5 سبتمبر 2007 00:32
أعلن وزير الدفاع اللبناني إلياس المر أن الجيش قتل وأسر أكثر من أربعمائة عنصر من جماعة ''فتح الإسلام'' خلال معارك نهر البارد شمالي لبنان، وحث السياسيين اللبنانيين على عدم ''هدر الانتصار''، محذرا من تشكيل حكومتين ومن ضياع الاستحقاق الرئاسي·
وقال المر في مؤتمر صحفي ''بلغ عدد القتلى الارهابيين 222 إرهابيا وبلغ عدد الموقوفين 202 إضافة الى عدد غير محدد ب من القتلى الارهابيين دفنهم رفاقهم في المخيم''· وأكد الوزير اللبناني ان 163 عسكريا قتلوا في المعارك التي بدأت في 20 مايو وانتهت الاحد الماضي بسيطرة الجيش على المخيم ومقتل أبرز قادة المجموعة المتطرفة·
بالمقابل شدد وزير الدفاع على أهمية تعزيز الجيش وتزويده بالأسلحة المناسبة بغض النظر عن كلفة ذلك وقال ''اي كلفة لتعزيز الجيش تبقى أقل ثمنا من أي خطر يهدد استقرار لبنان''· واضاف ''بات التحديث أولوية وطنية وواجبا دوليا، ليس مقبولا بعد اليوم ان يعاني الجيش من نقص في التجهيز'' مجددا التزام المؤسسة العسكرية ''بحماية الجنوب من العدو الاسرائيلي وتطبيق القرار 1701 ومراقبة الحدود اللبنانية-السورية ومراقبة المياه الاقليمية وتعزيز الامن والاستقرار وحماية اتفاق الطائف''· وحذر المر السياسيين من هدر نتائج انتصار الجيش على الارهاب في خضم خلافاتهم السياسية مشددا على ضرورة انتخاب رئيس جديد للبلاد· وقال ''حذار بعد انتصار الجيش ان يذهب البعض الى حكومتين فتذهب هدرا تضحيات ابطال لبنان· وحذار ان يذهب موعد الاستحقاق الرئاسي من دون رئيس، فتكتمل عندها الجريمة في حق لبنان واللبنانيين''· وأضاف ''الدولة التي انتصرت على الاحتلال والارهاب لا يجوز ان تذهب تضحياتها في الانقسامات'' · وشكر المر الدول التي تقدمت بمساعدات عسكرية للجيش معددا ''المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة ومصر والاردن والولايات المتحدة والمجموعة الاوروبية''·
وأوضح المر ان انتصار الجيش على مجموعة فتح الاسلام ''استأصل اكبر تهديد واجه الشعب اللبناني، لان التنظيم كان ليمتد وينتشر كالخلايا السرطانية ليضرب كل جزء من الوطن، وكان يهدف الى عزل الجنوب عن الشمال واعلانه إمارة إسلامية''· وأضاف ''كان التنظيم اتخذ من نهر البارد مقرا لتصدير الارهاب الى العالم معتمدا على إرهابيين من جنسيات مختلفة''· وشدد المر على ان مخيم نهر البارد سيخضع من الآن وصاعدا لسلطة الدولة اللبنانية فقط خلافا لسائر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان التي لا يدخلها الجيش منذ عقود إنما تخضع لسيطرة التنظيمات الفلسطينية بموجب اتفاقات ضمنية· وأكد الوزير اللبناني ''ان لا سلطة إلا الدولة لحماية المدنيين الفلسطينيين في البارد'' وقال ''ان لا خوف على المدنيين الفلسطنيين ولا خوف من الفلسطينيين''·
من ناحيته لفت العميد جورج خوري رئيس مخابرات الجيش الذي شارك في المؤتمر الصحفي لوزير الدفاع الى ''ان فتح الاسلام مرتبطة بالقاعدة واعترافات عناصرها المعتقلين تؤكد ذلك''·
وذكر رئيس الاركان اللواء شوقي المصري ''ان المعارك لم تكن موجهة ضد الفلسطينيين وانما ضد مجموعة إرهابية لجأت الى مخيم نهر البارد''· وأضاف محذرا ''اذا لجأت مجموعات ارهابية الى داخل المخيمات الفلسطينية واذا سهلت منظمات فلسطينية إقامتها او لم تقم بما عليها للتخلص منها فإن الجيش سيواجه هذه المجموعات تحت تغطية سياسية واسعة''·
وكشف المصري ان تنظيم ''فتح الاسلام'' مرتبط بتنظيم ''القاعدة'' وان التفجيرات المتنقلة التي تزامنت مع العمليات العسكرية في البارد مرتبطة بها· وأوضح ان قسماً من المسلحين دخل المرافئ اللبنانية الرسمية والمطار وعبر الحدود بطريقة غير شرعية· وأشار الى ان الجيش اللبناني كان يزود من الجيش السوري بالذخائر والعتاد والوقود خلال المعارك بموجب اتفاق سابق بين الجيشين وما يزال سارياً حتى اليوم· ودعا الى عدم استباق التحقيق حول الجهة التي سهلت دخول عناصر ''فتح الاسلام'' الى لبنان ومولتهم وأكد ان لا علاقة لسوريا بهذا التنظيم·
في هذا الوقت واصل الجيش تنظيف مخيم نهر البارد فقام بحرق الملاجئ التي تحصن بداخلها المسلحون واستمر في نزع الالغام والمفخخات التي خلفوها وراءهم· وأفاد مصدر عسكري ان الجيش عثر أمس على جثث 6 إرهابيين في المخيم حيث ألقى القبض على مسلح جريح· وقال مصدر في الجيش اللبناني ان هناك احتمالا ان يكون هناك عدد من الجرحى والمسلحين في أكثر من ملجأ في حي سعسع الذي يتعذر دخوله حتى الآن، حيث ما زالت الجرافات تعمل على فتح مداخله وإزالة الردميات المنتشرة في الطرقات والازقة·
وتولت وحدات اللواء الخامس مهمة الامن في المخيم وعملت على تمشيط المخيم ومحيطه بحثاً عن الفارين في قرى وادي الريحان وعيون السمك ووادي الجاموس وصولاً حتى مجرى نهر البارد·
وتمكن الجيش اللبناني خلال عمليات التمشيط والتفتيش من العثور على عدد من مستودعات الذخيرة وصواريخ ''الكاتيوشا'' ومواد غذائية وأسلحة فردية كان يستخدمها المسلحون·
من ناحية اخرى اعتصم أمس نازحون عن مخيم نهر البارد في مخيم البداوي المجاور مطالبين بالعودة الى منازلهم· وكان الجيش قد طالب النازحين بعدم العودة حتى الانتهاء من تنظيف المخيم موضحا انه أعطى أوامره بمنع أي شخص من الدخول· وأفاد مراسل فرانس برس بأن مئات الاشخاص تجمعوا على جوانب الطريق المؤدية الى طرابلس وهم يلوحون بالاعلام اللبنانية ويحيون قافلة عسكرية تضم نحو 50 آلية خرجت من المخيم عائدة الى مقرها·
وعمت الاحتفالات مختلف المناطق اللبنانية احتفاء بعودة الجيش منتصراً من المعركة واستقبل من قبل الاهالي على الطرقات ومداخل القرى والبلدات استقبال الابطال· ورفعت أقواس النصر وخرج المواطنون الى الشوارع رافعين الاعلام وشارات النصر، وعملت النسوة على نثر الارز والورود على العسكريين كما ألقيت قصائد الشعر في العديد من القرى وكلها تمجد بطولات الجيش· وبدأت الحياة الطبيعية تعود الى المناطق المحيطة بالمخيم،اً·
المصدر: بيروت
عدد اليوم
