الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«انتكاسة المراهقة».. خطر يتهدد مستقبل أطفال التوحد

«انتكاسة المراهقة».. خطر يتهدد مستقبل أطفال التوحد
13 فبراير 2014 21:57
دبي (الاتحاد) - يعتقد البعض أن اضطراب طيف التوحد حالة تصيب الأطفال فقط، ولعلَّ السبب وراء هذا الاعتقاد هو أن أكثر ما يُكتب ويُتداول يتعلَّق بأطفال التوحد، لكن السؤال هو: ما مصير هؤلاء الأطفال عندما يكبرون؟ وهل هناك مراكز خاصة تحتويهم في هذه المرحلة من العمر؟ وما سبب ندرة ما يُكتب أو يُتداول عن ذوي اضطرابات التوحد فوق سن الثامنة عشرة؟ هل تتلاشى صفات التوحد وتزول عندما يكبرون أم أن خطر الانتكاس وارد؟. مختصون في مركز دبي للتوحد، استعرضوا تجارب عالمية ناجحة، ومقترحات يمكن تطبيقها حلولاً دائمةً لهذه القضية، بالإضافة إلى بعض تجارب أولياء أمور أطفال التوحد، حيث يقول أبو عمر، والد شاب لديه توحد عمره الآن 21 عاماً: بدأت المشاكل تتعقد مع ابني بعد بلوغه السابعة عشرة، ولم تقتصر هذه المشاكل على الناحية الجسدية، فهو ينمو كما ينمو أي شخص آخر، ولديه طاقات مختلفة يريد تفريغها في هذه المرحلة من العمر حتى لا يصاب باضطرابات سلوكية كالعدوانية ونوبات الغضب أو يقوم بإيذاء نفسه، فكان علينا البحث عن نشاط يفرغ به طاقاته ومتابعة سلوكه، لأنه في هذه المرحلة لم يتم قبوله في أي مركز يعتني به. بينما يطالب والد عائشة البالغة من العمر 24 عاماً بتوفير فرص عمل ملائمة لمن لديهم توحد بعد بلوغهم سن الثامنة عشرة، ضمن بيئة ملائمة لظروفهم وطبيعة احتياجاتهم الخاصة، وكذلك توفير المراكز التأهيلية والأندية الرياضية والترفيهية الخاصة بالشباب والفتيات، فمعاناتهم بلا مراكز تحتضنهم، مستمرة. صراع لا ينتهي وتتوجه أم سعود، التي يبلغ ابنها 20 عاماً بالسؤال لكل شخص: هل تعلم ما التوحد؟ وماذا يحتاج ذوو التوحد في كل مرحلة عمرية؟ هل التوحد اضطراب أم مرض يمكن الشفاء منه؟ وهل تعلم وتشعر بأن كل عائلة لديها طفل لديه توحد تعيش صراعاً لا ينتهي طوال مراحل نموه. إعاقة غامضة وعن الفرق بين ذوي التوحد وغيرهم من ذوي الإعاقات فيما يتعلَّق بالعمر، تجيب سارة أحمد باقر رئيسة وحدة خدمة المجتمع في مركز دبي للتوحد: لا يوجد فرق بين ذوي التوحد وغيرهم من ذوي الإعاقات الأخرى فيما يتعلق بالعمر، فالتوحد إعاقة تصاحب الشخص طوال مراحل نموه ولا تزول مع تقدم السن، مشيرة إلى أن عدم وجود علامات لإعاقة التوحد على المظهر الخارجي للمصابين به على عكس غيرهم من ذوي الإعاقات الأخرى، يجعل منه إعاقة غامضة. وتضيف: عادة ما يتسم من لديه توحد بالوسامة والمظهر الخارجي الطبيعي، لكن الاضطراب الذي لديه تكون علاماته سلوكية كالانطواء والرغبة في العزلة وضعف التواصل الإدراكي والاجتماعي واللغوي والحركي أو قد تكون سلوكيات غير ملائمة لعمره، لذلك يجب علينا إعداد هؤلاء الأشخاص خصوصاً الراشدين منهم لمزاولة مهن ملائمة تتناسب مع قدراتهم وتساعدهم في الاعتماد على أنفسهم خلال مراحل حياتهم المختلفة، موضحة أن هناك العديد من المصابين بالتوحد فوق سن الثامنة عشرة لا يجدون مرافق تستقبلهم لاستكمال تأهيلهم، مما يؤدي إلى تراجع ذوي التوحد وانتكاس حالتهم. هوايات ورياضات وتقترح أن يتم إنشاء مركز تأهيلي مكمّل لشباب التوحد على غرار مركز «جلوبال كميونيتيز» لرعاية وتأهيل من لديه توحد من المراهقين والبالغين في الولايات المتحدة، أو إنشاء ناد اجتماعي لهم كنادي «ناس سوشيال جروب» في بريطانيا، حيث يمارس فيه الشباب المصابون بالتوحد هوايات ورياضات وأنشطة مختلفة، كاشفة عن أن هناك دراسة تشير إلى أن 25% من أصحاب اضطرابات التوحد يعانون نوبات وتشنجات دماغية أو ما يعرف بالصرع خلال فترة المراهقة، ويعزي بعض العلماء هذه التشنجات - كما أفادت - إلى التغيرات الهرمونية في هذه الفترة من النمو. وتضيف: بعض الآباء لاحظوا أن أطفالهم تراجعوا في التحصيل المدرسي والسلوكي خلال فترة المراهقة، فمن المهم أن يدركوا أن احتمال حدوث هذه المشاكل هو 25% من بين ذوي التوحد خلال فترة المراهقة، ولذلك يتوجب عليهم استشارة طبيب نفسي لإرشادهم إلى طرق العلاج اللازمة للتخفيف أو التخلص من نوبات التشنجات الدماغية. وتؤكد باقر أهمية دور الأسرة في تحديد مستقبل الأطفال في هذه المرحلة العمرية، بقولها إن تقبل الأسرة لطفل التوحد والاهتمام به في مرحلة ما بعد اكتشاف إصابته بالتوحد، يسهم في التعرف على قدراته وتنميتها وتوجيهها إلى المهن المناسبة في مرحلة ما بعد سن الثامنة عشرة، مشددة على أهمية توعية أصحاب العمل في القطاع الحكومي والخاص على تقبل من لديه اضطرابات التوحد. المهارات الحياتية وترى عفاف الحداد مساعدة رئيس قسم وحدة التعليم في مركز دبي للتوحد، أن تصميم أي منهاج للمصابين بالتوحد يعتمد على إمكانية تعليمه وتعميمه في بيئات متنوعة ومراحل عمرية مختلفة. وتضيف: لا بد من أن يتم تدريس النشاطات المهنية كجزء من المنهاج العام وكمادة أساسية من الخطة الفردية لكل تلميذ، حيث يتلقى الطفل تدريباً مهنياً مباشراً مع مدرسه ويجب تخصيص ورش في المراكز على أن يكون هناك مدرب مهني للعمل بالتنسيق مع المدرس. وتتابع: لذلك، ومن أجل تحقيق هذا الهدف تم إنشاء قسم مهارات الحياة اليومية في مركز دبي للتوحد لتزويد الطلاب بخبرة عملية يتم فيها تدريس المهارات الحياتية الاستقلالية، من خلال تتابع روتيني مع التركيز على تبديل السلوكيات غير المقبولة والسلبية، التي تعتبر سلوكيات شائعة بالنسبة لذوي اضطرابات التوحد، وتكون هذه البرامج وظيفية ومتلائمة مع جميع مراحل العمر. استمرارية التأهيل حول اهتمام المجتمع بقضايا ذوي التوحد فوق سن الثامنة عشرة، تقول سارة أحمد باقر رئيسة وحدة خدمة المجتمع في مركز دبي للتوحد «الثابت هو أن مركز دبي للتوحد تم تأسيسه عام 2001، حيث بدأ ممارسة دوره التوعوي حول اضطراب طيف التوحد، وأعطى جانب الأطفال أولوية قصوى، وقد يكون هذا هو السبب الحقيقي وراء عدم التطرق لمن فوق سن الثامنة عشرة، إلا أن ثمة تغييراً يحدث حالياً فيما يتعلق بالاهتمام وتزايد المطالبة بتوفير خدمات للكبار، حيث إن تراكم أعداد الطلبة الذين تجاوزوا سن الثامنة عشرة ممن تم تأهيلهم وتدريبهم بعناية على المهارات اللازمة للانتقال إلى مرحلة جديدة من حياتهم التي تتطلب استمرارية التأهيل، لتجنب حدوث الانتكاسة في مستوياتهم السلوكية والوظيفية، كان الدافع إلى ظهور الأصوات المطالبة بحقوقهم في هذه المرحلة العمرية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©