الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد المستغانمي: بمعرفة قانون الجذب تملك السعادة وتحقق الثراء

محمد المستغانمي: بمعرفة قانون الجذب تملك السعادة وتحقق الثراء
13 ابريل 2009 22:33
إنَّ فكرة قانون الجذب هي فكرةٌ مُستوحاةٌ من كتاب السِّرِّ الذي جادت به قريحة الكاتبة الأسترالية «راندا بايرن» ولقي رَواجًا كبيرًا، واستقطب اهتمام أسماء لامعة في مجالات الفَنِّ والإعلام، والسياسة، والاجتماع، ولفت أنظار شريحة واسعةٍ من الأوساط العلميَّة والثَّقافيَّة في الولايات المتحدة، والغرب بشكلٍ عام في العام 2008. يقوم محمد صافي المستغانمي، الباحث الإسلامي المتخصص في التأهيل البشري، والتدريب التربوي بتقديم ورشات عمل تدريبيَّة حول مضمون قانون الجذب الذي ردَّدته الألسنة كثيراً في العامين الأخيرين، وهو ماعرف من خلال كتاب «السر» لرواندا بايرن يقول صافي: يتمحور سر قانون الجذب حول القدرة على إصدار أفكار إيجابية، أمَّا مضمونه العام فهو أَنَّ سِرَّ النَّجاح في الحياة يكمن في قابلية الإنسان لأن يصدر مثل تلك الأفكار، وأن يتخطَّى بِتفكيره كلَّ العقبات، ويسعى نحو النَّجاح سعيًا حثيثًا، وسوفَ يُحَقِّقُ ما يصبو إليه بإِذن الله تعالى، مادامت إرادتُه جبَّارةً، وعزيمته فولاذيَّةً لا تلين. وتقول الكاتبة رواندا بايرن في مؤلفها المميز: إِنَّ معرفة الإنسان بسرِّ قانون الجذب تمنحه كُلَّ شيءٍ يُريده: الصحة، والسعادة، والثروة، والنجاح في الحياة. ويُمكنُ لكلِّ إنسانٍ أن يحظى بِما يختار مهما كان، ولا يَهُمُّ مدى ضخامته. وتروي الكاتبة التي خاضت تجارب عديدة قبل تسويد صفحات كتابها «السِّر»، أمثلةً حيَّةً استقتها من واقع حياة الأشخاص العاديين، والعباقرة، وذوي الطموح الكبير، صغارًا وكبارًا، حيث شاهدت الكثيرَ من المُعجزات تحدثُ في حياة الناس، معجزات ماليَّة، ومُعجزات الشفاء البدني، والشفاء العقلي، ومعالجات للعلاقات الإنسانية. والسِّرُّ في نظرها أنَّ الناس جميعاً يَعملون بِطاقةٍ لا نهائيَّة واحدة، وهم مُنقادون للقوانين نفسِها التي تُسَيِّرُ الكونَ كلَّه، تماما كما يُسَيِّرُ قانون الجاذبيَّة جميع الشموس والأَقمار والكواكب في مجرَّاتها في الكون الواسع، فلا شيءَ يشِذُّ عن قانون الجاذبيَّة. تطبيق قانون الجذب يضيف المستغانمي: إذا تمَّ تطبيق قانون الجذب على حياة الإنسان عرف واستيقَن أَنَّ كلَّ شيءٍ يَحدُثُ في حياته، هو بتقدير الله أوَّلا، وهو من صنع يده أيضاً، وهو مَن قام بِجذبه إلى حياته، وقد انجذبَ إليه عن طريقِ الصُّور التي احتفظ بها في عقله الباطن، أي ما يُفكِّرُ فيه. إن الميزةَ التي انفردت بها روندا بايرن أَنَّها استطاعت أن تجتذِبَ لكتابها «السِّرّ» مزيداً من التَّشويق، ومزيداً من الدِّعاية الشَّائقة في عالمٍ مفتونٍ بالأفكار الإبداعيَّة الجديدة، ويتنافسُ فيه الآلافُ من العناوين البرَّاقة في عالم التأهيل البشري، والبناء الذِّهني للإنسان المعاصر، وذلك أَنَّها أحسنت استغلال قانون الجذب للترويج لِفكرتها وكتابها، وبثَّت أفكاراً إِيجابيَّةً في كل اتجاه، وتحدَّثت إلى الآلاف من الأشخاص النَّاجحين الإيجابيين في تفكيرهم مستفيدةً من تجارِبِهم، وتواصلت مع عشرات المؤلِّفين الذين خاضوا غمار البرمجة العصبية، واستفادت من آرائهم، ومُقترحاتهم، وكتاباتهم، واستشهدت بِمقولاتهم القويَّة في هذا المجال، واتَّصلت بكبار المُخرجين للأفلام السنيمائية في هوليوود، ووظَّفت عبقريَّاتهم المتنوعة في إخراج فيلم عن كتاب السِّر، شارك فيه عدد من الممثلين الكبار، وفعلاً وفَّقها الله تعالى، وساقها اجتهادُها وتفكيرُها الإيجابي وقوَّةُ الجذب التي تتمتَّعُ بها إلى إِحداث هذه الثورة الكبرى في عالم الإعلام والصحافة، والبرمجة العصبية، ودوَّى صوتها عالياً في المحافل الفنيَّة، والأوساط العلمية في الشَّرق والغرب، وتُرجمَ كتابُها إلى كثيرٍ من اللغات العالميَّة، وذاع صيتُها في فترة وجيزةٍ جداً، وحقَّقت ما لم يحققه الأقدمون في هذا المجال. والجديرُ بالذِّكر أَنَّ الكاتبةَ توسَّلت بِضروبٍ من الأمثلةِ الحيَّة لعدد من النَّاجحين المشهورين مثل: الفيلسوف والكاتب بوب بروكتر، والميتافيزيقي المتخصص في مجال التسويق الدكتور جو فيتال، ورجل الأعمال المليونير جون أساراف، والمدرب العالمي جاك كانفيلد وغيرهم، وما يجمع كلَّ هؤلاء، على تَفرُّقِهم، أَنَّهم فَهموا حقيقةَ قانون الجذب، وأحسنوا تطبيقهُ في حياتهم الخاصة. لوحة الأحلام ومن الأمثلة التي جاءت بها بايرن، تجربة «جون أساراف»، رجل الأعمال المشهور بآرائه الإبداعية الثاقبة في هذا المجال، حيث يروي أَنَّه كان في بداية حياته مُوظَّفًا في إحدى الشَّركات الصغيرة، وكان ذا طُموحٍ عظيم يسعى إلى تحقيق أحلامه بشتى الوسائل والطرق، وكان يستعملُ طريقة لوحة الأحلام، حيثُ أَعدَّ لَوحةً كبيرة وكتب فيها أهدافَه التَّقدُّميَّة الكبرى، ورسم فيها مُستقبله الذي يَحلُم به، ولأنَّه كان يعلمُ مفعول الصور في العقل الباطن، كان يَختارُ صورًا حقيقيَّة لِما يصبو إلى تحقيقه أو شرائه أو تملُّكه، مثل السيارة الفخمة التي يطمحُ أن يشتريها، والفيلا الرائعة التي يأملُ أن يعيش فيها هو وزوجه وأولادُه، وغير ذلك من المرغوبات والمادِّيَّات الجذَّابة في دنيا الناس، ويلصقها في لوحة أحلامه. يقول جون أساراف إِنَّه بعد أن رُقِّيَ في منصبه الوظيفي، كان لِزاماً عليه أن ينتقِلَ هو وعائلته إلى ولاية كاليفورنيا، حيث اشترى بيتا رائعاً في منطقة طبيعية ساحرة، وبينما كانت العائلة تقوم بإعدادات الانتقال وتحويل الأغراض والأثاث، سأله إبنه الذي لم يتجاوز الخامسة من عمره عن محتويات صندوقٍ مغلقٍ كان بحوزته، فأجابه جون أساراف بأنه صندوق يحتوي على لوحة أحلامه، ولمَّا ازداد الفضول لدى الولد اضطُرَّ والده لفتح الصندوق ليبيِّن له محتوياته، وبعد فتح الصندوق، إنهمرت دموع الأب، فسأله ابنه وزوجته عن سبب بكائه، فأجاب إِنه يبكي من عظمة تحقيق الله لجميع أحلامه، ووجد الصورة الرائعة للفيلا التي كان يَحلم بالعيش فيها، بأنَّها هي ذاتها الفيلا التي وُفِّق إلى شرائها وهي صارت ملكه الآن. هكذا، يعملُ قانون الجذب دائماً، ما نحن فيه الآن، هُو من صُنع أفكارنا الماضية، وباستطاعة أي إنسان أن يُحقِّقَ ما يريد – بتوفيق الله تعالى – إِذا أحسن استغلال قانون الجذب في حياته، وأصدر أفكارا إيجابيَّة، وأصرَّ على تحقيقها وبذل وُسعه في ذلك. أقوى مغناطيس وفي شرحها لكيفية عمل قانون الجذب في حياة الناس، أوضحت بايرن أنَّ البشر جميعا يعملون بِطاقةٍ لا نهائيَّة واحدة، ويقودون أنفسهم للقوانين نفسِها. ومثَّلَت لقانون الجذب بقوة المغناطيس الخفيَّة، تقول بايرن: «إِنَّ أبسطَ طريقةٍ بالنسبة لي لاستيعاب قانون الجذب هي أَن أعتبِرَ نفسي مغناطيساً، وأنا أعلمُ أَنَّ المغناطيس يَجذبُ إليه مغناطيساً. أنت أقوى مغناطيس في الكون! فبداخلك قوَّةٌ مغناطيسيَّةٌ أشَدُّ بأسًا وفاعليَّةً من أيِّ شيءٍ في هذا العالم، وهذه القوَّةُ تنبعِثُ من أفكارك، وحين تُفكِّرُ في فِكرةٍ ما، فإِنَّك تَجذبُ الأفكار الشَّبيهة إليك. إِنَّ الأشخاصَ الذين جذبوا الثَّروةَ إلى حياتهم استخدموا «السِّرّ»، سواء بقصدٍ منهم أو بغير قصد، فَهم يُفكِّرون في الثَّراء والرَّخاء، ولا يسمحون لأيَّة فكرةٍ مناقضةٍ لهذا أَن تضربَ بِجذورِها في عقولِهم. إِنَّ أفكارَهم المُهيمنة حول الثَّروة هي التي تجلبُ لهم الثروة، إِنَّه قانون الجذب في حيِّز التطبيق، والشَّبيه يَجذِبُ إليه الشَّبيه. إِنَّه القانونُ الذي يُحدِّدُ النِّظام الكامل في الكون، كما يُحدِّدُ كلَّ لحظةٍ من حياتك، وهذا القانون له قُوَّةٌ وفاعليَّةٌ، ويُؤدِّي ذلك من خلال أَفكارك، فأنت مَن تَملِكُ دَفعَ قانون الجذب للعمل. أفكارك تصنعك، فاجذب الخير بدل الشر أوضحت الكاتبة أيضا أنَّ ما لا يستوعِبُهُ كثيرٌ من الناس هُو أَنَّ لِكلِّ فِكرةٍ تردُّداً، وإذا كنت تُفكِّرُ بتلك الفِكرة المرَّة تلو الأُخرى مراراً وتَكراراً، وإذا كنتَ تتخيَّلُ في عقلك امتلاكك لتلك السيارة أو ذلك الشيء، فإِنَّك تبُثُّ ذلك التَّرَدُّد بوتيرةٍ ثابتةٍ ومستمرَّة، وبالتَّالي تقوم الأفكار بإرسال تلك الإشارة المغناطيسيَّة التي تأتيك بِمثل ما تُرسِلُه، للأفكار قُوَّةٌ مغناطيسيَّة، كما أَنَّ لها تردُّداً خاصاً، وعندما تُفكِّرُ يَتِمُّ إرسال تلك الأفكار وتجذِبُ إليها مغناطيسياً كلَّ الأشياء الشبيهة على التَّردُّد نفسه. إنَّ ذبذبات القُوَّة العقليَّة هي الأفضل من نوعها على الإطلاق، وبالتَّالي هي الأشدُّ قوَّةً، تَخيَّل نفسك تعيشُ في ثراءٍ وسَوفَ تجذِبُ الثَّراء، إِنَّ هذا الأمرَ يُؤتي ثِماره في كلِّ حين، ومع كلِّ شخصٍ، فلْتجذِب الخيرَ بدلاً من الشَّرِّ. مرض العصر» ووضعت الكاتبة يدها على الداء حين قالت: «أغلبُ النَّاس يُفكِّرون في ما لا يُريدونه، ويتساءلون: لماذا يَعترِضُ طريقَهم المرَّةَ تلو الأُخرى، فَمن جملة الأسباب التي تجعل الناس لا يحصلون على ما يبتغون أَنَّهم يُفكِّرون في ما لا يريدون. أنصت إلى أفكارك، وأنصت للكلمات التي تتفَوَّهُ بها، القانون مُطلقٌ، ولا مجال للخطأ فيه، وركَّزت على الدَّاء الذي يُعاني منه البشر اليوم وهو أَنَّهم يُفكِّرون في ما لا يريدون. من عرف « السر» وخلصت الكاتبة بعد كثيرٍ من الأمثلة الواقِعيَّة الغريبة والجذَّابة إلى نتيجةٍ مَفادُها أنَّ أعظم المُعلِّمين والعباقرة الذين حقَّقُوا أحلامَهم، والمشاهير الذين لَمعت نُجومُ شُهرتِهم في آفاق الفَنِّ والعلم والسياسة والاجتماع والإعلام والفلسفة والتاريخ والبرمجة العصبيَّة المعاصرة، هُم في الحقيقة أحسن مَن وَظَّفوا قانون الجذب في حياتهم، وعاشوا حياةً أكثرَ قُوَّةً وفاعليَّة، وأصدروا أَفكاراً إيجابيَّةً كبرى، وحلموا أحلاماً عظيمة، وسَعَوا إلى تحقيقها جادِّين، ومنحهم القدر ما شاءوا استناداً لقانون الجذب القائم على أسس التَّفكير الإيجابي الذي فَحواهُ: «إذا رأيتَ ما تطمَحُ إليه بِعين خيالك، فَلَسوفَ تُمسِكُ به بين يديك». قانون الجذب والإسلام محمد صافي المستغانمي يحاول الربط بين مفاهيم قانون الجذب وبين تعاليم الإسلام التي تَـنُصُّ في مجملها على الإيجابيَّة في التفكير، والإيجابية في التعامل، وأوضح عظمة الأفكار المتفائلة التي يَملِكها الإنسان، ويقول: رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام هُو القائل في سنته الشريفة: «تفاءلوا بخيرٍ تَجدوه»، وهو الذي روى عن ربه جلَّ جلاله في الحديث القدسي: «أنا عند ظنِّ عبدي بي، فليظنَّ بي عبدي ما يشاء»، واستطاع المستغانمي الاستفادة بما تجودُ به العبقريات المعاصرة في مجالات التأهيل البشري، والبرمجة العصبية مهما كان مصدرها، والرَّبط بينها وبين تعاليم الإسلام الحنيف، وأوضح أن دين الإسلام لا يتنافى ولا يتصادم مع الحكمة والعلم، وقد جاء في الأثر: الحكمةُ ضالَّةُ والمؤمن أنَّى وجدها فَهو أحقُّ بها.
المصدر: عجمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©