انتخاب رفسنجاني رئيساً لمجلس الخبراء في إيران

عاد الرئيس الايراني الاسبق هاشمي رفسنجاني بقوة الى الساحة السياسية الايرانية بانتخابه أمس على رأس مجلس الخبراء، الهيئة المكلفة تعيين المرشد الاعلى للجمهورية· في وقت وجهت طهران تحذيرا شديد اللهجة الى الولايات المتحدة من مغبة شن هجوم عسكري عليها· فيما دعت الولايات المتحدة أمس الايرانيين العقلاء الى معاودة المفاوضات حول البرنامج النووي· وحصل رفسنجاني الذي يتولى حاليا رئاسة مجلس تشخيص مصلحة النظام، على 41 صوتا من اصل 76 عضوا شاركوا في التصويت في المجلس الذي يعد 86 عضوا، مقابل 34 صوتا لأحمد جنتي رئيس مجلس صيانة الدستور المقرب من الرئيس محمود أحمدي نجاد· وأكد رفسنجاني أمس في كلمة امام الاجتماع الثاني للدورة الرابعة لمجلس خبراء القيادة على ضرورة الالتزام بشعار الاتحاد الوطني والانسجام الاسلامي، وقال ان الغربيين يريدون جعل المسلمين في المنطقة في مواجهة أحدهم الآخر، مضيفا ان هولاء يريدون إثارة الخلافات بين دول المنطقه لذلك يتعين على الجميع عدم الوقوع في هذا الفخ· ويتألف مجلس الخبراء المنتخب في ديسمبر الماضي، من رجال دين مكلفين بالإشراف على عمل المرشد الاعلى، ويشغل هذا المنصب حاليا علي خامنئي، كما يعين خلفا له في حال وفاته او عجزه عن الاضطلاع بمهامه· وقال المحلل السياسي سعيد ليلاز أمس انه يرى أن رفسنجاني ''صلة وصل بين التقليديين ودعاة التحديث'' على الساحة السياسية· ورأى أن موقفه يعطيه ''نفوذا أكبر يسمح له بأن يضطلع بدور اكبر على الساحة السياسية'' وان انتخابه يمثل رفضا جديدا لليمين التقليدي لموقف المتشددين· وقبل انتخابه، أعلن رفسنجاني أن على مجلس الخبراء ان يؤدي دورا سياسيا اكبر· واضاف ''في حال اراد مجلس الخبراء أن يلعب دورا أكبر في قضايا الأمة فهو يمتلك السلطة الشرعية والدينية للقيام بذلك''· من جهته قال الجنرال رحيم يحيى صفوي الذي عين مؤخرا مستشارا عسكريا خاصا للمرشد الأعلى علي خامنئي ان واشنطن غير قادرة على توقع حجم الرد الايراني على القوات الاميركية المرابطة في المنطقة· وقال ''سيكون على الولايات المتحدة مواجهة ثلاث مشاكل اذا ما هاجمت ايران''· وأوضح صفوي الذي كان قائدا للحرس الثوري ''اولا هي لا تعرف حجم ردنا ولا تقدر مدى هشاشة وضع جنودها الـ200 الف الموجودين في المنطقة حيث اننا حددنا بدقة مواقع كل قواعدهم''· كما أشار إلى احتمال شن هجمات على اسرائيل وعلى الامدادات النفطية، وقال ''ثانيا هي لا تعلم ما سيحدث في اسرائيل وثالثا ان الولايات المتحدة لا تعرف ما سيحدث للإمدادات النفطية''· إلى ذلك دعت الولايات المتحدة العقلاء في إيران إلى المفاوضات، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية توم كايسي أمس ''نأمل أن تنتهز العناصر العاقلة في ايران الفرصة التي منحها المجتمع الدولي لبلدها لبدء مفاوضات بهدف تطوير برنامج نووي سلمي مع طمأنة الآخرين أن الأمر ليس ستارا لتطوير سلاح نووي''· واضاف كايسي تعليقا على انتخاب رفسنجاني أمس على رأس مجلس الخبراء ''أود الاعتقاد ان ثمة عناصر داخل القيادة الايرانية تأمل انتهاز هذه الفرصة الفريدة''، رغم أنه استدرك رافضا اعتبار رفسنجاني شخصية عقلانية، واكتفى بالقول ''لا أدري، الامر يتوقف على السياسات المعتمدة''· من جهته كرر رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون أمس ان بلاده مستعدة لدعم قرار جديد للأمم المتحدة ينص على معاقبة ايران إذا واصلت برنامجها لتخصيب اليورانيوم· واعتبر براون ان الضغط الدولي بدأ يعطي ثماره، مؤكدا ''ينبغي ان نركز جهودنا على كيفية دفع هذه العملية الى الامام، لكننا ندعم اذا اقتضى الامر قرارا ثالثا للامم المتحدة في هذا الصدد''· ولم تستبعد باريس من جانبها أمس فرض عقوبات جديدة على طهران في اطار الاتحاد الأوروبي مشددة مع ذلك على ضرورة ان تكون في المقام الاول في اطار الأمم المتحدة· وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية باسكال اندرياني ''ما دام لم يعلق الايرانيون انشطتهم الحساسة فإننا نود اتخاذ اجراءات عقابية اضافية حيال ايران''· واضافت ''نرغب في المقام الأول أن تصدر العقوبات في إطار مجلس الأمن''·