الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الرضا الوظيفي

3 سبتمبر 2007 22:40
يعد الرضا الوظيفي إحدى الركائز الأساسية للحصول على الرضا العام الذي يمد الإنسان بالطاقة اللازمة التي تمكنه من القدرة على أداء عمله والاستمرار فيه بل والإبداع فيه لما يبثه من الطمأنينة في القلب والصفاء في الذهن مما يدفع بالموظف للتركيز في عمله وهذا التركيز الذي يعينه على التطوير والابتكار· وفي محاولة لمعرفة أسباب الشعور بالرضا الوظيفي تشير صحيفة ''فاينانشيال تايمز'' إلى انه من المحتمل أن يمتلك الشخص وظيفة الأحلام ولكنه لا يكون سعيداً ومن الممكن أيضاً أن تكون الوظيفة رديئة ويكون الموظف في قمة السعادة، وهذا يؤكد أن صناعة السعادة فيما يتعلق بالعمل لا تقوم على أسس ثابتة مثل: الراتب الجيد وفرص النمو والترقي، والتقدير والإنجاز أو حتى الرضا عن أسلوب القيادة والإشراف· وذلك ما تبين في حال ''داريو بنوزي'' سائق اختبار سيارة فيراري البالغ من العمر 59 عاماً والذي يصرح عن عدم سعادته بوظيفته الحالية التي يراها الجميع على أنها وظيفة الأحلام، فعند سؤاله ما إذا كان يمتلك أفضل وظيفة في العالم؟، أجاب: ''يقول الناس ذلك'' ثم استطرد قائلاً: ''أتقاضى أجراً كالذي يتقاضاه المهندسون، ولكن المال ليس كل شيء''· وهذا يفسر حقيقة مغيبة عند الكثيرين في أن الشعور بالرضا الوظيفي يختلف من مرحلة إلى مرحلة، فما كان يريده ''داريو'' من وظيفته عندما كان في الأربعين من عمره يختلف عما أراده مع اقتراب سن التقاعد· وبالفعل أن الحقيقة الوحيدة حول الرضا الوظيفي هي أن مشاعرنا تختلف حول ما نقوم به في أوقات مختلفة من حياتنا وفقاً لمعايير متنوعة كالوضع الراهن الذي نعيشه ومدى كفاية الراتب لمتطلبات المعيشة وما إذا كنا نتقبل ونستلطف من يعملون معنا وحتى مدى ملاءمة ساعات العمل وعدد أيام الإجازات ولا نبالغ إذا قلنا أن المزاج أيضاً يؤثر في مسألة الرضا الوظيفي· وتنبع أهمية الرضا الوظيفي في كونه الشرارة الأولى للانطلاق في عالم التميز والإبداع هذه الشرارة التي تشيع السعادة بين الموظفين مما تؤثر إيجابياً على المكان ككل· إن الإدارة الرشيدة لابد وأن تسعى لتحقيق الرضا الوظيفي لدى المرؤوسين لما سيعكسه من صورة مهنية إنسانية متميزة على المجتمع متمثلة في ارتفاع مستوى الأداء الناجم عن ولاء العاملين، إنه حب العمل وعشق التميز·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©