الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زوجات «بوكو حرام».. محنة ما بعد التحرير!

5 ابريل 2016 21:42
على مدار أشهر، تعرضت فتيات للاحتجاز في أكواخ صغيرة في وسط الغابة، ينتظرن بخوف كل مساء عودة مغتصبيهن، وأثناء حالات العنف اللاتي لا تغتفر، كانت أذهان الفتيات تنساق إلى التفكير في الفرار أو الموت، وكان من بينهن ضحايا تقل أعمارهن عن ثمانية أعوام. وفي قلب إمارة «بوكوحرام» المزعومة في شمال شرق نيجيريا كانت هناك حملة اغتصاب وحشية، واستعباد جنسي لم تكتشف حتى وقت قريب، وتم احتجاز آلاف الفتيات والنساء، ضد رغبتهن، وتعرضن للزواج القسري، وعمليات تلقين بلا هوادة، ومن حاولت منهن المقاومة تعرضت للقتل. والآن، تحرر كثير من النساء بصورة مفاجئة، في سلسلة من العمليات نفذها الجيش النيجيري في غضون العام الماضي، حرمت الجماعة الإرهابية من معظم الأراضي التي كانت تسيطر عليها، ولكن على رغم ذلك لم يعد سوى عدد قليل من الضحايا إلى أسرهن. فمعظم المحررات لم يعد لهن منازل يأوين إليها، بعد أن سُوّيت مدنهن بالأرض. وأودعهن الجيش بهدوء في مخيمات للنازحين أو مباني مهجورة، حيث يحرسهن مسلحون يبدو إخلاصهم محل شك. ولا يزال يطلق عليهن اسم «زوجات بوكوحرام». ولم يكن أحد يتخيل هذه النتيجة قبل عامين، عندما تعرضت 276 تلميذة للاختطاف على يد مسلحي الحركة الإرهابية، ولم يرد العالم سوى بحملة على «فيسبوك» تحت عنوان «أعيدوا بناتنا»، وفي حين أن معظم هؤلاء التلميذات من «تشيبوك» لازلن مفقودات، زعم كثير من الناس أن المختطفات الأخريات سيلقين ترحيباً حاراً عند عودتهن، ولكن الحقيقة أنه تم نبذهن. وعلى مدار أشهر، ظلت كل من «همساتو»، البالغة من العمر 25 عاماً، و«حليمة»، البالغة 15 عاماً، من بين سبايا «بوكوحرام»، اللائي تعرضن للاغتصاب يومياً من قبل المجموعة ذاتها من المسلحين في غابة «سامبيسا» النائية، وتعيشان الآن في «خيمة بيضاء ضيقة» في أحد مخيمات النازحين، حيث تستتران بستارة من أكياس الأسمنت المخيطة. وتحدثت المرأتان شريطة عدم ذكر اسميهما كاملين كي تصفن ما حدث لهن بحرية. وعندما غادرت «حليمة» خيمتها للحصول على طعام، عبس في وجهها سكان المخيم الآخرين، أو أشاحوا بوجههم عنها. واتهمتها امرأة عجوز مؤخراً قائلة: «أنت من تزوجت من بوكوحرام»، بينما زعم أحد الحراس قائلاً: «لا نستطيع الوثوق بأي منهن»، وترى السلطات أسباباً منطقية لقلقهم، فالعام الماضي نفذت نساء 39 من 89 هجوماً انتحارياً شنته «بوكوحرام»، حسبما أفادت منظمة «اليونيسيف». وكانت 21 امرأة من المهاجمات أقل من 18 عاماً، وكثير منهن من فتيات تم اختطافهن فيما يبدو من قراهن ومدنهن، قبل أن يتحولن إلى قاتلات. ومنذ يناير، قتلت مهاجمات مئات الأشخاص في أنحاء شمال شرق نيجيريا في المساجد والأسواق ومخيمات النازحين. ولا أحد يعرف على وجه الدقة لماذا تحولت نساء تعرضن للاختطاف والاعتداء إلى قاتلات، فربما تم تحويل عقيدتهن، وربما واجهن تهديدات من المسلحين. وأيّاً كان ما حدث، فإن إعادة دمجهن أصبحت معضلة كبيرة بالنسبة للسلطات النيجيرية، وأما بالنسبة للناجيات اللائي يحاولن تخطي ذلك الفصل المرعب من حياتهن، وجدن أنفسهن الآن في عذاب جديد. وقالت «همساتو»، من خيمتها، مرتدية الملابس نفسها التي كانت ترتديها عندما تعرضت للاختطاف قبل 18 شهراً: «لا توجد ثقة هنا». وكانت تحمل في يدها «ابن خاطفها». وفي شهر سبتمبر عام 2014، استحوذت جماعة «بوكوحرام» الإرهابية على مدينة «باما»، التي تنتمي إليها كل من «همساتو» و«حليمة»، بالقرب من الحدود الكاميرونية. ونجح كثير من سكان المدينة البالغ عددهم 35 ألفاً في الفرار، ولكن المقاتلين بدؤوا على الفور قتل المدنيين الذكور الذين لم يتمكنوا من الفرار، وبعضهم تعرض لإطلاق النار في منازلهم. وقطعت رؤوس بعضهم وألقيت في مقابر جماعية. وإلى جانب مجموعة من 25 امرأة أخرى، قالت «همساتو» و«حليمة»، إن المسلحين نقلوهن من منزل إلى منزل قبل إجبارهن على السفر سيراً على الأقدام وعلى دراجات نارية إلى غابة «سامبيسا»، حيث أقامت «بوكوحرام» معسكرات للسبايا، يخضعن فيها لأشد أنواع العذاب. يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©