الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

منتخبات فاقدة للهوية

6 فبراير 2013 23:23
إلى مستنقع الحيرة والشك رمى مونديال إفريقيا بالمنتخبات العربية الثلاثة المغرب، الجزائر وتونس وهي ترحل مقصية من الدور الأول بصور وإن اختلفت فإنها تتوحد في أن الكرة المغاربية باتت خارج الزمن الإفريقي. وبين سياط النقد الموجعة والمراثي الباكية وما لا يعد ولا يحصى من الوقفات المؤثرة على أطلال قديمة تذكر بالذي كان في أزمنة ماضية، تستهلك هذه المنتخبات المغاربية في النحيب والتباكي وقتا مفصليا وحاسما كان لا بد وأن يدخلها للتو إلى غرف التأمل والاعتراف على النفس بما اقترف من أخطاء في محاولة جدية لتنسيب الفشل المتواتر إلى مسبباته الحقيقة بلا مزايدات وبلا تملص. مؤكد أن لكل من المنتخبات المغاربية الثلاثة التي تعلقت عليها الآمال في المونديال الإفريقي وما أعطتنا إلا الخيبات والمواجع حقائقه الدالة على وجود موانع ومعطلات، ولكنني أتصور مع وجود أكثر من فارق لا يوجب قياسا، أن هناك ما يوحد بين المنتخبات في هذا الانكسار الجماعي، هو أنها رضيت بالعمل خارج الزمن الكروي الحديث، من دون إدارة فنية وطنية تعتبرها الدول الكبرى التي لها تقاليد كروية بمثابة المؤسسة الحافظة للهوية والضامنة لاستقرار والاستمرارية. ولا أستطيع إزاء هذا الشتات الذي يطبع منظومة العمل في الاتحادات الكروية سواء تلك التي جرى تعيينها أو حتى تلك التي جرى انتخابها بشكل ديموقراطي من قبل القواعد أن أجد ما يحفظ المرجعيات وما يصون الإرث الكروي بغياب إدارة فنية وطنية متطابقة ومؤسسة على مبدأ الكفاءة هي التي تتولى تدبير المرفق التقني الحلقة الأهم في المنظومة الكروية، هي التي تحدد المعايير التي يتم بموجبها اختيار الناخبين الوطنيين وهي التي توجه منظومة التكوين، وهي التي تتولى حفظ الهوية الفنية من التلف والضياع. وما كان غريبا كلما حلت نكبات الإقصاء وما أكثرها بيننا هذه الأيام أن نقصد رأسا المدرب لنقيله وأن نتوجه للاعبين فننعتهم بالتقصير وأحيانا بعدم الوطنية وأن نحول ساحات الإعلام إلى ساحات للاقتتال، وأبدا لا نستطيع أن نجد للإخفاق سببه الموضوعي ليس لأننا نكابر أو نرفض مواجهة الذات بالحقيقة، ولكن لأننا فعلا لا نملك البيت التقني الذي نسائله بمهنية وبديموقراطية وباحترام كامل للاختصاص. منتخبات فاقدة للهوية وللشخصية هي منتخبات بلا وازع وبلا موجه فني، هي منتخبات لا تستطيع أن تنجح دائما ولكنها بالتألكيد تخفق كثيراً. drissi44@yahoo.fr
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©