الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجيش اللبناني يعلن سقوط "مخيم البارد"

الجيش اللبناني يعلن سقوط "مخيم البارد"
3 سبتمبر 2007 01:23
انتهت أمس الحرب المفتوحة منذ 20 مايو الماضي في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان بعد معركة نهائية بين الجيش اللبناني والمجموعة المتبقية من مقاتلي ''قتح الإسلام'' الذين حاولوا الفرار الى خارج المخيم مما ادى الى مقتل نحو 37 منهم واعتقال 34 آخرين بينهم 23 داخل المخيم فيما نجح حوالى 9 بالهرب واعلن ضابط في الجيش ان زعيم الجماعة شاكر العبسي قتل في المعارك وتم التعرف على جثته في المستشفى الحكومي في طرابلس· واعلن الجيش اللبناني فرض سيطرته الكاملة على المخيم، واطلق الجنود النار في الهواء بعد الظهر احتفالا بالانتصار حيث قال ضابط ''الطلقات النارية هي طلقات فرح··لقد سقط المخيم''· مشيرا الى انه لم يعد يلقى اي مقاومة من داخل المخيم· واوضح متحدث باسم الجيش ان عشرات المقاتلين حاولوا الفرار فجرا وقال ''كانت هذه عملية انتحارية ومحاولة يائسة للفرار ادت الى مقتل ما لا يقل عن 37 عنصرا منهم اضافة الى اعتقال 23 آخرين بينهم 12 جريحا وفرار عدد يقدر بنحو 20 يواصل الجيش البحث عنهم داخل المناطق المحيطة في المخيم''· وقال إن زعيم الجماعة شاكر العبسي قتل في المعارك وتم التعرف على هويته بين الجثث التي نقلت الى المستشفى الحكومي في طرابلس''· وكان ضابط قال لوكالة ''فرانس برس'' إن المقاتلين حاولوا الفرار في ثلاثة اتجاهات حيث حاولت مجموعة اولى الخروج من شمال المخيم باتجاه خان العبدة غير ان نحو 10 من عناصرها قتلوا واعتقل 15 آخرون خلال مواجهات مع الجيش الذي فقد 5 جنود هم علي نصار ومصطفى ناصر حسن واحمد عارف السيد احمد ومصطفى احمد سيف الدين وعلي خالد الرفاعي، ولقيت مجموعة ثانية من المتشددين المصير ذاته حين حاولت الفرار عبر منطقة الحاووز التي تسللت اليها بقيادة ابو سليم طه الذي كان يتولى مهمة الناطق الاعلامي الرسمي حيث دارت معركة عنيفة انتهت بقتل وأسر جميع المسلحين باستثناء ابو سليم طه الذي تمكن من الفرار الى جهة مجهولة، فيما نجحت مجموعة ثالثة في الفرار سالكة مجرى النهر· لكن تقارير غير مؤكدة تحدثت من جانبها عن أن العبسي من قاد الهجوم على مواقع الجيش في منطقة خان العبدة بعدما غرر بافراد المجموعة وعددهم 30 عنصراً ورشاهم بالذهب والفضة وفق بعض الاسرى · وقال ضابط لبناني إن المقاتلين كانوا هاجموا فجرا مواقع الجيش عند المشارف الشرقية والجنوبية للمخيم بمساندة عناصر من خارج المخيم، واضاف ان الجيش اطلق على الفور عملية تمشيط واسعة في القرى المجاورة طالبا مساعدة السكان، فيما تقاطرت عشرات المدرعات والآليات الى محيط المخيم الذي حلقت فوقه مروحيات· وسمعت طلقات اسلحة رشاشة ثقيلة طوال قبل الظهر داخل المخيم حيث كان الجنود من عناصر الوحدات الخاصة يتقدمون من منزل الى آخر مطاردين آخر المقاتلين المختبئين بين الانقاض· وقامت وحدات الجيش اللبناني باحراق الاعشاب والبساتين المحيطة بمخيم نهر البارد خشية ان يكون عناصر ''فتح الإسلام'' قد اختبأوا بداخلها، كما قامت عناصر الجيش بعمليات تفتيش دقيقة في المنازل المحيطة بالمخيم· وتواصلت عصرا عمليات التمشيط في منطقة عكار شمال شرق المخيم بحثا عن الفارين، وقال مصدر أمني لـ''رويترز'' إن المعركة انتهت والجيش سيطر على آخر مواقع فتح الاسلام في المخيم وان معظم الارهابيين قتلوا واعتقل آخرون وربما تمكن عدد قليل من الفرار لكن الجيش يلاحقهم، داعيا المدنيين الى الاتصال بالجيش اذا صادفوا اشخاصا مشتبها بهم· وطلب الجيش من نازحي نهر البارد الا يعودوا الى المخيم قبل الانتهاء تماما من عمليات ازالة الالغام، وجاء في بيان صادر عن مديرية التوجيه ''ندعو الاخوة الفلسطينيين الى عدم التوجه الى المخيم حتى الانتهاء من الإجراءات الميدانية التي تقوم بها وحدات الجيش المختصة وذلك حفاظا على سلامتهم وتسهيلا لعمل هذه الوحدات''، واضاف ''لقد اعطيت الأوامر للقوى العسكرية بمنع أي كان من الدخول الى المخيم لحين زوال الأسباب المانعة وتنظيف المناطق من الالغام''· وتدفق آلاف المدنيين من البلدات المجاورة سيرا على الاقدام وفي السيارات الى المنطقة القريبة المخيم وقد حمل بعضهم اعلاما لبنانية للتعبير عن ابتهاجهم فيما اخذ الجنود يتعانقون ويرفعون ايديهم بعلامة النصر واخذت مواكب السيارات المدنية تجوب الطرقات· وهتف المحتشدون للجنود ''حمى الله لبنان'' و''الله معكم'' و''مبروك'' وقام بعضهـــم برشقـــــــهم بحبوب الارز من سطوح المباني· فيما دعت قيادة الجيش المدنيين الى عدم اطلاق النار ابتهاجاً احتراما لدماء الشهداء والتزاما بالقوانين المرعية الإجراء· وعقدت قيادة فصائل المقاومة الفلسطينية في شمال لبنان اجتماعاً طارئاً فور إعلان الجيش اللبناني انتهاء معركة البارد خصص لاتخاذ الاجراءات الكفيلة بمنع تسلل الفارين من ''فتح الإسلام'' الى مخيم البداوي او أي مخيم للاجئين في لبنان بالتنسيق مع الجيش اللبناني الذي عزز من إجراءاته الامنية حول ثكناته ومواقعه في مختلف المناطق لاسيما في بيروت تحسباً لقيام انتحاريين فارين من ''فتح الإسلام'' او افراد من خلايا نائمة تابعة لهذه الجماعة الإرهابية بعمليات انتقامية· وهنأ رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة الجيش اللبناني بالانتصار على عصابة ''فتح الإسلام'' الإرهابية واشاد بتضحيات الجيش في سبيل الحفاظ على الامن والاستقرار في لبنان· كما هنأ الرئيس اميل لحود قيادة الجيش على الانجاز الوطني الذي حققه بالسيطرة على مخيم نهر البارد وانهاء ظاهرة ''فتح الإسلام'' الإرهابية، واكد على دور الجيش في حماية وحدة لبنان والاستقرار والأمن، مشددا على أن مواجهة الإرهاب عملية مستمرة لانه لن يكون للارهابيين موطىء قدم في لبنان· الى ذلك هنأ وزير الخارجية السوري وليد المعلم من طهران الجيش اللبناني الذي سيطر على مخيم نهر البارد ، نافياً أية علاقة لبلاده بمجموعة ''فتح الإسلام'' التي وصفها بأنها ''مجموعة إرهابية''· وقال المعلم، الذي يقوم بزيارة إيران، للصحفيين ''نهنىء الجيش الوطني اللبناني الذي ربح حربه على مجموعة إرهابية كانت تلفت انتباهه عن عدوه الإسرائيلي''· وجدد الوزير السوري نفيه لأية علاقة تربط بين دمشق ومسلحي ''فتح الإسلام'' الذين خاض الجيش معارك معهم استمرت أكثر من ثلاثة أشهر· وقال ''كنا أول من قال إن ناشطي فتح الإسلام هم إرهابيون'' مذكراً بأن ''قوات الأمن السورية تبحث عنهم''·
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©