سولانا يدعو سوريا إلى عدم التدخل في لبنان

اجتمع رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أمس مع الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، ونقلت ''الوكالة الوطنية للإعلام'' عن سولانا قوله عقب الاجتماع إن اجتماعه مع السنيورة كان ''جيدا جدا'' ، مشيراً إلى أن اللقاء تناول موضوع الانتخابات الرئاسية القادمة في لبنان· واكد سولانا أنه يأمل في أن تأخذ الانتخابات الرئاسية في لبنان مجراها الطبيعي وأن تتم في موعدها المحدد بموجب الدستور، وقال سولانا إنه يعود للشعب اللبناني والدستور تحديد كيفية القيام بهذه العملية· ودعا سولانا سوريا الى عدم التدخل في شؤون لبنان وقال: إن الطريقة الوحيدة التي يمكن لدمشق أن تساعد فيها لبنان هي عدم تدخلها في شؤونه وتركه يأخذ قراراته بنفسه، وأشاد بالبطريرك صفير واعتبر انه لا يمثل طائفته فحسب بل يمثل لبنان ككل وهو رجل ذو حكمة، وأضاف '' ان الاتحاد الأوروبي يدعم استمرار لبنان سياسياً واقتصادياً واجتماعياً لاسيما في عملية إعادة الإعمار في نهر البارد بعد الانتصار الذي حققه الجيش اللبناني هناك· وفي وقت لاحق غادر السنيورة بيروت متوجهاً الى إيطاليا في جولة تشمل كذلك المانيا ومصر، وأفاد المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة أن السنيورة سيجري محادثات مع نظيره الإيطالي رومانو برودي· من جهة أخرى أكدت مصادر فريق 14 مارس لـ''الاتحاد'' بأن الموقف من مبادرة بري لن يعلن في القريب العاجل، بعد بروز اعتراضات عليها من قبل عدد من أقطاب الأكثرية الذين اشترطوا حواراً بلا شروط مسبقة، وان يتم التوافق على آلية الاستحقاق الرئاسي عبر الحوار وليس قبله· واعتبرت مصادر المعارضة لـ''الاتحاد'' بأن تسريبات الأكثرية غير مشجعة خصوصاً وأن هناك فريقاً من قوى 14 مارس يرفض اي حل، ويصرعلى نهجه المدعوم خارجياً لايصال البلاد الى مصير مجهول· وأكدت المصادر بأن بري يحتاج الى استكمال الردود ليبني على الشيء مقتضاه وهو يأمل بموقف مؤيد من فريق الأكثرية لمبادرته التي حظيت بدعم فرنسي ومصري وسعودي، إضافة الى المعارضة اللبنانية· وحذرت المصادر من مماطلة فريق السلطة في الرد وتمييع المبادرة، ولفتت الى أن هناك اتجاهات لدى بعض أقطاب الأكثرية لعدم الرد سلباً او ايجاباً عليها، لترك الأزمة مفتوحة على كل الاحتمالات وصولاً الى الأيام العشرة الأخيرة للاستحقاق، حيث يتاح لفريق 14 مارس انتخاب رئيس بنصاب النصف زائد واحد· وكان جرى اتصال بين البطريرك صفير وبري أمس تداولا خلاله الوضع الراهن على ضوء مبادرة بري وزيارة صفير الى الفاتيكان واتفق على لقاء قريب بينهما بعد عودة البطريرك من روما· وثمن بري الموقف الوطني لصفير ومعتبراً انه يشكل ''حرزاً'' وحصنا لمصلحة الوحدة الوطنية ودرء مخططات الفتنة· وفيما طالب النائب علي حسن خليل ''فريق الأكثرية'' بالرد ايجابياً على مبادرة رئيس البرلمان وعدم تضييع الفرصة الأخيرة، ورد وزير التنمية الادارية جان اوغاسبيان المحسوب على تيار ''المستقبل'' قائلا'' إن مبادرة بري قد تكون مخرجاً لحل الأزمة حيث يستطيع من خلالها الفرقاء الوصول الى تفاهمات داعياً الى حوار مباشر من دون شروط مسبقة''· وايده في ذلك نظيره وزير الشباب والرياضة احمد فتفت الذي حدد ثلاثة شروط للقبول بمبادرة بري وهي: أن يكون الحوار غير مشروط، ويرتكز على الثوابت الوطنية والحفاظ على المؤسسات والنظام الديمقراطي والحريات· وتوقعت المصادر السياسية المراقبة في بيروت مراوحة الوضع في دائرة المواقف وردود الفعل المتفاوتة على مبادرة بري لتمريرالوقت· وكشف لـ ''الاتحاد'' بان رئيس الهيئة التنفيذية لـ''القوات اللبنانية'' سمير جعجع ورئيس ''اللقاء الديمقراطي'' النائب وليد جنبلاط اتفقا على توزيع الأدواربينهما عبر حديثين منفصلين متلفزين خلال هذا الأسبوع، باتجاه التصعيد وطرح شروط مضادة للمبادرة·