البشير يتعهد بعدم مهاجمة متمردي دار فور

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون امس أنه حصل على تعهد من الرئيس السوداني عمر البشير بوقف إطلاق النار في دارفور وعدم شن هجمات على مواقع المتمردين في الإقليم المضطرب· وقال مون في مؤتمر صحفي في جوبا عاصمة إقليم جنوب السودان مع رئيس حكومة الإقليم سلفاكير ميارديت إن ''البشير وافق كذلك على الإفراج عن سليمان جاموس القيادي في ''حركة تحرير السودان الوحدة'' المتمردة في دارفور المحتجز في مستشفى يتبع الأمم المتحدة في منطقة كادقلى بجنوب غرب البلاد''، موضحا أن الامم المتحدة ستنقل جاموس إلى نيروبي لاستكمال علاجه هناك· وأفاد بان كى مون بأن ''البشير أبلغه التزامه الكامل بقرار مجلس الأمن الدولي 1769 الذي نص على نشر قوة مختلطة من الأمم المتحدة والاتحاد الافريقى في دار فور قوامها 26 ألف جندي''· وأضاف أن ''البشير ونائبه الأول سلفاكير ميارديت وافقا على ترشيح الدبلوماسي الباكستاني أشرف قاضي ليكون مبعوثا له إلى السودان بديلا عن بان برونك الذي طردته الخرطوم في أكتوبر الماضى''، وقال الامين العام إن قاضي سيتابع تنفيذ اتفاق السلام في جنوب البلاد· وزار بان كى مون ضريح رئيس حكومة الجنوب وزعيم ''الحركة الشعبية لتحرير السودان'' الراحل جون قرنق فى جوبا ووضع اكليلا من الزهور على قبره، كما زار مستشفيات ومدارس· وألقى محاضرة قبل أن ينتقل اليوم إلى الفاشر كبرى مدن اقليم دارفور· وقال مسؤول من المنظمة الدولية يرافق الامين العام للامم المتحدة إن احتمال انهيار اتفاق السلام بين الشمال والجنوب سيكون ''كابوسا'' بسبب ''الانعكاسات الهائلة'' التي يمكن أن تنجم عن ذلك على الاوضاع في اقليم دارفور· واضاف المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه ان الامور لم تصل الى حد انهيار هذا الاتفاق ولكنه ''بات هشا''· وأكد المسؤول أن الامين العام للامم المتحدة ''قلق للغاية بشأن الوضع في الجنوب وزيارته الى جوبا تستهدف تعزيز مختلف جوانب اتفاق السلام''· من ناحيتهم، قال مسؤولون جنوبيون إن جنوب البلاد الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي اتخذ أول خطوة باتجاه إعداد سياسة دفاعية رسمية في إطار عملية لتحويل الجيش الجنوبي الذي يهيمن عليه المتمردون السابقون إلى قوة تقليدية· وقال كول ديم كول المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان إن كبار الضباط والسياسيين وأعضاء من الكنيسة والمجتمع المدني ومستشارين أمنيين بريطانيين وأميركيين وجهت إليهم الدعوة من أجل وضع مبادئ تلك السياسة· وتابع ''هذه أول حلقة عمل تشاورية بخصوص··· السياسة الدفاعية لجنوب السودان· بل إن الوثيقة ستحدد حجم الجيش الشعبي لتحرير السودان''· وعقد الاجتماع الأول أمس الاثنين، ويتوقع أن يستغرق إنجاز العملية شهورا· وقال كول إن عدم وجود سياسة دفاعية واضحة يمثل مشكلة لجيش المتمردين السابقين ويعني أن الجيش يفتقر إلى خريطة طريق للتحول إلى قوة نظامية· وأضاف ''في غياب سياسة محددة تسير الأمور بعفوية· من الصعب معرفة ما إذا كنا نتطور أم لا··· هذه السياسة ستساعدنا في التحول من جيش حرب عصابات إلى قوة تقليدية·'' من جهة اخرى قال مستشار للرئيس السوداني أمس ان البشير سيقوم في اواسط سبتمبر الجاري بأول زيارة للفاتيكان منذ توليه السلطة عام ·1989 واضاف ان البشير الذي انتقد الفاتيكان سجل حكومته في مجال حقوق الانسان سيلتقي بالبابا بنديكت ويناقش معه مبادرة سودانية للحوار بين الأديان· وسيناقش البشير معه ايضا الجهود الرامية لإحلال السلام في دارفور· بحسب ما قال المستشار الرئاسي محجوب فضل· الى ذلك، أكد المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو أن الامم المتحدة والدول الموقعة على اتفاقية المحكمة يجب ان تمارس الضغوط لتوقيف مشتبه فيهما اثنين بارتكاب جرائم حرب في دارفور، أحدهما عضو في الحكومة السودانية·