· وهو طائر جميل بريش أبيض أو وردي أو أسود بأرجل وأعناق طويلة، وقد بلغ عدده بالمحمية 40طائرا تعيش بصورة مستمرة إضافة ''لأبو منجل'' الذي يأسر الكبار والصغار، والذي يسمى أيضا ''أبو قردان'' وهو طائر مائي طويل القائمتين والمنقار ويتصف بلونه الأبيض ورأسه الأسود العاري· أما الإوز فقد وجدت الحماية والرعاية والمأوى المناسب، حيث تعيش عدة أنواع منها مثل ''التُم الأسود'' و''الإوز الأبيض/التُم الأخرس''· كما تضم المحمية ''الحبارى'' النادرة التي تستوطن جنوب روسيا والصين وتركيا وشمال القارة الهندية الأفريقية ولها هجرة شتوية إلى الجنوب من موقعها، فهي طيور تقطع مسافات طويلة في هجرتها· أجمل سكان المحمية أكثر سكان المحمية جمالا غزلانها التي توجد منها عدة أنواع، على رأسها ''الغزال المنقط'' المميز بوجود نقط وبقع بيضاء على ظهره،و''الغزال البحريني أو الريم البحريني أو ريم الرمال'' الذي يعرف عنه شدة تحمله للعطش والحرارة الشديدة والجفاف، إلى جانب المها العربي الذي يعد جزءا هاما من التراث العربي· 'كما تنفرد البيئة البحرينية بالأرانب البرية النادرة التي تتميز بضخامتها وثقل وزنها وآذانها الطويلة، وألوانها المتناسبة مع بيئتها المحيطة لتسهيل حمايتها من الأخطار· أما ''الضب'' فيوجد بكثرة وهو من الحيوانات الفطرية التراثية المعروفة في البيئات الصخرية، ويلتقي الضب بحيوان غريب آخر هو القنفذ طويل الأذنين، أكثر أنواع الثدييات شيوعا، وسمي بذلك نظرا لطول أذنيه مقارنة بحجم جسمه، وتغطيه أشواك سوداء تنتهي كل منها بمنطقة بيضاء عريضة مما يجعل ملاحظته عملية صعبة وسط الرمال، ورغم أنه حيوان ليلي إلا أنه يتجول نهارا أحيانا، وهو بطيء الحركة ويتغذى على الحشرات والزواحف والثعابين الصغيرة· أما أميرات المحمية فهي الخيول، حيث تعتبر البحرين إحدى الدول التي تضم محميات ومرابط للخيل العربية الأصيلة وتمتلك أعرق سلالات الخيول العالمية المسجلة في منظمة ''الواهو''·
المصدر: المنامة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©