الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الساخرة الخجولة..

الساخرة الخجولة..
9 فبراير 2012
رحلت الشاعرة البولندية الشهيرة فيسوافا شيمبو ريسكا الحائزة على جائزة نوبل للآداب عن عمر يناهز 89 عاما في منزلها جنوب مدينة كراكوف وذلك أثناء نومها، رحلت بهدوء وسلام بعدما كانت مصابة بسرطان الرئة الذي لازمها لسنوات، ويمكن أن نقول إنها الشاعرة الأكثر شعبية في بولندا والأكثر رواجا وقراءة. وأشار الناقد كاتارزينا كوليندز إفي تأبينه للشاعرة إلى أنها واحدة ممن خلطن الدعابة بالجدية والسخرية اللاذعة بطرق غير متوقعة، وأنها الشاعرة التي ظلت تستخدم أشياء بسيطة وقريبة من هموم الناس مع عمقها، وكانت تستخدم في شعرها تلك الأشياء اليومية التي تلمس قلوب الناس وتفكيرهم لتصل بها إلى المواضيع الكبرى لدى الإنسان مثل الموت والحياة والحب والوجود. وقال وزير الخارجية التشيكي راديك سيكورسكي على تويتر أن وفاتها كانت “خسارة لا تعوض للثقافة في بولندا”، وفي رد فعل على وفاتها كتب الناقد كوموروفسكي “على مدى عقود غرست الشاعرة ريسكا في البولنديين الثقة مع الايمان بقوة الكلمة في تغيير ما يريدون”، وأضاف أنها كانت الروح الحارسة للجمال، وأنه في قصائدها “يمكن أن نجد النصيحة الرائعة التي جعلت العالم أسهل للفهم”، كما أشار الكثيرون من مقربيها وبعض دور النشر إلى أنها كانت تنوي إصدار كتاب جديد لها، لكنها لم تكن تجد وقتا كي تجمع تلك الاوراق المتناثرة، ولكن الكتاب سوف يجمع ويطبع هذا العام تكريما وحبا للشاعرة، كما قال وزير الثقافة بوجدان جدروجويسكي أن الشاعرة “كانت صريحة ومعادية لكل أنواع الظهور المجاني والشهرة التي لاطائل منها”. كانت الشاعرة فيسوافا شيمبو ريسكا لا تحب صخب الأضواء بل الاشتغال على قصيدتها في هدوء وبعيدا عن الضجيج، وخصوصا بعدما حصلت على نوبل، وقد كتبت أول قصيدة حسب حديث لها وعمرها 4 أعوام.. ثم أعطاها والدها جائزة على ذلك، وقالت معقبة بطريقة ساخرة قبل استلامها لجائزة نوبل: “يمككني أن أقول أنني كسبت من شعري منذ وقت مبكر”. وكانت الشاعرة قد ولدت في 2 يوليو 1923، وحصلت على نوبل للأدب في عام 1996، لأن أشعارها استطاعت بدقة متناهية أن تجسد الحقائق الذاتية والتاريخية في صورة تشرذمات بشرية، وترجمت كتاباتها إلي لغات أوروبية بالإصافة إلى اللغات العبرية والعربية واليابانية والصينية. وحسب موسوعة ويكيبيديا، درست شيبمورسكا اللغة والأدب البولندي في عام 1945 ثم غيرت مجال دراستها إلى علم الاجتماع. في الجامعة بدأت تظهر موهبتها ككاتبة في الأوساط المحلية وفي نفس العام نشرت أولى قصائدها “أبحث عن العالم” في إحدى الجرائد اليومية، واستمرت في نشر قصائدها في مختلف الجرائد والمجلات. في عام 1948 اضطرت شيبمورسكا إلى ترك دراستها دون الحصول على شهادتها بسبب ظروف مادية صعبة، وفي نفس العام تزوجت من آدم فلودك ولم يدم زواجهما سوى ستة أعوام، وفي تلك الفترة كانت تعمل مساعدة في مجلة تعليمية تصدر مرتين كل شهر وأيضاً رسامة هاوية وأحيانا لأغلفة كتب تعليمية للأطفال، كما تم نشر قصائدها في المختارات الاجنبية من الشعر البولندي، وترجمت لها مختارات تحت عنوان “معجزة عادلة” إلى الإنجليزية عام 2001، كذلك مجموعة “الناس على الجسر” عام 1990 وغيرها كثير، وفي العربية أيضا كان هناك مجموعة مختارة لقصائد الشاعرة ترجمها الناقد هاتف الجنابي تحت عنوان “النهاية والبداية وقصائد أخرى”، وكذلك ترجم لها هناء عبدالفتاح تحت عنوان “فيسوافا شيمبورسكا شاعرة نوبل 1996: مختارات شعرية” وغيرها من الترجمات المتفرقة التي لم تصدر في كتاب خصوصا إبان فوزها بنوبل للادآب، كترجمات صالح الرزوق ومنها قصيدة “السماء” التي تقول فيها: “ألتهم السماء، وأطرح السماء، أنا مصيدة وقعت في المصيدة، ساكنة مسكونة، عناق يتقاطع مع عناق، سؤال يجيب على سؤال، أن تفصل السماء عن الأرض، أسلوب خاطئ، لا يساعد على دراستهما معا هذا يسمح بالبقاء فقط ، في عنوان أكثر انضباطا، وأسهل للعثور عليه، لو توجب عليهم البحث عني، وكلمات ندائي”. وكان أول ديوان لها هو “لهذا السبب أعيش” عام 1952 ثم ديوانها الثاني عام 1954 تحت عنوان “الأسئلة التي أوجهها لنفسي”، وعام 1957 ديوان “نداء بيتي” ثم بقية دواوينها مثل “العدد الكبير” و”مئة فرح” والتي حققت شهرتها الواسعة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©