الملايين يحاولون العودة إلى الحياة الطبيعية

يسعى الملايين في شتى أرجاء جنوب آسيا جاهدين كي يعيدوا إعمار ديارهم والعودة الى حياتهم الطبيعية مع انحسار الفيضانات التي خلفت دمارا واسع النطاق نجم عن أسوأ موجة فيضانات تشهدها المنطقة على الاطلاق· وقتل أكثر من ألفي شخص في شرق الهند وبنجلاديش بسبب لدغات الثعابين أو الغرق والإسهال وانهيار الأبنية بعد أن فاضت مياه الانهار على ضفافها لتغرق مناطق شاسعة منذ يوليو الماضي· وأدت الفيضانات الى إهلاك مئات الآلاف من الهكتارات من المساحات المزروعة بمحاصيل الذرة والأرز في شرق الهند، وهي المنطقة التي تنتج ثلث انتاج البلاد من المحصولين كل عام· كما أدت مياه الفيضانات ايضا الى إتلاف شبكة الطرق والجسور والبنية التحتية الأخرى· وفي ولاية بيهار الفقيرة بالهند قتل اكثر من 530 شخصا منذ اجتاحت الفيضانات المنطقة في منتصف يوليو الماضي، فيما بدأ الأهالي يعودون الى ديارهم بمعدل بطيء· وقال أشرفي شاه من سكان إحدى القرى ''أعيد بناء منزلي الذي دمر تماما·· وإلا فيتعين علي البقاء في العراء خلال ما تبقى من العام''· وأضاف شاه ''ليس هناك جدوى من البكاء على ما صار·· فقد أصبحت الفيضانات طقسا سنويا بالنسبة لنا''· وترسبت طبقات سميكة من الغرين والرمال على مساحات شاسعة من الاراضي الزراعية، مما دفع المزارعين الى البحث عن اراض بديلة· وقال مسؤولو ادارة الكوارث إنه في منطقة غرب البنغال المجاورة وولاية اوريسا الغنية بالثروات المعدنية في الهند أدت الفيضانات الى تشريد اكثر من ثلاثة ملايين شخص كما أطاحت بالجسور وهدمت عشرات الآلاف من المباني· وفي ولاية آسام في جنوب شرق الهند يعيش الآلاف في ملاجئ مؤقتة ولا يدرون متي سيعودون الى ديارهم· وقال مسؤول حكومي في منطقة جيماجي في ولاية اسام ''على الرغم من أننا طلبنا من الناس العودة إلى منازلهم فما زال الكثيرون يعيشون في مخيمات وفي الطـــرق لأنهم لا يملكون المال لإعادة بناء منازلهم''· وذكر كثيرون من المنكوبين بالفيضانات انهم لم يتلقوا اي عون، مما يعزز اتهامات من قبل عمال المعونة بأن جهود الإغاثة التي تقوم بها الحكومة في سائر ارجاء المنطقة لا تكفي· واذا عبرنا الحدود الى بنجلاديش المجاورة فسنجد أن الفيضانات قتلت أكثر من 750 شخصا، فيما نزح نحو ستة ملايين نسمة عن ديارهم من جراء السيول والانهيارات الارضية والأوحال التي غمرت نحو نصف مساحة البلاد· ويقول تقرير للبنك الدولي إن الفيضانات ربما تسبب تراجع النمو الاقتصادي لبنجلادش بواقع 0,2 في المئة ليصبح 6,8 في المئة بعد أن كان المستهدف سبعة في المئة في السنة المالية الحالية· وقال مسؤولون إن نحو 145 ألفا لا يزالون يعانون من الاسهال والامراض الأخرى التي تنتقل عن طريق المياه كالتيفود والالتهاب الكبدي·