الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«المدينة السياحية» مملكة خاصة يحكمها الأطفال

«المدينة السياحية» مملكة خاصة يحكمها الأطفال
9 مارس 2010 20:46
وللأطفال أيضاً سياحتهم التي لا يضاهيها مرح وبهجة أكثر من مساحات اللعب. وعلى الرغم من أن الحدائق العامة توفر بسعتها ملاذاً لتفريغ طاقة الصغار بالركض والقفز والتسلق والانحدار، غير أن لمراكز اللعب التخصصي طعم آخر. فهناك يطلق الطفل العنان لحريته بالحركة من دون رقيب يحذره حيناً وينبهه حيناً آخر. فالأجواء كلها ملائمة للشغب الآمن ومنسجمة مع طموحاته. فلا أطراف حادة قد تجرح عينه، ولا أرضية صلبة قد تلوي ذراعه أو تكسر قدمه. وهذا بالمفهوم المنطقي يشكل السياحة الترفيهية الأكثر ملاءمة لهذه الفئة العمرية. وكما تنتشر في البلاد الحدائق العامة التي تخصص حيزاً كبيراً من فعالياتها للعب الأطفال، فإن المراكز التجارية توفر بدورها قاعات فسيحة تضم مختلف أنواع وسائل الترفيه. ومع ذلك فإن الأهالي يسألون دائماً عن الأفكار الجديدة وعن معايير السلامة وما إذا كان بالإمكان ترك أبنائهم يمرحون من دون رقابة. وأقصى ما يرغبون به أن يمنحوهم مساحة من الحرية بعيدا عنهم، وذلك لتعزيز حس المسؤولية لديهم من جهة ومن جهة أخرى لجعلهم يشعرون بالرضا عن الوقت المخصص لهم وحدهم. زي خاص من هذا المنطلق قام مركز الترفيه “فن سيتي” في لامسي بلازا- دبي، بإنشاء مجسم لـ”مدينة” صغيرة تشكل المعنى الحقيقي لسياحة الأطفال. وهناك فإن السياح الصغار يتقمصون الأدوار المختلفة التي تناسب شخصية كل منهم. والأمر لهم بأن يختاروا أداء دور المعلمين أو الأهالي أو البائعين في المحال التجارية والسوبرماركت الخاص بالمدينة. واللافت هنا، أن لكل شخصية زيها الخاص الذي يتلاءم مع الدور، مما يشجع على تجربة مختلف المهن والإطلاع على أدواتها. إنه ابتكار حديث يعمل في الوقت نفسه على تسلية الأطفال وكذلك على تفعيل هامش الخيال لديهم. وإذا كان المقصود من هذا المشروع لفت النظر ناحية حاجة الأطفال للسياحة البريئة وإن داخل البلاد، فمما لا شك فيه أن “المدينة السياحية” هذه توسع من رقعة الإبداع الطفولي. “الشوبينج” يتحدث إيرا مالك، الرئيس التنفيذي لشركة “لاندمارك للضيافة” القائمة على المشروع موردا أن مفهوم مركز الترفيه يتمحور حول التعليم مع ابتسامة كبيرة على الوجه. “نحن نريد للإطفال أن يكونوا قادرين على الاسترخاء والاستمتاع بعالمهم الخاص”. وهذا كان الدافع لبناء سلسلة من الأنشطة التي تمكن الصغار من لعب مجموعة من الأدوار الخيالية المتنوعة، وبعض الأدوار والأنشطة من الحياة اليومية، مثل لعبة المنزل أو “الشوبينج”، أي الذهاب الى السوق والتبضع. وبحسب مالك، فإن المفهوم الجديد لسياحة اللعب، يساعد هذه الفئة العمرية على فهم ما يدور حولها من أمور خارج إطار البيت. “فالصغار هنا يتعلمون حسن التصرف والمشاركة، وتطوير مهاراتهم في الحديث والاتصال بالآخرين والتواصل معهم”. وأهم من ذلك كله، أن الوقت المخصص لهم يمضي في بيئة صحية تتوافر فيها شروط الأمن والسلامة وسط أجواء من التسلية والمرح. ويعد مسرح “فن سيتي” من مراكز الترفيه العائلي والألعاب الأكثر شعبية في الشرق الأوسط، حيث يحتوي على الكثير من مفردات عالم الخيال. وقد عمل القائمون على المركز ولسنوات على توفير التوازن فيما بين عمليتي اللعب والتعلم، بحيث تصب كافة النشاطات التي يقدمها في خدمة تطور الطفل في مختلف مراحله العمرية وحتى فترة المراهقة. تنمية المهارات منذ لحظة الدخول إلى “المدينة السياحية” يشعر الطفل أنه الشخصية المحتفى بها، وأنه جاء إلى هنا للتمويه عن نفسه وطرد هاجس الدروس المدرسية. وهذا الشعور يوازي بالضبط إحساس الأهالي بحاجتهم للسياحة بعيدا عن ضغوطات العمل والدوام الوظيفي اليومي. كما أن تقمص أدوار الآخرين يساعد الأطفال على تنمية مهاراته الأخلاقية والتعرف على مهن مختلفة. ويفتح أمامهم مجالا واسعا لتعلم صفات مختلفة مثل القناعة والإيثار وحل النزاعات والصبر. ففي هذه المدينة الصغيرة، لا يمكن لطفلين القيام بالدور نفسه في الوقت نفسه، لذا على الجميع أن يتراضوا فيما بينهم ويتفقوا على تبادل الشخصيات إذا كانوا يرغبون في الحصول على الزي نفسه. اللعب الدرامي سياحة اللعب إذا ليست مجرد فرصة للتسلية ومضيعة الوقت، وإنما هي عنصر أساسي في تشكيل عقلية الطفل وتعزيز نموه وتطوره الذهني والجسدي والاجتماعي. فالطفل يتعلم كيف يضحك عند بلوغه الأسبوع السادس، ويتطور ميله الى اللعب بدءاً من شهره الثالث. وشيئا فشيئا يصبح اللعب جزءاً أساسياً من حياته اليومية وعملية تطوره وقدرته على استكشاف العالم من حوله. ويكون ذلك إما من خلال اختيار شكل أو وزن الأشياء الموجودة حوله، أو من خلال استخدامه ليديه وقدميه والتفاعل معهما. أما الخيال فيسيطر على الطفل في سنته الثانية، ويصبح التظاهر بالأمور المختلفة وتقمص الأدوار عنصراً أساسياً في تطوره. وهذا الأداء يساعده على فهم موقعه في العالم مقارنة بالشخصيات المختلفة التي يتقمصها في عالمه الخيالي الخاص. ويستمر هذا النوع من اللعب من السنة الثانية وحتى الخامسة من العمر وغالباً أكثر من ذلك. أما السرد اللفظي المصاحب للعب الدور، فهو إما نتاج خيال الطفل وإبداعه الخاص وإما عبارة عن حديث مر على سمعه فتذكره ورغب في تكراره. وبحسب علم النفس السريري فإن الأطفال يتطورون إجتماعياً وذهنياً وجسمانياً وأكاديمياً من خلال اللعب. والأطفال الذين ينخرطون في اللعب الدرامي يكونون أكثر قدرة على السيطرة على أنفسهم وأقل عدوانية. وكذلك تتطور لديهم مهارات القراءة والكتابة واستيعاب المفاهيم العلمية والرياضية المجردة. ومع توفر البيئة المناسبة لسياحة الأطفال، يتم تشجيع هذه الفئة العمرية على الانخراط في اللعب وتقمص الأدوار بالشكل الصحيح. وعندها، فإن أجزاء عدة من دماغ الطفل تبدأ بالعمل والتطور.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©