أمين الدوبلي (أبوظبي)
كشف أنس العتيبة رئيس اتحاد الملاكمة، عضو المكتب التنفيذي بالاتحاد الآسيوي، عن نيته خوض المنافسة على تولي منصب قيادي كبير في الاتحاد القاري، مشيراً إلى أن الحراك الذي شهدته الساحة الدولية في المرحلة الأخيرة على أرض الإمارات، عبر استضافة اجتماع المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي للملاكمة، ثم الجمعية العمومية الطارئة للاتحاد الدولي في شهر، تركت أثراً طيباً لدى كل المسؤولين في العالم، وهو ما يمكن اعتباره قاعدة للبناء عليها في المرحلة المقبلة، خصوصاً أن الانتخابات في الاتحاد الدولي والاتحادات القارية سوف تعقد في شهر نوفمبر المقبل بالعاصمة الروسية موسكو.
وقال العتيبة في أول حوار له بعد توليه مسؤولية اتحاد الملاكمة، خلفاً للشيخ حامد بن خادم بن بطي آل حامد، إن الدولة تدعم أبناءها لشغل المناصب الدولية بما يخدم الرياضة على المستويات كافة، خصوصاً أن التواجد في مطبخ صنع القرار يسهم في دعم توجهات التطوير، والاطلاع على برامج الآخرين وتجاربهم للاستفادة منها، وإتاحة الفرص أمام الكوادر الإدارية للترقي على المستويات الدولية سواء إداريين أو حكاماً أو مدربين، كما أن ذلك يدعم مساعي استضافتنا للأحداث الكبرى. وقال العتيبة: بدأت مسيرتي الإدارية كعضو مجلس إدارة في اتحاد الملاكمة بمجلس الشيخ حامد بن خادم بن بطي، ووجدت منه كل الدعم من البداية، حيث توليت الإشراف على الجانب المالي في الاتحاد، ودعمني لخوض انتخابات المكتب التنفيذي بالاتحاد الآسيوي، ثم كانت له المبادرة في إتاحة الفرصة لنا لاستكمال المسيرة، ولكننا نحرص دائماً على اللجوء إليه وإحاطته علماً بكل المستجدات، باعتباره الأب الروحي لنا جميعاً في لعبة الملاكمة.
وحول توصيفه لواقع الملاكمة الإماراتية قال: الملاكمة لدينا ليس لها صدى كبير، ولا بصمة واضحة حتى الآن؛ لأن اللعبة ما زالت حديثة العهد، مقارنة بالكثير من الدول العربية والقارية التي نتنافس معها، وهذا أمر ينطبق على كل دول الخليج، وربما نكون نحن رواد الملاكمة في الخليج، بدليل أن الشيخ حامد بن خادم بن بطي هو رئيس اللجنة التنظيمية الخليجية، ونحن أول دولة تنظم بطولة خليجية للكبار، وأول دولة أيضاً تنظم بطولة للشباب، ولكن لعبتنا تحتاج إلى قاعدة جماهيرية وإلى وسائل غير تقليدية لنشرها في المؤسسات والأندية.
وقال: لدينا تحديات كثيرة في الوقت الحالي تتعلق بالميزانية التي يتحرك فيها الاتحاد بالتفاعل من الأندية، التي لم تقبل على إدخال اللعبة، وهو الأمر الذي جعلنا نتوجه لتأسيس المراكز ودعم الأكاديميات الخاصة، ورعاية تلك المراكز والأكاديميات، ودعمها بالمدربين والوسائل، ولكن هذا لا يكفي، وثمة تحدٍ آخر يتعلق برؤية أولياء الأمور الملاكمة خطراً على أبنائهم، رغم قوانين الحماية الكافية، وأكبر دليل على ذلك أن نسبة الإصابات في آخر 4 سنوات للاعبينا لا تزيد على حالتين أو 3 حالات، وهي نسبة محدودة للغاية قياساً بكل الألعاب القتالية الأخرى، وكلها إصابات خفيفة. وحول استراتيجية الاتحاد قال العتيبة: نركز على الكيف أكثر من الكم، ولذا أطلقنا مشروع البطل الأولمبي، وقد استفدنا من تجربة كرواتيا في الرياضة والتي انتهجت نفس النهج، بتوجيه أغلب الموارد لصناعة الأبطال، وفي أقل من 8 سنوات رفعت كرواتيا رصيدها من الميداليات الأولمبية إلى ما يقرب من 12 ميدالية، وهي دولة تتشابه معنا في الكثير من الأمور، منها محدودية عدد السكان، وإرادة التطوير وتحقيق الإنجازات، ونحن نملك قاعدة تقترب من 300 لاعب، ولكن من يملكون منهم فرص المنافسة قارياً وعالمياً هم 7 لاعبين فقط، ومطلوب تطويرهم بشكل كامل ليكونوا بنفس المعدلات العالمية، وقد أقمنا أول معسكر في أوزبكستان، في فترات الإجازات، وجارٍ التجهيز للمعسكر الثاني في كوبا موطن الملاكمة في العالم، وهدفنا أن نتواجد في الأولمبياد المقبل طوكيو 2020، وأن تكون لنا فرص المنافسة على تحقيق إنجاز في أولمبياد باريس 2024.
وعن مساعي اتحاد الملاكمة لاستضافة بطولة قارية والتي تبناها معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان من قبل، حينما استقبل أعضاء المكتب التنفيذي بالاتحاد الدولي قال: الملف جاهز ونحن مستعدون لتقديمه للاتحاد الآسيوي، ومن خلال موقعي بالاتحاد القاري، أؤكد بأننا سوف نفوز بالتنظيم فور التقديم، ولكننا بحاجة لإشارة من هيئة الرياضة ومجلس أبوظبي الرياضي لأنهما من سيوفران لنا الدعم المطلوب، مثلما أحتاج أنا أيضاً إلى دعم منهم حتى أترشح لمنصب دولي كبير.
بطولة الدولة للرجال والشباب تنطلق اليوم
تنطلق اليوم بطولة الدولة لرجال وشباب الملاكمة، من صالة الشيخة فاطمة بنت مبارك المغطاة في أبوظبي، بمشاركة ما يقرب من 80 لاعباً في مختلف الأوزان والفئات، يمثلون 10 مراكز بالدولة، إضافة إلى عدد من لاعبي المنتخبات الوطنية، حيث تتضمن فئة الرجال اللاعبين من مواليد 1976 وحتى 1999، وتضم فئة الشباب مواليد 2000 و2001، .
وتأتي هذه البطولة ضمن سلسلة البطولات المحلية التي ينظمها الاتحاد سنوياً لجميع الفئات، والتي تهدف إلى توسيع قاعدة الممارسة والسماح للجهاز الفني للمنتخب باختيار أفضل المواهب لضمها إلى تشكيلته. ويدير النزالات عدد من الحكام الدوليين بإشراف الحكم الدولي عمر الجابري رئيس لجنة الحكام، والحكم الدولي سلطان الحرمي مدير البطولة.
أزمة «الدولي» في طريقها للحل
أكد أنس العتيبة أن الأزمة التي تعرض لها الاتحاد الدولي للملاكمة، كادت تعصف به من المشاركة في الأولمبياد، لولا نجاح قمة أبوظبي ذات الحضور التاريخي لأعضاء الجمعية العمومية في رأب الصدع الكبير. وقال: من حسن الحظ أن عمومية الإمارات الدولية حضرها عدد من مسؤولي اللجنة الأولمبية الدولية، وتم تجاوز الأزمة تماماً، وفي ظني أن العلاقة سوف تعود لطبيعتها بشكل تدريجي خلال الفترة المقبلة، بعد أن استقال الرئيس السابق الذي استغل منصبه في أمور غير قانونية، مما تسبب في اهتزاز سمعه الاتحاد الدولي، وقد شهدت عمومية الإمارات انتخاب رئيس جديد، وطي صفحة الفساد الإداري والمالي من خلال توسيع صلاحيات المكتب التنفيذي بالاتحاد الدولي.
عدد اليوم
