بوش يبشر بخفض القوات الأميركية بالعراق

تعهد الرئيس الأميركي جورج بوش خلال زيارة مفاجئة امس الى العراق هي الثالثة من نوعها بعدم التخلي عن الشعب العراقي، وقال بوش الذي هبطت طائرته في قاعدة الاسد الجوية في محافظة الانبار خلال توجهه الى سيدني لحضور المؤتمر الاقتصادي لمنطقة آسيا والباسفيك ''أميركا لا تتخلى عن اصدقائها ولن تتخلى عن الشعب العراقي''· واوضح بوش أن قائد القوات الأميركية في العراق ديفيد بيتريوس ابلغه أن بالإمكان المحافظة على الامن بقوات أميركية اقل اذا استمر التقدم المحرز في محافظة الانبار غرب العراق، واضاف بعد لقاء بين مجلس الدفاع الاميركي في العراق الذي يضم كبار القادة العسكريين ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والرئيس جلال طالباني قبل أيام من تقرير ينتظر ان يرفعه بيتريوس والسفير الأميركي في بغداد ريان كروكر الى الكونجرس في 10 و12 سبتمبر حول الاستراتيجية الاميركية ''الجنرال بيتريوس والسفير كروكر قالا لي انه في حال استمر النجاح الذي نشهده الان بالوتيرة نفسها من الممكن الابقاء على مستوى الامن نفسه بقوات اميركية اقل''، لكنه حذر اعضاء الكونجرس من القفز الى استنتاجات قبل أن يقدم التقرير· لكن بوش الذي رافقه في الزيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع روبرت جيتس ومستشار الأمن القومي ستيفن هادلي لم يتحدث عن أي عدد أو عن جدول زمني، مشيرا الى ان أي خفض لأعداد القوات الأميركية في العراق سيتم بناء على تقييم هادئ وليس ردود فعل عصبية من جانب بعض الساسة في واشنطن· وقال بوش إنه أجرى محادثات جيدة وصريحة مع المالكي وعدد آخر من كبار المسؤولين العراقيين وأضاف أن الوضع في محافظة الانبار يبين نجاح الجهود العسكرية الاميركية، واضاف انه حث حكومة المالكي على متابعة التقدم على صعيد الامن· فيما اوضح هادلي ان هذه الجبهة الموحدة ضد ''القاعدة'' سمحت بتسجيل نجاح كبير واضاف ''بوش اراد رؤية ذلك بام العين ويريد الاصغاء الى العراقيين الذين كانوا وراء هذا الحدث الملفت والتحدث اليهم''· وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جيف موريل إن لقاء بوش هو أخر لقاء كبير للمستشارين والقادة العراقيين قبل أن تتخذ الإجراءات اللاحقة التي ستتبع في العراق، في إشارة إلى مستقبل القوات الأميركية بعد صدور تقرير بيتريوس كروكر· وقام الرئيس الأميركي بزيارتين سابقتين لبغداد، منذ مارس،2003 حيث كانت آخر زيارة له في يونيو ،2006 وسبقتها زيارة في نوفمبر،2003 حيث حضر احتفالاً مع الجنود الأميركيين بعيد الشكر· وكشفت مصادر سياسية أميركية عن استراتيجية جديدة لبوش استهدفتها الزيارة المفاجئة إلى الأنبار· وقال المعلقون السياسيون إن بوش ركز في الاتصالات التي تمت في الانبار على سحب الأضواء عن الجدل الدائر في واشنطن حول نتائج استراتيجية التصعيد العسكري خلال الأسبوع الحاسم المقبل· ويحاول بوش أن يركز الأضواء على إقليم الأنبار· وذكر إعلاميون أن قرار هبوط طائرة بوش في قاعدة بمحافظة الانبار له أهميته، اذ ان هذه المحافظة يشار اليها عادة باعتبارها معقل المسلحين السنة، وبالتالي فان قرار الهبوط فيها يبرز النجاح الذي حققته القوات الاميركية· وقال المعلقون إن الاستراتيجية الجديدة سوف تقدم مزيداً من الدعم للعشائر السُنية المتحالفة والتي تحارب جنباً إلى جنب مع القوات الأميركية ضد ''القاعدة''· وتستهدف كذلك استراتيجية بوش اعطاء المزيد من الوقت لاستمرار الاستراتيجية الأميركية التي يرى الرئيس الأميركي والقيادة العسكرية أنها تحقق تقدماً في مجال الأمن بالعراق· وتتضمن الاستراتيجية أيضاً منح فرصة جديدة لحكومة المالكي لتحقيق المصالحة، وإصلاح قوات الأمن العراقية·