الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

علي جمال.. يخلص للسينما ويتأثر بالمسرح

علي جمال.. يخلص للسينما ويتأثر بالمسرح
4 سبتمبر 2007 22:39
يجمع المخرج علي جمال بين حقول إبداعية منفصلة ومتصلة في آن مثل الكتابة والتصوير والتمثيل والإخراج المسرحي وتنفيذ الأفلام الروائية القصيرة، في الآونة الأخيرة اتجه علي جمال وبشكل مكثف ناحية الشغل البصري وحيازة الشكل السينمائي، وظهر هذا التوجه في فيلم (نصيب شما) الذي عرض في إحدى دورات مسابقة أفلام من الإمارات بالمجمع الثقافي، وتميز بأسلوب تصويري لصيق بجو الفيلم وبمناخاته الغامضة، هذا الأسلوب التعبيري والنفسي في التصوير اتضح أكثر في الفيلم القصير (هوجاس) من إخراج محمد الحمادي، وفيه استخدم (علي جمال) كاميرته المحمولة، وأبان عن عين حساسة وقدرة عالية على الولوج داخل الشخصية والتعبير عن مخاوفها وهواجسها الدفينة· ''الاتحاد'' التقت بالمخرج علي جمال بعد انتهائه من تنفيذ فيلم (هدية عيد الميلاد) المشارك في الدورة القادمة لمهرجان دبي السينمائي، فكان الحوار التالي: شغف السينما ؟ دخلت مجال المسرح قبل سنوات طويلة وفي جعبتك حاليا الكثير من الأعمال والتجارب المنتمية بحب لفضاء الخشبة، ومؤخرا وبذات الحماس تعاملت مع الأفلام الروائية القصيرة، ما هي الدوافع؟ وما هي الإسهامات المنتظرة في هذا الحقل الإبداعي المختلف؟ ؟؟ تعاملي مع الأفلام الروائية القصيرة بدأ في العام 2004 عندما شاهدت جانبا من عروض مسابقة أفلام من الإمارات في المجمع الثقافي بأبوظبي، ومن هناك انطلقت شرارة الرغبة الذاتية في اقتحام هذا الحقل الإبداعي المختلف كما تسميه، وهذه الرغبة كانت مسنودة بشغف وحب ومتابعة للسينما ولعوالمها الساحرة، كما أن مجال إنتاج الأفلام ما زال خصبا وهو على موعد مع الكثير من المحاولات والتجارب المحلية القادمة، وما رأيناه من تطورات وقفزات في المسرح الإماراتي يمكن له أن يحدث مستقبلا وبذات الدرجة في السينما الإماراتية· بعد رؤيتي للأفلام الإماراتية في المسابقة قمت بشراء كاميرا مناسبة لتحقيق أفلام شخصية، وهذا الشغف رافقته قراءات في السينما، وأول فيلم نفذته حمل اسم (نصيب شما) وشاركت به في الدورة التالية من المسابقة، ولقى صدى طيبا وتشجيعا مقدرا من أصدقائي السينمائيين· ؟ هل ثمة تقاطع بين عالم المسرح وعالم السينما، وهل يمكن لأفلامك القادمة أن تتأثر بفضاءات الخشبة؟ ؟؟ لا شك أن التقاطع بين العالمين موجود، ولكنها تقاطعات تستفيد من خصوصية كل فن وانفتاحه في ذات الوقت على الفنون الأخرى، فيمكن مثلا استخدام التقنيات السينمائية في المسرح، كما تستطيع السينما أن تستعير المفردات المسرحية، ومن دون إفراط أومبالغة حتى لا تغيب هوية الفن من حيث استقلاله وتفرده عن الفنون الأخرى المجاورة له· وفي هذا السياق أتمنى أن أخلص لتكنيك السينما في أفلامي، رغم أن تأثيرات المسرح يمكن أن تحقق نوعا من التناغم الخفي والمتداخل بين العالمين· أفلام الإمارات ؟ فيلمك الأخير (هدية عيد الميلاد) مشغول بشكل جيد، حدثنا عن تفاصيل إنتاج هذا الفيلم وعن مشاركته المتوقعة في مهرجان دبي السينمائي المقبل ؟ ؟؟ (هدية عيد الميلاد) هو الإنتاج الثاني بعد فيلم (هوجاس) الذي خرج من معطف الشركة التي أسستها العام الماضي وحملت اسم (أفلام الإمارات)، وهي الشركة التي أتمنى أن تساهم في إثراء المشهد السينمائي في الدولة من خلال تقديم أعمال نوعية ورصينة ومتمكنة من أدواتها· نبعت فكرة فيلم (هدية عيد الميلاد) بعد مشاهدتي لأحد الأفلام المصرية القديمة، فحبكة الفيلم كانت مثيرة ومغرية، كما أنها مشابهة لقصة واقعية سمعت بها، في (هدية عيد الميلاد) تناولت ذات الحبكة ولكن بمعالجة مختلفة، ومنحتها الصبغة المحلية المعاصرة، وهناك أبعاد ذهنية ونفسية في العمل تحاول أن تقفز على المعالجات التقليدية والواقعية جدا في الدراما التلفزيونية السائدة· قدمت الفكرة التي أريدها في الفيلم بأسلوب مختلف، والاختلاف هو الذي يحدد أسلوبية وبصمة المخرج، وليس التقليد ومواكبة الموجة الطاغية على المسلسلات والأعمال الدرامية المستنسخة· الهواية والاحتراف ؟ هناك مشروع فني يشغل بالك هذه الأيام، هل نحن بصدد مغامرة جديدة هنا، أم أنك استفدت جيدا من دروس الأفلام الأخرى؟ ؟؟ الإحباط الذي رافق عروض الأفلام المحلية الطويلة في صالات العرض، تحول إلى دافع ذاتي قوي كي أنتج فيلما طويلا وبمواصفات احترافية، سواء على صعيد التقنية السينمائية الصرفة، أو على صعيد الموضوع المتوازن بين طرحه الفني والجماهيري، ففكرة الفيلم جاهزة وموضوعة على طاولة النقاش، وأتوقع أن يتحول الفيلم إلى محطة مهمة في مسيرة شركة الإنتاج التي أديرها، وفي مسيرة الفيلم الإماراتي والخليجي عموما، وفكرة إنتاج الفيلم لم تأت نتاجا لحماس مؤقت وطارئ، بل من خلال تخطيط ودراسة ووضوح رؤية لواقع الحال السينمائي في المنطقة، وإذا رأيت أن إخراج الفيلم سيكون أكبر من حجم قدراتي الفنية فسوف أستعين بمخرج إماراتي واثق ومتمكن من أدواته، ولن أضع اسمي بدلا عنه كما فعل أحدهم، وحاول أن يخدع الإعلام والمتفرج، رغم أن الوضع كان مكشوفا ومعروفا لدى الكل !·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©