الأمم المتحدة تدعو لبنان إلى الالتزام بموعد الانتخابات الرئاسية

لم يتلق رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري أي موقف واضح بعد من الأكثرية حول مبادرته بشأن التوافق على الانتخابات الرئاسية المقبلة وتأجيل مسألة حكومة الوحدة الوطنية، حيث علمت ''الاتحاد'' من مصادر في الأكثرية طلبت عدم ذكر اسمها أن الرد لم يتبلور بعد وهو بحاجة الى مزيد من الدرس بانتظار عودة رئيس ''تيار المستقبل'' النائب سعد الدين الحريري الى بيروت خلال الايام المقبلة، بعد لقائه المرتقب مع البطريرك الماروني نصرالله صفير في الفاتيكان غدا الاربعاء· جاء ذلك، في وقت رحبت فرنسا بالمبادرة التي اطلقها بري للتوافق على الرئيس اللبناني، معتبرة انها في الاتجاه الصحيح· وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية باسكال اندرياني ''اخذنا علما بهذه التصريحات باهتمام ويبدو انها تسلك الاتجاه الصحيح وبمعزل عن مضمون المبادرة فان النداء الذي وجه الى اللبنانيين للحوار في ما بينهم يستحق الاشادة''، لكنها شددت على أن بعض العناصر تتطلب توضيحا بهدف إرساء الثقة وافساح المجال أمام الحل وانتخاب رئيس للجمهورية ضمن المهل الدستورية، وقالت إنه يعود الى الأطراف أن يبحثوا خصوصا الضمانات التي يرونها ضرورية· وأكد وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط بدوره حرص بلاده على ضرورة احترام المؤسسات اللبنانية والدستور وإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها في اطار التوافق المطلوب تحقيقه بين القوى السياسية وذلك خلال لقائه النائب اللبناني الياس عطا الله· كما دعا الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى اللبنانيين الى اتخاذ القرار المناسب في اطار مصلحتهم العليا فيما يخص بانتخاب رئيس جديد دون تدخل من أي قوى خارجية، وقال إنه من أنصار قيام القادة اللبنانيين أنفسهم بتحمل المسؤولية لتحقيق الوفاق والتحرك نحو انتخاب رئيس الجمهورية طبقا للدستور وفي مواعيده· واعرب المنسق العام لشؤون الامم المتحدة في لبنان جير بيدرسون عن رغبة الامين العام للمنظمة الدولية بان كي مون باجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري، وقال بعد جولة امس شملت البطريرك صفير والنائب ميشال عون والمرشح الرئاسي النائب السابق نسيب لحود انه استمع الى رغبة صفير بضرورة حضور جميع النواب لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية· الى ذلك، قلل احد اطراف الاكثرية المتمثل بـ''اللقاء الديمقراطي'' الذي يتزعمه النائب وليد جنبلاط من اهمية اقتراح بري معتبرا انه لم يأت بجديد وبالتالي فانه غير متوازن، لكن جنبلاط رفض مع ذلك بعد لقائه البطريرك صفير امس إعلان موقفه المباشر من الاقتراح، ووعد باعطاء جوابه بعد غد الخميس وسط تسريب مصادره ما مفاده ان اقتراح بري فيه سلبيات كثيرة خصوصاً شرطه الاتفاق على اسم الرئيس وعلى نصاب الثلثين في الدورة الاولى للانتخاب وإهماله الجزء الثاني وهو نصاب الجلسة الثانية اي النصف زائد واحد· ورأى وليد جنبلاط انه من خلال الانتصار الذي تحقق في مخيم نهر البارد ركزت الدولة مقوماتها، مبديا تفاؤله بعد سقوط الخطوط الحمراء من المحكمة الدولية الى المخيم، واضاف ''سنستمر مع الدولة والجيش وقوى الامن في بسط سلطة الدولة على كل شبر من الاراضي اللبنانية من دون استثناء''· فيما ردت المعارضة على تسريبات جنبلاط بتأكيدها على لسان عضو كتلة ''حزب الله'' النائب حسين الحاج حسن ان التخلي عن مطلب تشكيل حكومة وحدة قبل الاستحقاق الرئاسي لا يشكل تراجعاً من المعارضة بل هو تنازل من اجل لبنان والوصول الى حل يخرج البلد من ازمته وهذا شرف للمعارضة وليس ضعفاً· واذ كشف مصدر دبلوماسي غربي في بيروت لـ''الاتحاد'' أن مبادرة بري محور تشاور جدي بين واشنطن وباريس· اكد السناتور الأميركي عن الحزب الديموقراطي دينيس كوسونيتش اهتمامه بوحدة لبنان، مشددا بعد لقائه رئيس تكتل ''التغيير والاصلاح'' النائب الجنرال ميشال على أن لبنان يحتاج الى السلام بعدما عرف حروبا كثيرة، وقال ''يجب على واشنطن أن تكون دائما صديقة للبنان وأن تحافظ على الحياد في مواقفها وهذا يعني ألا تحكم لبنان أو تتحكم به ويجب أن يكون لبنان للبنانيين وألا تتدخل في شؤونه الخاصة أي دولة''·