الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الانتهاء من مشروع زراعة أشجار القرم داخل وحول جزيرتي السعديات وجبيل

الانتهاء من مشروع زراعة أشجار القرم داخل وحول جزيرتي السعديات وجبيل
8 فبراير 2011 00:04
(أبوظبي) - أعلنت هيئة البيئة بأبوظبي، الانتهاء من مشروع زراعة أشجار القرم داخل وحول جزيرة السعديات وجزيرة جبيل بواقع زراعة 800 ألف شتلة من أشجار القرم على امتداد ساحل الجزيرتين، في الوقت الذي بدأت فيه الهيئة بإعداد الخرائط لتنفيذ المشروع بداية من المنطقة الغربية، وتحديداً في المرفأ، ومن ثم في منطقة غنتوت والمنطقة الشرقية. وتأتي زراعة أشجار القرم في السعديات استكمالاً لسياسة التنمية المستدامة، وبما يضمن ألا تؤثر النهضة السياحية والإنشائية في الجزيرة على طبيعة وبيئة المنطقة، سيما أن وجود هذا النوع من الشجر على الجزيرة يفيد في الحفاظ على التنوع الحيوي، لما تمثله من موائل طبيعية غنية لتكاثر أنواع عدة من الأسماك والسلاحف، فضلاً عن الطيور البحرية التي تتخذ من غابات القرم أماكن مناسبة للتعشيش ووضع البيض. وأكد ثابت زهران آل عبد السلام مدير قطاع إدارة التنوع البيولوجي في الهيئة أن مشروع زراعة المانجروف في السعديات حقق نجاحاً، حيث لم تتجاوز نسبة الأشجار التي تموت بعد الزراعة عن 10%، فيما النسبة المتعارف عليها 30%. ولفت إلى أن زراعة المانجروف في المنطقة تعد تحدياً للظروف المناخية، حيث تحتاج هذه الشجرة للنمو في درجات حرارة منخفضة لا تزيد على الـ35 درجة مئوية ومياه قليلة الملوحة، وهو ما ليس متوافراً في مياه الخليج العربي، بل على العكس فدرجات الحرارة مرتفعة والحرارة تفوق الـ35 درجة مئوية خلال أشهر الصيف. وكانت هيئة البيئة بدأت العمل بالمشروع في شهر أكتوبر 2009 بالتعاون مع هيئة أبوظبي للسياحة، وذلك في إطار مبادرة هيئة البيئة بأبوظبي لزيادة مساحة غابات القرم في إمارة أبوظبي والحد من تأثير المشاريع السياحية والإنشائية على طبيعة وبيئة المواطن الساحلية في جزيرة السعديات وجزيرة جبيل المجاورة لها والمناطق المحيطة بهما. جولة للصحفيين وأوضح آل عبد السلام خلال جولة للصحافيين إلى الجزيرة أن “المشروع يهدف بشكل رئيسي إلى تأمين غطاء أكبر من أشجار القرم على سواحل أبوظبي من خلال تحويل المناطق المتناثرة من هذه الأشجار إلى غطاء كثيف متنامٍ مما يساهم في التقليل من التأثيرات السلبية للأعمال التطويرية الواسعة النطاق التي تشهدها الجزيرة”. وأضاف “إنه على الرغم من انتشار غابات القرم في إمارة أبوظبي، إلا أنه لا تزال هناك العديد من المناطق التي يمكن زراعتها بأشجار القرم، مما سيعزز القيمة الإجمالية لمواردنا الساحلية”. وذكر آل عبد السلام أنه وفي ظل الأعمال التطويرية التي تشهدها جزيرة السعديات، قامت هيئة البيئة بأبوظبي بالتعاون مع شركة التطوير والاستثمار السياحي بوضع خطة عمل لزراعة أشجار القرم داخل وحول جزيرة السعديات تواكب الأعمال الإنشائية. وأضاف أنه خلال فترة تنفيذ المشروع تمت زراعة 800 ألف شتلة من أشجار القرم بواقع 5 آلاف شتلة في المناطق التي حددها الباحثون في الهيئة لزراعة أشجار القرم، والتي شملت مسطحات المد والجزر ذات الطبقات الطينية والقنوات الطبيعية التي تنغمر بانتظام، مما ساهم في حماية التنوع البيولوجي الساحلي والحد من آثار الأعمال التطويرية وتدهور المواطن الطبيعية في الجزيرة. وتشهد جزيرة السعديات عملية تنمية واسعة النطاق، تشرف عليها “شـركـة التطوير والاستثمار السـيـاحي” لتحويلها إلى وجهة سياحية عالمية قبـالـة شـواطـئ أبوظبي وذلك مع انتهاء مراحل تطويرها بحلول عام 2020. ويتمتع المخطط الرئيسي لـ”جزيرة السعديات” بمرونة كبيرة تعكس الالتزام بالمحافظة على طبيعتها البيئية الخاصة، حيث تعتبر موطناً للأحياء والثروات الطبيعية التي توجد على شواطئها، وتتخذ العديد من سلالات الطيور النادرة من محميات أشجار القرم الساحلية في الجزيرة موطناً لها. وتوصف المواطن الطبيعية لأشجار القرم في بعض الأحيان بـ”غابات البحر المطيرة”، حيث تعد من أهم النظم الإيكولوجية من الناحية البيولوجية وأكثرها إنتاجية. ومع ذلك، فإن هذه المواطن آخذة بالانحدار في أنحاء العالم كافة، مما قد يعرض المجتمعات الساحلية إلى كوارث طبيعية كبيرة. وتسهم أشجار القرم في حماية الشواطئ من عمليات التعرية الناجمة عن الأمواج والتيارات المحيطية. وقد شكّل هذا النوع من الأشجار، منذ زمن طويل، مورداً غذائياً مهماً لكائنات عدّة كالأسماك والمحار وسرطان البحر، فضلاً عن تأمين المأوى للبشر (بفضل الأخشاب) والطاقة (نظراً لإمكانية استخدامه كوقود) حتى فترة قريبة، كما تستخدم السواري المصنوعة من أخشاب القرم – لصلابتها ومقاومتها للنمل الأبيض – على نطاق واسع كمواد بناء في شبه الجزيرة العربية. وفي الوقت الراهن، يمتد غطاء القرم على مساحة 72 كيلو متراً مربعاً في إمارة أبوظبي، بما في ذلك المناطق المتناثرة والمناطق المشجرة. وتعد جزيرة بوطينة – أحد المواقع المنافسة في مسابقة عجائب الطبيعة السبع – موطناً لغابات القرم المفعمة بالحياة، حيث تعد هذه الغابات من أفضل المناطق المحمية على المستوى العالمي. وتجدر الإشارة إلى إمارة أبوظبي تأوي مناطق كثيفة من أشجار القرم على جزرها وفي أطرافها الساحلية، وعلى الرغم من أن معظم نباتات القرم تنمو بصورة طبيعية، فقد أدت الجهود المكثفة في العقود الثلاث الأخيرة في مجال إكثار وزراعة أشجار القرم إلى زيادة كبيرة في المساحة التي تغطيها هذه النباتات في الإمارة. ومن المتوقع أن يتم تحويل جزيرة السعديات، الجزيرة الطبيعية التي تصل مساحتها إلى 27كيلو متراً مربعاً، إلى وجهة سياحية وثقافية عالمية بحلول عام 2020، حيث تعمل شركة التطوير والاستثمار السياحي (TDIC) على تطويرها. وتقوم الشركة حالياً بتنفيذ خطة فعالة لتشجير وإعادة تأهيل أشجار القرم بهدف حماية الأشجار الطبيعية المتبقية منها، وإعادة تأهيل مواطنها الطبيعية المتضررة على طول الشريط الساحلي، مع الإشارة إلى أن الشركة تمتلك مشتلاً كبيراً في الساحل الشرقي للجزيرة. نتائج البرنامج وتتمثل نتائج برنامج زراعة أشجار القرم الذي أطلقته هيئة البيئة - أبوظبي بالتعاون مع هيئة أبوظبي للسياحة حتى الآن، في أنه على الرغم من عدم نمو أشجار القرم بشكل سريع خلال فصل الصيف، إلا أن الشتلات التي جرى غرسها بين شهري فبراير وأبريل من العام الماضي نمت بشكل جيد، ويتضح ذلك من خلال تنامي ارتفاع الشتلات وكثافة أوراقها، ولم تزد نسبة موت الأشجار عن 10% (وقد تم حصرها في عشرة مواقع اختيرت بشكل عشوائي)، يعود معظمه إلى طول فترات الغمر بالقرب من القنوات الطبيعية، بالإضافة إلى تشابك الطحالب والاضطرابات التي سببتها الغزلان. ومن النتائج أيضاً أن بعض الشتلات نمت أطول مما هو متوقع، حيث وصل متوسط ارتفاع الشتلات (30 شتلة في عشرة مواقع عشوائية) إلى 52 سم، مع الإشارة إلى أن متوسط ارتفاع الشتلات عند التشجير كان 35 سم، كما ازدادت قيمة التنوع البيولوجي في المنطقة، كما يتضح من وجود الطيور وزيادة كثافة بطنيات الأقدام (مجموعة من الحيوانات المعروفة كالسحالي واليرقات) في مناطق التشجير. ويشكل نبات القرم الرمادي (افيسينيا مارينا) النوع الوحيد الذي ينمو في مناطق المد والجزر على طول الشريط الساحلي لإمارة أبوظبي. وقد تمت زراعة بعض الأشجار سابقاً في المنطقة، حيث يزيد عمر بعض أشجار القرم المزروعة عن 20 سنة في حين نما البعض الآخر بصورة طبيعية. ويشار إلى أن هيئة البيئة نجحت مؤخراً في إعادة توطين نوع ريزوفورا مكروناتا الذي كان ينمو بصورة طبيعية في دولة الإمارات، ثم تعرض للانقراض بسبب الاستغلال المفرط، حيث تمكنت الهيئة من خلال زراعة أعداد كبيرة من شتلات هذا النوع في مياه جزيرة رأس غناضة وذلك بعد 100 سنة من انقراضها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©