مبادرة قطرية جديدة لحل الأزمة اللبنانية

أكد وزير العدل اللبناني شارل رزق أن تغيب لبنان عن القمة العربية المقرر عقدها في دمشق 29 و30 مارس وارد جداً ، لكنه دعا الى انتظار ما سيصدر عن اجتماع الحكومة يوم الثلاثاء المقبل· واعتبر رزق أن غياب لبنان عن قمة دمشق سيشكل مرحلة مفصلية في مصير الجامعة العربية، وشدد على ضرورة العودة الى مبادئ النظام البرلماني اللبناني، منتقداً ان يكون التشكيك بعدم شرعية الحكومة حجة لعدم انعقاد البرلمان· وقال الوزير اللبناني إن توسيع الحكومة وارد ويجب ان يدرس، نافياً ان يكون البطريرك الماروني نصرالله صفير يعارض هذا الخيار· وفي ظل هذه الاجواء المتشنجة اتجهت الأنظار في لبنان إلى دمشق مجدداً على أمل ان تتمخض القمة العربية عن حل للأزمة اللبنانية، وسط تواتر المعلومات إلى بيروت عن مبادرات واقتراحات عربية للحل· وذكرت مصادر ديبلوماسية عربية في بيروت لـ''الاتحاد'' أن دولة قطر أعدت مبادرة خاصة بلبنان ستطرحها خلال القمة، وهي تقوم على انتخاب رئيس للجمهورية وحكومة مثالثة (10+10+10) وقانون انتخابات عام 1960 في حين ان مبادرة أخرى يجري إعدادها حالياً وتقوم على انتخاب الرئيس وقيام حكومة (13+10+7) مع بند إضافي يقضي بعدم تصويت السبعة الآخرين الذين هم حصة رئيس الجمهورية· وفيما رحبت مصادر المعارضة بهكذا مبادرات واعتبرتها منصفة وعادلة وليس فيها غالب أو مغلوب، أطلق فريق ''الأكثرية'' النار على هذه الاقتراحات وأبلغ ''الاتحاد'' أحد أقطابها'' أن ما يشاع لا أساس له من الصحة ، خصوصاً إذا ما قاطعت الحكومة القمة تصبح كل المقترحات غير ذات جدوى''·وقال ''إنها محاولات يائسة تحاول دمشق ترويجها لفوز حلفائها في لبنان في السيطرة على الحكم، وإعادة البلاد إلى الوصاية السورية''· وكشفت مصادر وزارية لبنانية أن جهات عربية أبلغت المعنيين في لبنان مشروعاً يقوم على حكومة من 30 وزيراً (13+10+7) واستغربت محطة ''أخبار المستقبل'' التي ذكرت نص هذه المبادرة العربية بالكامل، تفرد هذه الدولة أو تلك بطروحات من شأنها التأثير سلباً على التضامن العربي· وفي دمشق بدأ أمس رفع الأعلام العربية في الطرقات الرئيسية المؤدية إلى أماكن انعقاد مؤتمر القمة· واصطفت عربات البث الحي لعدة محطات فضائية عربية وأجنبية سمحت بدخولها الحكومة السورية لفترة انعقاد القمة على اعتبار أن البث الفضائي المباشر من داخل الأراضي السورية محتكر من قبل السلطات الرسمية وقناتين إحداها فضائية عربية والأخرى فضائية إيرانية· وأفادت صحيفة ''تشرين'' الرسمية أمس بأن الولايات المتحدة ''على أعتاب فشل مريع'' بانعقاد القمة العربية في دمشق ،مضيفة أن هذا ''الفشل'' للولايات المتحدة سوف يتمثل ''بنهوض عربي من بوابة دمشق وقمتها''· ووصفت الصحيفة في افتتاحيتها القمة العربية المقبلة بأنها '' المخاض لولادة المشروع العربي الكبير والجديد''· وأضافت أن ''العرب على موعد بعد أسبوع مع ولادة جديدة''، معربة عن أملها بأن ''يكون جميع العرب شهودا عليها كي لا يفوتهم قطار التاريخ''· الى ذلك أعرب الفلسطينيون عن تشاؤمهم حيال نتائج قمة دمشق فيما يخص قضيتهم ، رغم تأكيدهم أن مجرد انعقادها يعد أمرا مهما ويبعث على الأمل· واتفقت حركتا ''حماس'' و''فتح'' على أن سقف التوقعات محدود في ظل ضعف العمل العربي المشترك· ويقول المتحدث باسم ''فتح'' فهمي الزعارير إن المأمول فلسطينيا أن تتخذ القمة قرارات حاسمة وجدية فيما يخص القضية الفلسطينية وأن تتابع تنفيذ القرارات بآليات محددة ''بحيث لا تبقي حبرا على ورق''·