السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سيف الرحبي وقاسم حداد يجتمعان شعريا على ضفاف الخليج

سيف الرحبي وقاسم حداد يجتمعان شعريا على ضفاف الخليج
9 فبراير 2012
التقى قاسم حداد الشاعر البحريني وسيف الرحبي الشاعر العماني في باكورة أنشطة ملتقى الوعد الثقافي بالتعاون مع جمعية الثقافة والفنون في الدمام. سيف الرحبي في ما قرأه كأنما كان في حوار خافت وليلٍ نجومهُ أكثر من السماء، تأخذُ الغريب المرتحل إلى دثارِ من الطمأنينة ثم لايكف ولايرتضي غير القلق زادا يؤجج الرؤية وحطبا لكل صحراء يختبرها، تلك الصحراء التي أخذته على محمل الجد، وأفشت له السر ليجد كفايتهُ يوما ويقول: “يكفيني أن اكتب كرجل حزين يحلم ببعض الأسفار وبعض الصداقات”. مع سيف الرحبي كنت مضطرا لتغيير نافذة المشهد، بل كان الكثير من قرائه يفعلون ذلك إذ لا يمكن أن يتاح ما يرتكبه في لغة اقترب منها وألفها ولامسها وارتحلها واختبر مادتها واقتبس الصحراء بلا علامة تنصيص لكل من قرأه. هكذا فعل في “رجل من الربع الخالي” وفي كل ديوان قرأناه له، ثمة مكان يسكنه كألفه وفي كل مرة يسلط منه الضوء الخافت الأنيق على كل شيء، يخون ذاكرة متوحشة بمخيال الفراشات، ويصل بنا إلى أن القصيدة بلا قوس في الطريق ولا سهم، بل بقليل من الظل وبأول المنعطف، وكلما مررنا بشيء من تلك النافذة تَذكرنا سطرا من قصيدة، وأسلوبا يدل عليه، وتلك النواحي الخضراء رغما عمّا تخلقه الأمكنة من أوزار.. أما قاسم حداد الذي نقرأه منذ عقود كشاعر عبر كل أشكال الشعر المختلفة، ومن مكان إلى آخر، عبر بشارة قديمة وصولاً إلى طرفة بن الوردة، وتجارب مفصلية في التجربة مع كائناته الأخرى: الصورة والتشكيل، والموسيقى، والإلكتروني، هو ذا قاسم حداد يفتتح نافذة واسعة ومشتركة بين الريشة والغصن، يصدم الخيال الفسيح بعبارة، ويتجاور معنا في “علاج المسافة” مرورا بكل تجربة صادقنا فيها المرآة والحواف والسهد والطرقات والكنايات العالية كمبعوث إلى حواسنا لتكتمل صورة ما عن الغيب والحب وأصابع اليد الواحدة. قصيدة النثر يقرأها سيف الرحبي ويدخل بالحضور إلى التنبه لكل فاصلة يمكن أن تكون عبارة لأعلى الصميم، كل مفردة يمكن أن تخلق دهشة ولو من الحواف: “في الخلاء الذي تفيض وحشته وتشخب من كل ثقوب الفضاء المحيط.. القسوة في أعتى صورها وأكثرها اختناقا، تنزل المرأة ديمةً، على الأرض التي هجرتها الرحمة ورمت بها إلى أقصى درك في الجحيم، نظل نحدق في وثن الجمال الفريد حتى الإغماء”. وقاسم حداد وهو يصحبنا مع بن الورد الرمز والكناية والحجاب والقصيدة: “إبرٌ ناعمة/ إبرٌ نائمة/ إبرٌ حالمة/ تقرأ في الجرحِ ما يستعيدُ الحروفَ الصغيرةَ في الكتب الغائمة/ هكذا تبدأ الذكريات/ كأن الحياة طريقٌ إلى القتل أولُ أحلامه خاتمة/ إبرٌ سوف تغزل أخبارنا بالحميم من الدم/ بالسرِّ في العين/ بالمنتهى وهو يبدأ/ بالمستثار من الخضرة العارمة”. هكذا أختتمت الأمسية التي أدارها الشاعر محمد الفوز، وصاحبها عزف على العود للفنان سامح إبراهيم، في حين عزف على الأورغ الفنان علي البوري، وعلى القيثار محمد السنان، كما صاحب الحفل معرض تشكيلي للفنانة حميدة السنان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©