الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبدالرحمن المناعي: أنصاف المسرحيين يسيطرون على الساحة المسرحية الخليجية

عبدالرحمن المناعي: أنصاف المسرحيين يسيطرون على الساحة المسرحية الخليجية
13 فبراير 2014 22:01
دبي (الاتحاد) - يقول الكاتب عبدالرحمن إبراهيم المناعي، من المؤسسين للحركة المسرحية في قطر، ومن المساهمين في تأسيس عدد من الفرق المسرحية، والمشارك في تأسيس ودعم المهرجانات المسرحية الخليجية والعربية، إن تكريمه من قبل الهيئة العربية للمسرح ضمن فعاليات الدورة السادسة للمهرجان العربي للمسرح الذي أقيم في الشارقة مؤخراً ضمن 22 مبدعاً من المسرحيين العرب، يعد لفتة رائعة تزيده طاقة متزايدة من العمل المتفاني للمسرح الذي ضحى من أجله في حياته للارتقاء به، مشيراً إلى أن هذا التكريم جاء في وقته ويعطيه المزيد من الحافز والتركيز لتقديم إبداعات متنوعة في التأليف والإخراج المسرحي. ويوضح عبدالرحمن إبراهيم المناعي، عن بداية مشواره الفني الذي بدأ في الستينيات: بدأت في نواحٍ كثيرة، تعلمت العزف على آلة العود، ومارست الرسم وكذلك التصوير، بالاضافة إلى ممارسة المسرح كارتجال، حيث كنا نقدم فقرات موسيقية، ثم ننتقل إلى التمثيل، وشخصياً كتبت أول نص باسم «أم الزين» عام 1975 وقام بإخراجها الأردني الراحل هاني صنوبر، والذي أدين له بالكثير، فمنه تعلمت الالتزام وطرق أساليب الإخراج، كما أخرج لي نصاً آخر بعنوان «باقي الوصية»، وفي عام 1976 قدمت أول عمل مسرحي من تأليفي وإخراجي بعنوان «هوبيل يالمال». ويكمل قائلاً: ولغاية الآن كتبت مايقارب 26 عملا مسرحيا و6 نصوص للأطفال و3 مسرحيات غنائية وتجربتين في المسرحيات الشعرية وما زلت أواصل عملي المسرحي من تأليف وإخراج بعد أن تخلصت من العمل الوظيفي الذي كان يقيد تفرغي للمسرح. علاقة حميمية بالإمارات وعن علاقته بالإمارات، يوضح أنها بدأت عام 1981، عندما حضر لعرض مسرحية السندريلا، وهي حكاية تسمى في الأقطار العربية بمسميات أخرى، حيث قدمنا حينها خمسة وعشرين عرضاً في العاصمة أبوظبي ودبي والشارقة، ومن خلال هذه الرحلة تعرفنا على المسرحيين الإماراتيين والمسئؤولين ودعونا لاحقاً للعمل معهم فقدمت عام 1982 ورشة عمل مسرحية، وتواصلت زياراتي للإمارات، وقدمت العديد من المسرحيات منها، مسرحية الاختراع عام 1978، كما قدمت لمسرح الشارقة الوطني في عام 1984 نصاً مسرحياً بعنوان «هالشكل يازعفران» أخرجه الكويتي فهد الشطي وشاركوا به في مهرجان قرطاج، ثم قدمت عام 1994 في أبوظبي مسرحية للأطفال بعنوان «قرية الزهور». التزام أدبي ويؤكد المناعي، أنه راض عن تجربته الفنية المسرحية، قائلاً: لم أخرج عن التزامي الأدبي والأخلاقي، وقدمت أعمالاً جيدة لم تمر مرور الكرام، وطالما انا ملتزم بما قدمته فأنا لم أحلم بأي تكريم ولم أكن أحلم بالوقوف إلى جانب عمالقة المسرح وأهم المسرحيين العرب من بينهم الكتاب محفوظ عبدالرحمن، لينين الرملي، محمد أبو العلا السلاموني، يسري الجندي من مصر، والكاتب الأردني جبريل الشيخ، والكاتب والمخرج المغربي عبدالكريم برشيد، والكاتب عز الدين مدني من تونس، ويضيف: في بدايتي كنت أطمح لتقديم شيء يخلد بعد مماتي، سعيد أنني التزمت بالمسرح فالشهره والمردود المادي لم يؤرقني في يوم ما، ولكن حبي للمسرح جعلني أستمر طويلاً ولا أنتظر هبات مادية. ويسترسل قائلاً: أحب العمل عن طريق الورش وأعشق تصور المشهد المسرحي من خلال الورش المسرحية، مؤكداً أن كثيرا من الممثلين القطريين تخرجوا من خلال تلك الورش وأصبحوا اليوم نجوماً وهو سعيد بالتزامهم ونجوميتهم ومن هولاء عبدالعزيز الجاسم، صلاح الملا، خالد حسين، خالد السليطي، فلذلك يرى أن من لا يعمل في المسرح فهو ليس فناناً. أخطاء المسرحيين ويكشف المناعي قائلاً: لا أخفي سراً لو قلت إننا قبل عشر سنوات كنا نطالب بتغيير في العلاقة ما بين المسرحيين والمتلقين بحكم الحداثة والتطور التكنولوجي، ومن المؤسف أن أقول إن المسرحيين ارتكبوا وما زالوا يرتكبون أخطاء، أول هذه الأخطاء هو التكالب على الحداثة والانبهار بالتقنيات المسرحية على حساب ما يقدم للجمهور والتمثيل، حيث نجد أن هناك أعمالاً مختلفة وعروضاً مسرحية هي بالأساس عروض راقصة فيها الكثير من الضجيج ولا تحمل فكراً أو رسالة معينة، وازداد هذا الانطباع حتى وصل الآن إلى مستوى غريب، فأصبحت كل دول الخليج تكتفي بتنظيم مهرجانات مسرحية وهذه المهرجانات لا تعني الناس بأي حال من الأحوال، لأنها عبارة عن اجتماع للمسرحيين فقط، يقدمون ما لديهم من جديد خلال فترة محدودة ويشاهدون بعضهم البعض، والناس العاديون لا يعرفون عما يحدث شيئاً. الانكفاء على الذات ويوضح المناعي: في بدايات المسرح انقسم الأمر إلى شقين، مسرحيات تقدم باللغة العربية الفصحى، ومسرح يتجه إلى الجمهور مباشرة، ولكنه مبتذل يهدف إلى ذغذغة مشاعر المشاهدين، فأصبح الجمهور العربي يعتقد أن المسرح مكان للضحك والتسلية، فانعدمت اللغة الوسيطة التي من خلالها يمكن خلق الإبداع والتطور، فلذلك أرى أن التطور الحاصل في المسرح الخليجي هو تطور الانكفاء على الذات، وتطور التقنية، الإضاءة، الصوت، الموسيقى، والمؤثرات الأخرى كإدخال السينما إلى المسرح وذلك على حساب التوجه الحقيقي للمسرح، ناهيك عن أن الساحة المسرحية أصبحت متاحة لأنصاف المسرحيين المتاجرين والمهرجين وهذا شيء مؤسف، ولكن هذا هو الواقع المعاش في الخليج بل في العالم العربي. انبهار بالقشرة ويرى شيخ المسرحيين في قطر، أنه لابد للمسرح أن يقدم حكاية، ويحمل هذه الحكاية ممثلاًً مقتدراً، أما التقنيات بأشكالها المختلفة فهي تساعد على إبراز هذا المشهد، ولكن ما يحدث في الحاضر أن هذه التقنيات تطرح للاستعراض على حساب النص والممثل، فلذلك نجد أن هذه المسرحيات رغم ارتباطها بهذه التكنولوجيا، فإنها تفتقر إلى وجود ممثليين جيدين وإلى نصوص تحمل القيمة المسرحية الحقيقية وللرسالة هادفة. ويضيف المناعي: كثير من الدول يوجد لديها مسرح لكنه لا يشكل بالنسبة لها هاجساً، رغم أن تراثنا فيه صيغ الحكي المسرحي، الحكواتي، ومع ذلك نحن لم نستثمر هذه الحالة بشكل جيد، وننظر إلى تجارب الآخرين ونحاول تطبيقها، حيث يقلد المخرجون الجدد مشاهد برازيلية أو أوروبية وينبهرون بهذه القشرة، وليس لديهم ما يريدون إيصاله للمشاهد ولا يفكرون أن هذه التجارب لا تتناسب مع واقعنا. المسرح رسالة ولا يختلف المناعي مع من يرى أن العمل المسرحي يحتاج إلى كل التقنيات ولكنه يصر على أن المسرح رسالة، ومن خلاله يجب الاعتناء بالممثل والنص، لأن الممثل هو سيد الخشبة، فتقديم الابتكارات والتقنيات أمر ضروري ولكنه ليس هو الرسالة الطبيعية للمسرح، حالياً أشاهد أعمالاً جيدة ولكني أتمنى أن تتوجه إلى الجمهور من خلال رسائل توعوية تهدف إلى التغيير والتجديد في حياة الناس وتوعيتهم لمعرفة مشاكلهم وحلها. «الحادث والكائن» في عمل قدمته بعنوان «الحادث والكائن» عن رواية «اللؤلؤة» للأديب الأميركي «جون شتاينبك» الحائز على جائزة نوبل، والتي تدور حول معاناة قرية في أقصى المكسيك، قمت بتحويل هذه الرواية إلى عمل مسرحي، وما يثير فخري أنه بعد عرضها قال لي مدير المسرح الإيطالي إنني شاهدت فرجة خليجية ولم أشاهد جون شتاينبك، وما أعنيه هنا أنه يمكنك أن تتعامل مع أي فكرة سواء كانت موروثا أو عملاً عالمياً، أو معاصراً، المهم هو أن تتعامل معها ضمن أدواتك الخاصة، وأن تفاجئ المتلقي بالمستوى الإبداعي الذي تقدمه. جوائز محلية وعربية • جائزة أفضل تقنية مسرحية (المتراشقون) مهرجان قرطاج الدورة الثانية، تونس 1985. • جائزة التفوق الفئة الأولى، المجلس الأعلى لرعاية الشباب، قطر 1986. • جائزة لجنة التحكيم التقديرية مسرحية (مقامات بن بحر) مهرجان قرطاج الدورة الثالثة، تونس 1978. • جائزة أفضل نص عن (زنزانة البحر) المسابقة المسرحية لشباب مجلس التعاون، الدوحة 1989. • وسام مجلس التعاون في مجال الآداب، قمة مسقط 1989. • تكريم رائد مسرحي مهرجان الخليج الثاني، الدوحة 1990. • جائزة أفضل عمل مسرحي متكامل (غناوي الشمالي) مهرجان الخليج السادس، مسقط 2000. • جائزة أفضل إخراج (مغرم هل الشوق) مهرجان الخليج السابع، الدوحة 2002. • جائزة الدولة التقديرية في مجال المسرح عام 2007. • تكريم الهيئة العربية للمسرح ضمن فعاليات الدورة السادسة للمهرجان العربي للمسرح بالشارقة 2014.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©