علي بن تميم: أداء التحكيم نجح بامتياز

أكد الدكتور علي بن تميم عضو لجنة تحكيم أمير الشعراء، أن الحاجة إلى أن نستدعي تقاليدنا من منظور مختلف، هي أحد أهداف مهرجان أمير الشعراء، حيث اكتشفنا من خلاله مجموعة من النصوص التي أعادت لنا الثقة فى الكتابة والإبداع، ويعتقد بن تميم أن أمير الشعراء سيخلق حالة جديدة من الجماليات سيكون لها دورها الرائد في المنطقة الثقافية، وأشار في حواره مع الاتحاد إلى أنه في السنوات القادمة سنلمس الآثار الجمالية للمهرجان على الحركة الشعرية في الوطن العربي· الحلقة الأخيرة كيف ترى الحلقة الختامية لمهرجان أمير الشعراء؟ عايشت فكرة المهرجان منذ بدايتها، وكنت أشاهد البرنامج في اليوم الثاني بوصفي متلقيا عاديا بعد أن كنت مشاركا فيه، وكنت ألاحظ التجديد والتطور في كل مرحلة من مراحل المهرجان، وأعتقد أن الحلقة الأخيرة لن تقل تجديدا وإثارة عن غيرها، وأظن أنها ستكون من أكثر الحلقات متابعة وقوة، فهي الحلقة التي ستشهد تتويج أمير الشعراء وتوزيع الجوائز، إنها تتويج للجهد والمخيلة والإبداع، والاحتفال الختامي يعني بشكل عام توديع واستقبال، توديع لعمل ناجح وتطلع لمهرجان أكثر نجاحا وتميزا أو حتى أملا في البدء المختلف من جديد· ما رأيك بفكرة مهرجان أمير الشعراء؟ لقد خاضت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث تحديا كبيرا في إعدادها لهذا المهرجان الكبير، لكنها نجحت في تحويل هذه التحديات إلى عامل قوي للنجاح، ومن هنا فعلينا أن نشكر هذه التحديات التي تعد بمثابة اختبار من نوع خاص للتحقق من القدرة الذاتية، والتحديات هنا كثيرة، فقراء القصيدة العربية الفصحى قليلون مقارنة بالشعر النبطي، وإذا كان هناك قراء للقصيدة العربية العمودية فإن جزءا كبيرا من الجماهير لا يتقبل قصيدة التفعيلة، ولا يميل إلى اللغة الفصحى، بل أضحت اللغة العربية الفصحى مرتبطة بنشرة الأخبار والبرامج السياسية، لكن المهرجان أثبت أن القصيدة العربية الفصحى لها جماهيرها، وقادرة على أن تدخل كل بيت عربي، والغريب أن المشاهدين تفاعلوا تفاعلا قويا مع قصيدة التفعيلة، مما يعني أن الذائقة العربية لا تفضل شكلا على آخر، وهي تميل أيضا إلى تقبل الأشكال الإبداعية الجديدة· ولذلك فمهرجان أمير الشعراء صمم ليناسب إيقاع عصر جديد، عصر الثقافة الجماهيرية· لقد شهدنا في السنوات الأخيرة استيراد البرامج من الخارج دون تفاعل إيجابي معها، أما برنامج أمير الشعراء، فهو خلاف ذلك، إنه صناعة محلية إعلامية نجحت بامتياز· ويقوم المهرجان على الصناعة الإعلامية الذكية والمتطوّرة· والأهم من ذلك أن مهرجان أمير الشعراء سيعرف المشاهد على حركة الإبداع العربي، لأن فكرته تقوم على الارتقاء بالذائقة العربية، والتوجه إلى الجماهير بدل النخب· إن هذا المهرجان بكل تأكيدٍ سيصنع سياقاً حقيقياً على الأقل بالنسبة للجماهير، وسيعرف بالجماليات الشعرية السائدة في المشهد الشعري العربي المعاصر، ومهرجان (أمير الشعراء) هو بمثابة المؤسس لسياق إبداعيّ جماهيري، يساعد على فهم تجربة الشعر المعاصر· كيف تقيم أداء لجنة التحكيم؟ أعتقد أن أداء لجنة التحكيم كان ممتازا، وأنا شخصيا ألاحظ ذاتي تتطور بعد كل حلقة، وكل حلقة أجدها تتخذ وضعية جديدة، وميزة لجنة التحكيم أنها لم تقع في الجفاف الأكاديمي، وإنما كانت حيوية تتوجّه للجمهور والإبداع، وهذا بحد ذاته نجاح يحسب لها، وتميزت اللجنة باستخدامها اللغة الشعرية والإبداعية، إن الجماهير تفهم النقد على أساس أنه الحكم السلبي وتصيّد العيوب، وهذا المفهوم فيه قدر كبير من المغالطات، فالنقد لا يعني تصيّد العيوب فحسب، وإنما قراءة للنصوص وسعي إلى توصيلها للقرّاء، والنقد هو إضاءة النصوص· واللجنة من وجهة نظري أسهمت في تغيير صورة النقد عند المشاهد العربي الذي كان يعتقد بأن دور الناقد هو توضيح هنات المبدع وأخطائه· بعد شاعر المليون وأمير الشعراء والأحداث الثقافية والإبداعية لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث مستقبلا، كيف ترى تواصل نجاحاتها مستقبلا؟ هيئة الثقافة أصبح حضور هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في حياتنا اليومية حضورا قويا، لأنها وسعت دائرة الإرسال والاستقبال لتجعله يشمل الجماهير والنخب في الوقت نفسه، وحدث هذا التحول نتيجة التفكير في ثقافة الجماهير بدل ثقافة النخب، وهذا في حد ذاته تطور استراتيجي يحدث مؤخرا في مجال الثقافة هنا· وهيئة أبوظبي للثقافة والتراث من أول المؤسسات في الوطن العربي التي أشاعت فكرة '' الصناعة'' و '' الإنتاج'' بدل الاستهلاك والتلقي السلبي، ولهذا الغرض وجدت كل من أكاديمية الشعر والسينما وبيت العود ومهرجان شاعر المليون ومهرجان أمير الشعراء· · · والصناعة والإنتاج تعني التفكير في ثقافة الجماهير والنخب في الوقت نفسه، وهذا ما يجعل هيئة أبوظبي للثقافة والتراث تحرص على الهواة لأنهم هم الذين يصنعون المستقبل ·