الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المناهج الدراسية... نزاع فلسطيني- إسرائيلي

6 فبراير 2013 23:30
جويل جرينبرج القدس تشير دراسة مدعومة من وزارة الخارجية الأميركية أُفرج عنها يوم الاثنين الماضي إلى الكيفية التي يصوِّر بها الإسرائيليون والفلسطينيون بعضهم البعض في الكتب المدرسية إلى أن كلا الجانبين أسيران لروايات تصوِّر الجانب الآخر على أنه العدو وتمحوه من الخريطة. الدراسة المستقلة، التي وُصفت بأنها أول دراسة تجريبية وكمية للكتب المدرسية على كلا الجانبين، قوطعت من قبل وزارة التعليم الإسرائيلية، التي رفضت التعاون؛ حيث وصفت هذه الأخيرة الدراسة بأنها منحازة، وقالت إنها مبنية على مقارنة خاطئة بين النظامين التعليميين الإسرائيلي والفلسطيني. ويشار هنا إلى أن الاتهامات بالتحريض الفلسطيني ضد إسرائيل في التصريحات العامة ووسائل الإعلام والكتب الدراسية تُعتبر موضوعاً متكرراً باستمرار ضمن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، وبعض أعضاء حكومته، ما يؤدي إلى اتهامات مضادة من السلطة الفلسطينية. وإذا كانت دراسات عديدة للكتب المدرسية الإسرائيلية والفلسطينية قد أجريت على مر السنوات، فإن القائمين على أحدث دراسة في هذا الباب يقولون إنها الدراسة الأكثر شمولية للكتب من كلا الجانبين، حيث شملت 94 كتاباً فلسطينياً و74 كتاباً إسرائيلياً، وقيم أكثر من 3 آلاف نص وصورة وخريطة. الدراسة، التي مُولت بواسطة منحة من مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمال التابعة لوزارة الخارجية الأميركية، أشرف عليها «بروس إي. ويكسلر»، أستاذ طب النفس بجامعة «يل» الأميركية الذي عمل مع خبيرين إسرائيليين وفلسطينيين في تحليل الكتب المدرسية، وتم خلالها إخضاع كتب كلا الجانبين لأسئلة تقييم متطابقة، ثم أُدخلت النتائج في قاعدة بيانات. الدراسة جاءت بمبادرة من «مجلس المؤسسات الدينية في الأرض المقدسة»، وهي جمعية متعددة الأديان تضم في عضويتها زعماء يهود ومسلمين ومسيحيين يسعون لتشجيع المصالحة. ولكن الحاخامية الرئيسية الإسرائيلية، الممثَّلة في المجلس، والتي كانت قد أيدت دراسة الكتب المدرسية من قبل، عمدت إلى فك ارتباطها بخلاصاتها ونأت بنفسها عنها في بيان صدر عنها الأسبوع الماضي، متذرعة بما سمته عيوباً منهجية خطيرة. كما اعترض إسرائيليان في لجنة استشارية علمية، تتألف من 19 عضواً وضمت خبراء دوليين في تحليل الكتب الدراسية، على خلاصات الدراسة التي رُفعت إلى كل من وزارتي التعليم الإسرائيلية والفلسطينية. وبالمقابل، لم تعبر الوزارة الفلسطينية عن أي اعتراضات على المشروع، وقالت متحدثة باسم السلطة الفلسطينية إنها «منفتحة» على خلاصات الدراسة. وفي مؤشر على الحساسية السياسية للدراسة، رفضت سفارة الولايات المتحدة في إسرائيل، التي كانت على اتصال مع المسؤولين الإسرائيليين، التعليق على خلاصات الدراسة وأحالت الأسئلة على وزارة الخارجية الأميركية التي وصف أحد المتحدثين الرسميين باسمها خلاصات الدراسة بأنها «تقييمات مستقلة... لم تصادق عليها الحكومة الأميركية»، ولكنه عبر عن أمله في أن تُستعمل «بطريقة بناءة». والواقع أن الخلاصات تعكس الهوة السحيقة بين الإسرائيليين والفلسطينيين في وقت تعثرت فيها جهود السلام؛ حيث يقول التقرير إن الخرائط، في كل من الكتب المدرسية الإسرائيلية والفلسطينية، لا تشير إلى الحدود في المنطقة بين البحر الأبيض المتوسط ونهر الأردن. ففي الكتب المدرسية الفلسطينية التي شملتها الدراسة، أظهرت 4 في المئة منها فقط حدوداً بين الضفة الغربية وقطاع غزة وإسرائيل وأشارت إليها بالاسم. كما لم تُظهر أكثر من نصف الكتب حدوداً بين الجانبين، وكانت تسمي كامل المنطقة فلسطين. وبالمقابل، لم تُظهر 76 في المئة من الخرائط في الكتب الإسرائيلية حدوداً بين إسرائيل والمناطق الفلسطينية، ما يوحي بأنها جزء من إسرائيل. وفي هذا السياق، يقول «دانييل بار تال»، الأستاذ بجامعة تل أبيب: «بالنسبة للكثير من الناس، تمثل الكتب المدرسية التمثيل الأول للنزاع، ومخزناً في ذاكرتهم طويلة الأمد، وعاملا مهماً عندما يشكلون آراءهم السياسية»، مضيفاً «عندما نرى خرائط تتجاهل الجانب الآخر كلياً، فإنهم يحصلون على صورة تقول إن الأرض بين نهر الأردن والمتوسط هي وطنهم». من جهة أخرى، لوحظ أن الفقرات المرتبطة بالسلام كانت نادرة للغاية في الكتب الفلسطينية، حيث لم تكن موجودة سوى في 2 في المئة من تلك التي شملتها الدراسة. وبالمقابل، كانت مثل تلك الفقرات موجودة في 25 في المئة من الكتب المستعمَلة في المدارس العامة الإسرائيلية، ولكن في7 في المئة فقط من المدارس في النظام المدرسي الخاص باليهود الأرثوذوكس المتشددين. كما كانت النصوص حول الإسلام موجودة في 50 في المئة من الكتب في المدارس العامة الإسرائيلية، ولكن في 7 في المئة فقط من مدارس اليهود الأرثودكس المتشددين. أما في الكتب الفلسطينية، فقد ظهرت النصوص حول اليهودية في 15 في المئة فقط من الكتب. وبشكل عام، تقول الدراسة، «إن هناك قلة في المعلومات حول أديان وثقافة الآخر وأنشطته الاقتصادية واليومية، أو حتى وجوده على الخرائط. وغياب هذا النوع من المعلومات... يساهم في إنكار الوجود الشرعي للآخر». وتضيف أن «الأحداث التاريخية... تقدَّم على نحو انتقائي من أجل تعزيز الرواية التاريخية لكل طرف»، حيث يوصف الفلسطينيون على أنهم يحاولون تدمير إسرائيل؛ ويصوَّر الإسرائيليون على أنهم يسعون إلى الهيمنة على الفلسطينيين. غير أن الدراسة نفسها وجدت أن «نزع الطابع الإنساني عن الآخر والتوصيفات المشيطنة له نادرة جداً في كل من الكتب الإسرائيلية والفلسطينية». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©