الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

دبي ترسم ملامح العلاقات الاستثمارية بين التنين والنمور الخليجية

دبي ترسم ملامح العلاقات الاستثمارية بين التنين والنمور الخليجية
3 سبتمبر 2007 22:20
دعا مسؤولون رسميون ورجال أعمال إلى ضرورة الإسراع في توقيع اتفاقية منطقة تجارة حرة بين دول مجلس التعاون الخليجي والصين بهدف الاستفادة من النمو القوي الذي يشهده التبادل التجاري بين الجانبين الذي يتوقع ان يتجاوز 51 مليار دولار بنهاية العام الحالي وتستحوذ دولة الإمارات على نحو 45% منه باعتبارها اكبر شريك للتنين بين النمور الخليجية· وأكد مشاركون في منتدى الاستثمار بين الصين والشرق الأوسط ينظمه مركز دبي المالي العالمي ان العلاقات التجارية الصينية الشرق أوسطية تشهد معدلات نمو قوية لا تقل عن 25% سنويا، الأمر الذي يعكس مدى حرص الجانبين على تعزيز هذا النمو من خلال تكثيف الاستثمارات المشتركة واستثمار السيولة المالية الضخمة في مشاريع نوعية· وتوقع مشاركون في المنتدى الذي نجح في يومه الأول في ان يشكل ملامح خريطة طريق للعلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي والتنين الصيني، ان تدشن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إلى الصين ومشاركته في منتدى دافوس، مرحلة جديدة من العلاقات بين الصين والإمارات وان يكون لهذه الزيارة مردود قوي على الاستثمارات المشتركة بين البلدين، فيما ابدى عدد كبير من رجال الأعمال الصينين ترقبهم لهذه الزيارة المهمة التي ستشكل بداية نقلة نوعية للعلاقات الاقتصادية بين البلدين· واتسمت أعمال المنتدى الذي افتتحه أمس معالي الدكتور عمر بن سليمان محافظ مركز دبي المالي العالمي بمشاركة عدة شخصيات بارزة من صانعي السياسة في الصين، إلى جانب نخبة من المستثمرين والشركات والوسطاء الماليين في منطقة الشرق الأوسط، بالتفاؤل القوي حيث عبر المشاركون عن ثقتهم في ان تعلب دبي دورا قويا في تعزيز العلاقات بين الخليج والصين خلال المرحلة المقبلة· وكشف معالي الدكتور عمر بن سليمان محافظ مركز دبي المالي العالمي عن دخول المركز عبر ذراعه الاستثمارية في مفاوضات مع عدد من الشركات الصينية المتخصصة في الخدمات المالية لتنفيذ عمليات استحواذ وشراكة خلال الفترة القليلة المقبلة· وأوضح ان المباحثات بين الجانبين جارية لاستطلاع أفضل الفرص الاستثمارية المتاحة في السوق الصينية الواعدة، مشيرا إلى ان شركة مركز دبي المالي العالمي للاستثمار ترصد هذه الفرص بعناية وان لقاءات تجري لاتخاذ قرارات بهذا الشأن، لافتا أيضا الى طلب الصين الاستفادة من خبرة المركز في تطوير المراكز المالية بها· وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه العلاقات الاقتصادية الصينية الشرق أوسطية ازدهارا غير مسبوق، خاصة مع دول مجلس التعاون الخليجي الذي يتوقع ان يضخ استثمارات تزيد عن 300 مليار دولار في الصين بحلول عام ·2020 وشدد محافظ مركز دبي المالي العالمي في كلمته الافتتاحية للمنتدى، على ضرورة الاستفادة من صحوة التنين الصيني الذي لم يكن يتجاوز إجمالي ناتجه المحلي في العام 2000 التريليون دولار مقارنة بالناتج الاميركي البالغ 9,8 تريليون دولار في العام ذاته، لكن وخلال السنوات القليلة الماضية نجحت الصين في تقليل تلك الفجوة ومن المتوقع ان يتجاوز الناتج الصيني خلال العام 2015 ناتج اليابان، وبحلول عام 2025 سيتجاوز إجمالي ناتج الاتحاد الأوروبي، قبل ان يتخطى الناتج الاميركي في العام ،2040 ليصبح اكبر اقتصاد في العالم· وأضاف معاليه انه وفقا للتوقعات التي تشير إلى تجاوز الناتج الاميركي حاجز 35 تريليون دولار في العام ،2050 عندها سيكون الناتج الصيني فوق 44,5 تريليون دولار، وهو ما يعني ان الصين سوف تستمر في تحقيق معدلات نمو قوية تفوق معدلات النمو في اليابان وأوروبا والولايات المتحدة· وأشار الدكتور عمر بن سليمان في كلمته الى ان الناتج المحلي الإجمالي للصين قد نما خلال العام الماضي بنسبة 10,7% ليصل إلى 2,7 تريليون دولار، فيما ارتفعت تجارة الصين خلال العام ذاته إلى 1,7 تريليون، وشهدت الترخيص لأكثر من 41485 مشروعا استثماريا· واستشهد معالي محافظ مركز دبي المالي العالمي على قوة الاقتصاد الصيني بالتقديرات التي أطلقها دويتشه بنك فيما يخص النمو الصيني حيث توقع ان يواصل التنين نموه بنسبة 10,7 % خلال العام 2007 وان يقل معدل التضخم عن 3,3%، وان ينمو الإنتاج الصناعي بنسبة تتراوح بين 12 إلى 18%، فيما يتوقع ان يبلغ حجم الاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية إلى 1,33 تريليون دولار، وتعزيز التبادل التجاري والاستثماري بين الصين ومنطقة الشرق الأوسط، للاستفادة من النمو القوي والفرص الواعدة في الصين التي تعتبر حاليا رابع أقوى اقتصاد في العالم· من جهته توقع الدكتور ناصر السعيدي كبير الاقتصاديين في سلطة مركز دبي المالي العالمي ان يزيد حجم التبادل التجاري بين دول مجلس التعاون الخليجي والصين خلال العام الحالي عن 50 مليار دولار، مقابل 45 مليار دولار للعام 2006 بنسبة نمو تتراوح بين 20 إلى 25%· ولفت السعيدي في تصريحات على هامش الملتقي إلى ان دولة الإمارات العربية المتحدة تستحوذ على النسبة الأعلى من حركة التجارة بين الصين والمنطقة حيث سجل حجم التبادل بين البلدين خلال العام الماضي نحو 14 مليار دولار ويتوقع ان يصل إلى 18 مليار دولار بنهاية ·2007 وتوقع ان يلعب مركز دبي المالي العالمي دورا محوريا في تعزيز العلاقات الاستثمارية بين الصين والمنطقة وبناء علاقة استراتيجية بين الجانبين لتبادل الاستثمارات ورؤوس الأموال، لاسيما بعد ان شهدت الفترة الماضية تحولا في نوعية الصادرات الصينية للصين ووارداتها من المنطقة، مشيرا التركيز بشكل نوعي على الاستثمارات المتعلقة بالاقتصاد الجديد· دبي المالي يستطلع فرصاً استثمارية جديدة قال بشر بارزاي العضو المنتدب في شركة مركز دبي المالي العالمي للاستثمار ان الشركة ترصد فرصا استثمارية في 30 إلى 50 شركة عالمية سواء من خلال شراء تلك الشركات أو تملك حصص مؤثرة فيها موضحا ان المفاوضات جارية حاليا مع 5 شركات بهذا الصدد· الصين تدافع عن منتجاتها وتعد بتحسين جودتها أكد مستثمرون صينيون مشاركون في المنتدي ان ما يثار حاليا من انتقادات لبعض السلع ذات المنشأ الصيني لا تؤخذ في عين الاعتبار ان هذه النسبة لا تشكل سوى 1% فقط من إجمالي الصادرات، لافتين في هذا الإطار الى الجهود المبذولة لتحسين جودة النمو الاقتصادي للصين· وقالوا انه بالرغم من الاستراتيجية التي تعتمدها الصين لتقليل وراداتها النفطية والاعتماد على مصادر بديلة للطاقة خاصة الطاقة المتجددة، الا ان علاقاتها مع الدول النفطية في المنطقة ستظل آخذة في النمو بشكل كبير، متوقعين ان تستحوذ الدول الخليجية على 50% من واردات الصين النفطية خلال الفترة المقلبة· وقال مستثمرون صينيون ان الصين تتخذ خطوات جادة لتطوير تشريعاتها بهدف استقطاب الاستثمارات المباشرة خاصة من دول الخليج التي تتمتع بسيولة كبيرة، مشيرين الى ان الصين لديها فرص استثمارية كبيرة في مجالات البتروكيماويات والتكنولوجيا بالإضافة الى شركات الخدمات المالية التي تسعى للوصول إلى المعايير العالمية· 350 مليار دولار التبادل التجاري بين الشرق الأوسط والصين في 2020 توقعت شركة ماكينزي أن يصل التدفق التجاري بين بلدان الشرق الأوسط والصين خلال الفترة من 2005 الى 2020 من 51 مليار دولار الى ما بين 350 الى 500 مليار دولار· وبمقارنة التبادل التجاري بين الصين والمنطقة والاتحاد الأوروبي فان أوروبا تعتبر الأفضل بشكل ملحوظ حيث ارتفع حجم التجارة بين الصين والاتحاد الأوروبي بنهاية العام 2006 بنسبة 3,25% ليصل إلى 3,272 مليار دولار أميركي· واحتلت تجارة الصين والاتحاد الأوروبي ما نسبته 5,15% من إجمالي حجم التجارة الخارجية للصين العام الفائت فيما احتفظ الاتحاد بمكانته كأكبر شريك تجاري لها· 250 مليار دولار استثمارات خليجية في آسيا قال مشاركون انه في الوقت الذي تعتزم فيه دول مجلس التعاون الخليجي استثمار نحو 250 مليار دولار أميركي في آسيا على مدى السنوات الخمس المقبلة، فان الصين ستكون مؤهلة لاستقطاب نصف هذه الأموال الطائلة· وفي المقابل، فإن الصين تتطلع أيضا للاستفادة عبر شركاتها في المنطقة من الأموال الضخمة التي رصدتها دول الخليج لإنفاقها خلال الفترة ذاتها والتي تزيد عن 500 مليار دولار لتطوير مشاريع البنية التحتية، والزراعة، والتعليم، والرعاية الصحية، وتقنية المعلومات، الأمر الذي يعطي للشركات الصينية فرصة ذهبية لأن تكون من المتعهدين الأساسيين لهذه المشاريع·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©