الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

محادثات أميركية سرية مع طالبان برعاية باكستانية

4 سبتمبر 2007 01:16
كشفت مصادر مسؤولة عن اجتماع سري أميركي مرتقب مع ''طالبان'' الأفغانية تحت رعاية باكستانية، وقالت إن الاجتماع سيترأسه عن الجانب الأميركي نائب وزيرة الخارجية جون نيجربونتي المتوقع وصوله إلى إسلام آباد في زيارة رسمية في العاشر من سبتمبر الجاري· وقالت مصادر باكستانية موثوقة أنه في ظل الضغوطات الميدانية التي تواجهها القوات الأميركية في مواجهاتها مع حركة ''طالبان'' في أفغانستان، وبعد استنفاد كافة التكتيكات العسكرية هناك، لم يجد الأميركيون مناصا سوى الدعوة إلى عقد مفاوضات مع ''طالبان''، وأضافت المصادر نفسها أن المسؤولين الباكستانيين سيقومون برعاية الجولة الثانية من المباحثات بين المسؤولين الأميركيين وقيادات من ''طالبان''، خلال الزيارة التي سيقوم بها نيجربونتي في 10 سبتمبر الجاري· وأشارت أن المباحثات ستتركز على الآلية التي يمكن من خلالها الحد من موجة العنف التي تجتاح الجنوب الأفغاني· وكشفت المصادر أن الاتفاق الذي يبحثه المفاوضون من الطرفين سيشمل إعادة العمل باتفاق السلام الموقع بين قبائل البشتون في ولايات الجنوب كولاية هلمند وقندهار والذي بمقتضاه سيتم وقف العمليات المسلحة في هذه الولايات مقابل سحب القوات الدولية إلى خطوط خلفية، كما سيتم مناقشة عقد اتفاقيات سلام جديدة تطبق في ولايات الشرق كولاية كونار وخوست وباكتيكا· ونقلت صحيفة ''ذي نيشن'' الصادرة باللغة الإنجليزية نقلاً عن مصادر دبلوماسية أن الجولة الأولى من هذه المباحثات السرية عقدت أواخر الشهر الماضي أثناء زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ريتشارد باوتشر لمنطقتي جنوب ووسط آسيا، بيد أن هذه المصادر لم تشر إلى المكان والزمان الذي عقدت فيه هذه المباحثات· وتحاول الإدارة الأميركية عقد صفقة سرية مع ''طالبان'' تهدف من خلالها أولا إلى وقف الهجمات المسلحة التي تقوم بها الحركة ضد القوات الدولية والأفغانية المشتركة في أفغانستان لاسيما في الجنوب والشرق الأفغاني، وفي حالة نجاح المباحثات بين الطرفين فإنه سيتم إشراك قيادات ''طالبان'' في النظام السياسي الحالي في أفغانستان· ولم تعلق الحكومة الباكستانية سواء بالنفي أو بالإيجاب إلا أن بعض المسؤولين أكدوا بأن الحكومة الباكستانية ستدعم كافة الجهود الممكنة لإحلال الأمن والسلام وجلب الاستقرار للجارة أفغانستان· من جهة أخرى أعترف خبراء عسكريون بأن استراتيجية ''طالبان'' ناجحة إلى حد كبير عسكريا وميدانيا في توجيه ضربات قاصمة لقوات التحالف الدولية التي تقودها القوات الأميركية· وكشفت صحيفة ''نيويورك تايمز'' أن ''طالبان'' أرغمت القوات الدولية والأفغانية المشتركة على التقهقر من معظم المناطق الاستراتيجية بالولايات الجنوبية من أفغانستان، وأن هذه الحقيقة قد تدحض مزاعم أميركية وغربية بالخريف الماضي عن إحراز هذه القوات تقدما ملحوظا في مواجهاتها الضارية مع مسلحي ''طالبان'' في الولايات الجنوبية، بل إن مد ''طالبان'' قد امتد إلى الولايات الشرقية من أفغانستان ، والخشية الكبرى من وصول هذا المد إلى العاصمة كابول· وتشير التقارير إلى أن القوات الأميركية مدعومة بقوات كندية وأفغانية حاولت خلال الأشهر القليلة الماضية دحر مسلحي ''طالبان'' المتمركزين في منطقتي بانجواي وزهاري الاستراتيجيتين غربي ولاية قندهار، إلا أن هذه المحاولات قوبلت بمقاومة عنيفة من قبل مسلحي ''طالبان'' الذين نجحوا في صد الهجوم بل وقاموا بطرد هذه القوات من الأماكن الأخرى التي كانوا يسيطرون عليها· ويعزو الخبراء العسكريون نجاح ''طالبان'' إلى استخدامهم لاستراتيجية الكر والفر وزرع العبوات المتفجرة والقيام بعمليات انتحارية مكثفة إضافة إلى استهداف مراكز للشرطة الأفغانية في الولاية، بل ما زاد من حدة هذه الهجمات إصرار''طالبان'' على اقتحام بعض القواعد العسكرية لقوات التحالف في تلك المناطق بأساليب عسكرية مختلفة مما أجبر هذه القوات على التقهقر لقواعدهم الرئيسية في المدينة وترك هذه المدن· ميدانيا قتل سبعة جنود من قوات الامن الافغانية بانفجار قنبلة في المنطقة الجنوبية· وقال المتحدث باسم حاكم إقليم كونار القريب من الحدود الباكستانية أجمل مختار إن القنبلة انفجرت على جانب الطريق أمس الاول، وأضاف أن ''ستة من ضباط الاستخبارات وضابطا من شرطة الحدود قتلوا وأصيب خمسة آخرون ودمرت مركبتان في الانفجار''· وفي الوقت نفسه قال قائد الشرطة للطريق السريع الذي يربط بين كابول وقندهار غلام جيلاني خان إن متمردي طالبان هاجموا وأحرقوا قافلة مكونة من 12 شاحنة كانت تنقل إمدادات إلى القوات التي يقودها الناتو في جنوب أفغانستان أمس الأول، وقتل أحد مقاتلي ''طالبان'' وأصيب ثلاثة آخرون خلال القتال مع حراس الأمن بالقافلة· من جهة أخرى هددت ''طالبان'' بأنها ستهاجم المنشآت والتسهيلات الكورية الجنوبية في أفغانستان اذا لم تسحب سيؤول جميع مواطنيها كما وعدت في المفاوضات التي قبلت فيها الحركة إطلاق سراح الرهائن· وفي سيؤول أفاد مصدر طبي أن عددا من الرهائن الكوريين الجنوبيين السابقين الـ19 تعرضوا للضرب خلال احتجازهم الذي استغرق نحو ستة اسابيع في أفغانستان على أيدي عناصر من ''طالبان''·
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©