الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

هل يواجه الاقتصاد العالمي الخطر ؟

2 سبتمبر 2007 21:41
أعلنت مجلة فورتشِن منذ عدة أسابيع أن العالم سيشهد ''أعظم انتعاش اقتصادي على الإطلاق''· ربما يكون ذلك صحيحاً، لكن الاضطراب الحاصل في أسواق الأسهم والأصول يطرح عدداً من الأسئلة· هل الاقتصاد العالمي مستقرا ؟ أم ربما تؤدي الأزمات الاقتصادية بين حين وآخر الى وقوع كارثة اقتصادية ؟ ولو عدنا بالتاريخ الى ما قبل قرن من الزمن، حين شهد العالم آنذاك ازدهاراً وطفرة اقتصادية مماثلة· ففي الفترة من عام 1896 حتى العام ،1913 تضاعف حجم التجارة تقريباً، وهبطت أسعار رسائل التلغراف وغيرها حول العالم· كما ارتفعت أسعار حبوب القمح في مدينة ليفربول بنسبة 60 في المائة مقارنة بأسعارها في شيكاغو، وكان ذلك في عام ·1870 وبحلول عام ،1913 بلغت الفجوة حوالي 16 في المائة، فتهافت المستثمرون الأوروبيون على شراء الأصول من تلك المجتمعات النامية آنذاك، كالأرجنتين، وأستراليا، والولايات المتحدة· وبمقارنة ذلك بالطفرة الاقتصادية التي يشهدها العالم اليوم، فلا تزال طفرة اليوم تؤثر في مجالات حياتية أكثر· ففي الفترة من عام 1990 الى عام ،2005 ارتفع حجم التجارة العالمية بنسبة 133 في المائة، وازدادت سلاسل التوريد عالمياً· كما توصف تدفقات الأموال (من الأسهم والأصول، والأصول العقارية، والقروض، والشركات) بأنها هائلة، فقد بلغت حوالي 6 تريليونات دولار أميركي في العام ،2005 حسب أرقام صندوق النقد الدولي· وأخيراً، ساهم الانتعاش الاقتصادي الحالي في خفض نسبة الفقر، فقد انخفضت نسبة الفقراء ممن يعيشون على دولار واحد في اليوم من 40 في المائة، حسب إحصائيات عام ،1981 الى 18 في المائة في عام ،2004 حسب تقديرات البنك الدولي· ولاشك في أن تدفق السلع والبضائع، والخدمات، والتكنولوجيا والأموال بفعل هذه الطفرة الاقتصادية الحالية قد أثر إيجابياً وبشكل ملحوظ على جميع نواحي الحياة، لكن هنالك وجه مقارنة بين ما حدث في الماضي، وما نشهده اليوم، ربما لا يبشر بخير، ولا يبعث الطمأنينة في النفس، فقد انهار الاقتصاد العالمي خلال الحرب العالمية الأولى، ولم يتمكن المعنيّون من إعادة بناء أركانه مجدداً في فترة العشرينيات من القرن الماضي· وكانت بريطانيا، التي ساهمت في استقرار النظامين المالي والتجاري، ضعيفة جداً، وغير قادرة على استعادة دورها الريادي· وكان الإخفاق في إيجاد بديل يكون سبباً في الكساد الاقتصادي في الثلاثينيات· أما اقتصاد العالم اليوم، فيواجه عدداً من العوامل المهددة للاستقرار الاقتصادي، ويعد النفط من أبرز تلك العوامل· ويستهلك العالم اليوم حوالي 86 مليون برميل في اليوم، وتأتي ربع هذه الكمية من منطقة الخليج العربي· ومع صعود قوى تجارية جديدة في العالم، وعلى وجه أخص الصين، تغيّرت سياسات العالم الاقتصادية، وربما يساهم ذلك في تصاعد النزاع والتنافس الشديد، فتصبح عملية التعاون أصعب·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©