السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

سايمون... امتزاج الشرق والغرب بعوالم من الثلوج والرمال

سايمون... امتزاج الشرق والغرب بعوالم من الثلوج والرمال
3 سبتمبر 2007 01:22
اقيم أمس الأول في قاعة قباب للفنون في أبوظبي المعرض التشكيلي للفنانة الانجليزية جينيفر سايمون·· حيث عرضت 37 لوحة توزعت بأحجام مختلفة بين 183 في 123 إلى 26 في ·26 سايمون ولدت في لندن وعاشت معظم حياتها في ملبورن وقد جاءت الى الإمارات عام 2000 وهي لاتزال تعيش فيها، كانت دراسة سايمون أغلبها في جامعة (سون بورن) ثم غادرت الى استراليا حيث عاشت فيها فترة جربت فيها رحلة طويلة حول العالم مما اكسبتها أفكاراً مختلفة أسمتها بـ(رحلة الحياة) التي بثتها في أغلب أعمالها التشكيلية المعروضة· منذ طفولتها جربت جينيفر سايمون الرسم فأكسبها منذ نعومة اظفارها تجربة مهمة، تنامت بايقاع متواتر، غير ان فنها التشكيلي امتاز بالبعد الدائري الذي يهيمن على اللوحة وهو أشبه بالدائرة الوسطية التي تنبع من جهة من اللوحة لتحتوي كافة الفراغ حيث تكون نهايته عند الطرف الآخر الموازي للوحة المرسومة· يختلط فنها التشكيلي برسم عوالم واقعية مصحوبة بأشكال فنتازية تتجسد فيها معالم المدن بغرائبية السماء غير الملونة والبحر المحاذي، البياض يأخذ بعداً امتدادياً في لوحاتها غير الملونة (الأبيض والأسود) فترى السماء البيضاء توازي أرضاً بيضاء تحيط جميعها باللوحة القباب تملأ فضاء العمل لديها حتى ليبدو أن العالم الشرقي يستحوذ على ملامح تجربتها، القباب تظهر واضحة من بين ناطحات السحاب، والشبابيك المتراصفة والمتناسقة جزء من عوالمها، عالم مديني صرف، إلا أن الموضوعة متشابكة ليس لها تحديد بل هي أجزاء ملتمة على بعضها ذات ألوان حارة· هنا يدخل الخيال كعنصر فاعل في أعمالها التشكيلية، إذ اللوحة لا تعطي نفسها بسهولة لذا فإن المتلقي الايجابي لابد له من الغور فيها لاكتشاف هذه العوالم والايحاءات· افكار تتخيلها فترسمها برموز فكرية تحفز المتلقي على أن يبحث عنها داخل الرسمة، هنا لابد أن تفهم اللوحة عبر ذكريات جينيفر سايمون التي حملتها من دهشتها عبر زياراتها للعالم، إنها ترسم الوحي الهابط عليها من ذاتها عبر مشاهداتها الحياتية وتجاربها ورحلاتها وثقافتها العائلية· الجو الانجليزي ينقل برموز انشائية معمارية في لوحاتها بالأبيض والأسود وعوالم الشرق يمتزج فيها التراث والحضارة، التراث يتجسد في طبيعة الكتل الهندسية، الدائرة، ونصفها والمربع والمثلث والمستطيل كل هذه الكتل أو الأشكال نجدها في أغلب لوحاتها، ربما لا نجدها بشكلها الواقعي بل يسيطر عليها هذا التوزيع غير العادل لهذه الأشكال في اللوحة، أما العوالم التراثية الشرقية والموروث الإسلامي فتجده في (القباب والمآذن) التي تطلع من فراغات العمارات الشاهقة، كل ذلك قد نقل بالألوان الفاقعة والحارة بخاصة، البحر يوازي المدن والسماء في تشكيل لوني ليس معتاداً عليه، قد تلتقط الأبصار الفجر أوالغروب فتبدو سماء المدينة بيضاء في الأولى وحمراء في الثانية· ثمة عنصر طفولي في أعمال جينيفر سايمون هو جزء من الذاكرة التي لا تريد أن تغادرها·· لاتزال فرشاتها تحمل البراءة وكأننا ازاء أحلام غير منتهية، نابعة من عمق اللاوعي في رصد الأشياء الخفية التي لم نبصرها في اللوحة بسهولة، وقد نقارب عوالم اللوحة بعالمنا إلا اننا في النهاية نسأل أنفسنا ماذا أرادت سايمون ان تقدمه لنا· حتى النخلة لديها ليست إلا رمزاً لنخلة الواقع، فهي غير معنية بنقل مواصفات الأشياء واقعياً الى لوحتها انها ترسم ظلال الرمز لتوحي بالمكان الشرقي مثلا أو حتى الانجليزي، فلولا رموز الأشياء لما استطعنا أن نحدد المدن التي رسمتها· تلعب جينيفر سايمون على الاشياء المقببة، المقوسة والسطوح المنسرحة على الجهتين، في لوحاتها بالأبيض والأسود، أما اللوحات الملونة فيبدو اللون قاسياً، لوحاتها بالأبيض والأسود أغلبها عن لندن والعالم الغربي وكأنها تغط في (الثلج)·· بينما لوحاتها الملونة هي عالم الشرق الذي تشتغل فيه الصحراء المجاورة للبحر·· انه اختيار من الصعب تمثله عند هذه الرسامة المرمزة لأشيائها المرسومة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©