الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أبوظبي تستهدف رفع نسبة الملتحقين بالتعليم المهني إلى 30% بحلول 2020

أبوظبي تستهدف رفع نسبة الملتحقين بالتعليم المهني إلى 30% بحلول 2020
5 مارس 2017 17:16
دينا جوني (دبي) تمكنت أبوظبي قبل سنوات من إحداث تغيير جذري في منظومة التعليم المهني والتقني والنظرة المجتمعية التي سادت آنذاك، والتي كانت تعتبر المراكز المهنية مكاناً للطلبة غير الناجحين دراسياً. اليوم، نفضت أبوظبي تلك الأفكار السلبية المسبقة عن مجال المهارات اليدوية، فحولت مراكز التعليم المهني إلى وجهة دراسية أساسية يطمح الطلبة بدءاً من الصف الثامن إلى الالتحاق بها، ليكونوا جزءاً من عملية التحوّل التاريخي لدولة الإمارات، الذي سطّره صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حين سيصبح اقتصاد المعرفة عماد تطورها، بدلاً من المصادر النفطية. ولم تكن توجيهات صاحب السمو باستضافة مسابقة المهارات العالمية، وهي أكبر مسابقة للمهارات المهنية في العالم، التي ستنظم من 14 إلى 19 أكتوبر المقبل في أبوظبي، سوى تحقيق خطوة مفصلية في مسيرة إعداد كوادر مواطنة تمتلك مهارات دقيقة، لصناعة مستقبل الدولة. وستستقبل أبوظبي في المسابقة العالمية 1800 من الطلبة الأكثر مهارة في العالم، للتنافس ضمن 46 فئة مختلفة في قطاعات التقنية والروبوت والميكاترونيكس والتجميل والزينة والمجوهرات واللحام وغيرها من المهارات التي تساهم من ناحية في بناء قاعدة صناعية صلبة قائمة على الأيدي العاملة الماهرة، وتدعم توجّه الدولة في دفع الشباب الإماراتي إلى ريادة الأعمال وتأسيس مشاريعهم الخاصة من ناحية أخرى. وقد بدأ مركز أبوظبي للتعليم والتدريب المهني والتقني- الجهة المنظمة للمسابقة العالمية للمهارات- بعقد سلسلة من الملتقيات التي ستتواصل حتى موعد إطلاق المسابقة، يستضيف فيها العديد من الشخصيات الرسمية لمناقشة التحضيرات الجارية، ودور مختلف الجهات الحكومية والاتحادية في تعزيز المهارات، وإبراز دور المسابقة في إثراء التعليم التقني والمهني، وزيادة نسبة الملتحقين به بما يتوافق مع الاحتياجات الفعلية للمشروعات الصناعية وسوق العمل في الدولة. وقد تمّ عقد الندوة الأولى في مقر وزارة التربية والتعليم في دبي، بمشاركة معالي حسين الحمادي وزير التربية والتعليم، ومبارك سعيد الشامسي مدير عام مركز أبوظبي للتعليم والتدريب المهني والتقني، وسايمون بارتلي رئيس منظمة المهارات العالمية، وحضور عبدالرحمن محمد الحمادى وكيل وزارة التربية والتعليم للرقابة والخدمات المساندة، وعلي محمد المرزوقي رئيس مهارات الإمارات في «أبوظبي التقني». وحدد معالي وزير التربية والتعليم الغاية من استضافة أبوظبي مسابقة المهارات العالمية في ثلاثة أهداف، هي توعية الطلبة وأولياء الأمور ومختلف الشرائح المجتمعية الأخرى بمكانة التعليم المهني والتقني، وتطوير البنية التحتية للإمارات للتمكّن من إنشاء الصناعات المختلفة التي تحتاج إليها، وزيادة نسبة الطلبة الملتحقين بالتعليم المهني والتقني، لا سيما أن من الأهداف الاستراتيجية لمركز أبوظبي للتعليم والتدريب المهني والتقني أن تصل نسبة طلبة التعليم المهني إلى 30 في المئة من مجمل الطلبة في الإمارة بحلول العام 2020، علماً أن النسبة البالغة حالياً هي 20 في المئة. وأكد أن وزارة التربية والتعليم تعي تماماً أهمية تلك المهارات لجميع الطلبة؛ لذا تمّ تضمين بعض تلك المهارات في المناهج المطورة في مدارس التعليم العام. وأشار إلى أن أفراد الفريق الإماراتي المشارك في المسابقة، يتم تدريبهم من قبل 10 أبطال عالميين في مسابقة المهارات العالمية، وقد تمت الاستعانة بهم لخبرتهم وأسلوبهم الابتكاري في توظيف مهاراتهم. المهارات المحلية عالمياً واعتبر أن مسابقة المهارات العالمية هي من البطولات المتميزة، وتستضيف أبرز المهن في قطاعات عدة لخوض منافسات قوية على مدار أربعة أيام، لافتاً إلى أن الدول المشاركة هي الرائدة عالمياً في الصناعة والاقتصاد، وتتنافس بهدف معرفة المهارات الموجودة لدى الدول الأخرى والاستفادة منها، ومعرفة أين وصلت في تطوير المهارات الذاتية لدى كوادرها، لافتاً إلى أن مشاركة الإمارات تكتسب أهمية في معرفة التطور الذي وصلت إليه في مجال المهارات التقنية والمهنية، لأنه بذلك فقط يمكن للدولة أن تزيد من تنافسيتها في هذا المجال. دعوة ودعا معالي الحمادي الدول العربية إلى السعي للمشاركة في هذا المحفل الدولي المهم؛ لأنه السبيل لتطوير مهارات الكوادر، ليس لتلبية السوق اليوم، وإنما تحضيراً لمتطلبات الغد، لافتاً إلى أن الإمارات سجلت أولى مشاركاتها في مسابقة المهارات العالمية العام 1999 في مونتريال. رحلة الاستضافة وقال مبارك الشامسي مدير عام مركز أبوظبي للتعليم والتدريب المهني والتقني، إن رحلة فوز أبوظبي باستضافة هذه الحدث العالمي بدأت بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي أكد ضرورة استضافة المسابقة العالمية للمهارات في أبوظبي، بما يعود بالفائدة على الطلبة والشباب القادر على صناعة المستقبل المشرق في الدولة، ومن ثم فقد تمّ تقديم ملف متكامل لمنظمة المهارات العالمية، يعكس الإمكانات العالية والبنية التحتية المتميزة لأبوظبي ومدى قدرتها العالية لاستيعاب آلاف المشاركين في مناخ صحي وتكنولوجي متكامل، وهو الملف الذي نال إعجاب العالم، ففازت أبوظبي بالمسابقة، كأول بلد عربي في منطقة الشرق الأوسط. وأوضح أنه سيشارك في مسابقة المهارات العالمية 1800 متسابق من 76 دولة، وسيرافقهم حوالي 10 آلاف من المحكمين والمراقبين والخبراء من خارج الدولة. وستعقد فعاليات المسابقة على أرض أبوظبي للمعارض كاملة، تضاف إليها مساحات جديدة يتم إنشاؤها، لتبلغ المساحة النهائية 120 ألف متر مربع، بما يعادل تقريباً مساحة 17 ملعب كرة قدم. وأعلن أن الإمارات لديها أكبر فريق من بين جميع الدول العربية، الذي يشارك بـ31 فئة من المهارات المختلفة، موضحاً أن من أصل 60 بلداً، هناك 12 بلداً فقط، منهم الإمارات، تشارك بأكبر عدد من فئات المسابقة. وشرح أن دولة الإمارات تتجه إلى عدد من المسارات الصناعية المرتبطة بالفضاء والطاقة المستدامة وغيرها الكثير، لافتاً إلى أن التوجّه الاستراتيجي بزيادة نسبة الطلبة المنتسبين إلى التعليم المهني والتقني يغذي هذا التوجه. أول بلد عربي واعتبر سايمون بارتلي رئيس منظمة المهارات العالمية في تصريحات لـ«الاتحاد» أن تنظيم مسابقة المهارات العالمية 2017 في أبوظبي - الإمارات، كأول بلد عربي وإسلامي، يأتي في الوقت المناسب، في ظل الظروف السياسية والاجتماعية الحاصلة. وكشف بارتلي عن أن أبوظبي ستصدر دراسة بيانية وإحصائية، تقيس فيها أثر المسابقة العالمية للمهارات 2017 على مدى خمس سنوات، على زيادة نسبة الطلبة في التعليم المهني والتقني، والمجالات الأكثر استقطاباً للطلبة، ونسبة التوجه للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وكيفية انعكاس ذلك على الجوانب الاقتصادية المختلفة، وغيرها. وأشار إلى أن الإمارات ستكون بذلك الدولة الأولى التي تنجز هذه الدراسة منذ 12 عاماً، بعد فنلندا في العام 2005. وقال إن هذا إن دلّ على شيء، فهو يدل على أن أبوظبي تخطو خطوات جادة وموثقة، تجاه تحقيق تطلعات القيادات، والمشاريع الصناعية الطموحة التي تتطلع إليها في المستقبل، من خلال إعداد أجيال من الكوادر التي تتمتع بمهارات عالية، عبر اتباع خطط علمية بدأت قبل سنوات. وأكد أن تحقيق الرؤية والاستراتيجية التي وضعتها قيادات الإمارات لتلبية طموحها، يتطلب درجة عالية من التعليم التقني. فئة جديدة كشف الشامسي عن أن الإمارات اقترحت فئة جديدة لاعتمادها رسمياً من قبل المنظمة هي أمن المعلومات. وستقدم أبوظبي عرضاً تجريبياً للفئة والمهارات المتعلقة بها طوال فترة المسابقة لتتمكن الوفود من الاطلاع عليها. وشرح أن إدخال فئة جديدة على المسابقة يعدّ من أصعب الأمور لتطلبه تأييد ثمان دول على الأقل ملف الفئة الجديدة، للبدء بالنظر فيها، لافتاً إلى أن قبول الدول الأعضاء بتلك الفئة الجديدة يتطلب أن تقتنع بأن تلك المهارة تفيد اقتصادها، وما إذا كانت تعدّ جزءاً من متطلبات الصناعة بشكل عام. وكما يتطلب إمكانات وتجهيزات إضافية من الدول المستضيفة. تحديات أكد الشامسي أن وصول الفرق الإماراتية إلى التسجيل في 31 فئة، لم يأتِ في ليلة وضحاها. وقال «في السابق، كان من الصعب إقناع الطالب بأن يقبل حتى بالتدرّب على مهارة معينة، وكان المركز يدفع في اتجاه تشجيع الطلبة على المرور على مختلف المهارات، للتمكن من اختيار ما يرغبون به، وليس بناء على نصائح الأصدقاء أو المقربين». وأضاف «بفضل تضافر الجهود، تشارك الفرق الإماراتية من خلال مسابقة مهارات الإمارات 2017، في مهارات تدخلها للمرة الأولى، منها تزيين الحدائق، والطبخ، وتصنيع المجوهرات، وتكنولوجيا الموضة، وصقل المجوهرات، وتزيين واجهات المحال». مهارات إماراتية مهارات صيانة الطائرات، تكنولوجيا السيارات، صنع الخزائن، النجارة، الخراطة الإلكترونية، مهارة الطهي، التوصيلات الكهربائية، مهارة الإلكترونيات، مهارة تقنية تصميم الأزياء، مهارة تنسيق الزهور، مهارة التصميم الجرافيكي، الرعاية الصحية والاجتماعية، مهارة توصيل كابلات شبكات المعلومات، إدارة نظم شبكات تقنية المعلومات، حلول برمجيات تقنية المعلومات للشركات، مهارة صياغة الحلي والمجوهرات، مهارة التوصيلات الخشبية، تصميم وتنسيق الحدائق، مهارة الرسم الهندسي، مهارة الميكاترونيكس، مهارة الروبوتات المتحركة، صنع السكاكر والحلويات، مهارة تصميم مواقع الإنترنت ومهارة اللحام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©