السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شباب عاطلون عن العمل

23 مارس 2008 02:01
ظاهرة الشباب العاطلين عن العمل في الدول العربية ومنطقة الخليج، ظاهرة مستغربة خصوصا في صفوف خريجي الجامعات وذوي الشهادات العليا· ومع تفاقم الأزمة وتفشيها في مختلف المجتمعات برزت مشكلة من نوع آخر وهي الاستسلام للأمر الواقع، بحيث عزفت فئة كبيرة من الشباب عن البحث عن وظيفة بحجة ''لا داعي لمضيعة الوقت''· وطالما أن قطاعات العمل لا جواب لديها سوى: ''لا وظائف شاغرة'' فما الجدوى من المحاولة من جديد؟ هذه القضية الشائكة كانت مدار نقاش على الانترنت بين مجموعة من الشباب الذين عبروا - كل بطريقته- عن استيائهم من أزمة البطالة التي اتسعت رقعتها لتشمل فئة الشباب التي يفترض أنها الأكثر قدرة وقابلية على الإنتاج· يورد ''المحبوب'' من ''منتدى الأخبار'' أن مكتب العمل الدولي أصدر تقريرا في 2005 أشار إلى وجود أكثر من 190 مليون عاطل عن العمل في العالم نصفهم من الشباب ما دون الخامسة والعشرين، أي حوالي 6,3% من مجموع السكان· وتضم منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أكبر نسبة بطالة في العالم بحيث تفوق 2,13% من مجموع اليد العاملة· وهذا ما دفع المدير العام لمنظمة العمل الدولية ''خوان صومافيا'' إلى مواجهة أزمة البطالة، وبالأخص بطالة الشباب، أمام قادة العالم المجتمعين في ''منتدى دافوس'' الاقتصادي العالمي· فقد وجه ''صومافيا'' نداء من أجل إعادة النظر في الاستراتيجيات المتبعة في مجال محاربة البطالة، مقترحا إيجاد توازن بين السياسات الاقتصادية والسياسات الاجتماعية· ومشدداً على ضرورة تعزيز تكوين الشباب، إذ يعتبر أن تمكن المجموعة الدولية من تخفيض نسبة بطالة الشباب بالنصف قد يسمح للاقتصاد العالمي بتوفير أكثر من 2000 مليار دولار· وتؤكد عطر من ''منتدى العام'' أن ظاهرة البطالة بين الشباب أصبحت منتشرة بكثرة والسبب برأيها معروف، وهو أن الشباب يريدون حياة سهلة ووظائف مكتبية مريحة لذلك فان طلبهم غير متوفر· وتعتبر أن الشاب الطموح باستطاعته أن يوجد العمل حتى من العدم اذا توفرت لديه النية، أما اذا كان ينتظر وظيفة مميزة تأتي اليه على طبق من ذهب فلن تتحقق أحلامه بلا جهد· ''ويا ليت شبابنا يطلعون على قصص أصحاب المال وكيف جمعوا ثرواتهم· فهم لم يولدوا جميعا وفي أفواههم ملاعق من ذهب، وانما نحتوا في الصخر''· أما عبد الواحد من ''شبكة أنصار الحسين'' فيرى أن هنالك مجالا واسعا للعمل لا يقتصر على العمل الحكومي فحسب· ''فنحن بحاجة إلى قليل من الوعي والتفكير السليم في التخطيط للمستقبل· ولو كان كل من نال شهادة جلس في بيته لخربت الدنيا منذ زمن''· وبمزيد من الإيضاح يشرح وجهة نظره مشيرا الى ضرورة خلع رداء الحياء والخجل من نظرة الناس والنزول الى مستوى العمل المطروح مهما كان طالما أنه لا يغضب الله· ويضيف: ''يقول البعض إن المستقبل هو لوظائف الكمبيوتر، لكن لو فكرنا أبعد من ذلك لوجدنا أن الأعمال الحرفية فكرة ممتازة وهي في تطور مستمر· والدليل أن معظم العمالة الوافدة الى بلدان الخليج اغتنت من هذه المهن لأن العامل الطموح الذي ترك بلاده من أجل تحسين وضعه المعيشي، لا يأبه لنظرة الناس ولا يخجل من عمله''· ويورد الشقردي من ''منتدى مجالس أهل الكرم'' أن 470 ألف سعودي عاطلون عن العمل بحسب نتائج دراسة إحصائية حديثة لمصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات، وهم يمثلون 12% من إجمالي قوة العمل السعودية· ومن بيانات الحالة التعليمية لقوة العمل أوضحت النتائج أن الأفراد الحاصلين على شهادة البكالوريوس يمثلون النسبة الأعلى من قوة العمل بنسبة 18 % فقط يليهم حملة الشهادة المتوسطة بنسبة 17,9%· ويرد بوعلي متسائلا: ''لماذا لا يجد المتعلمون وظائف مرموقه أو غير مرموقة؟'' ثم يجيب: ''الأسباب كثيرة أولها أن طلاب الوظائف غير ملمين بمتطلبات سوق العمل المحيط بهم''· بمعنى أن الكثير من الشباب يتخصصون في مجال معين ويتجنبون التنوع في التخصصات، وبالتالي يحدث تشبع في سوق العمل تنتج عنه البطالة· أما السبب الثاني برأيه فهو أن معظم الشباب يبحثون عن الوظائف الحكومية ظنا منهم انها أكثر استقرارا من القطاع الخاص· والسبب الثالث أنهم يسعون الى الدوام المريح أو الدوام الذي تعمه الفوضى والتسيب، وهذا ما يجعل أرباب العمل يميلون الى جلب العمالة الوافدة لأنها برأيهم أكثر التزاما وارتباطا بالعمل·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©