الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جون هوارد.. لا يزال ممتطياً صهوة حرب العراق

جون هوارد.. لا يزال ممتطياً صهوة حرب العراق
5 سبتمبر 2007 23:43
في الوقت الذي ينشغل فيه المشرعون في واشنطن بالسجال حول مستقبل استراتيجية البيت الأبيض زيادة عدد القوات في العراق، إذ بالرئيس بوش يطير قاطعاً نصف قطر الكرة الأرضية حيث تحظى خطته بالتأييد والدعم من جون هوارد -أشد مؤيدي سياسات بوش في العراق- الذي قال خلال مؤتمر صحفي جمع بينهما في العاصمة سيدني: ''نعتقد أن تقدماً قد أحرز في العراق، رغم المصاعب والتحديات التي تعترض طريقه''، مضيفاً: ''وعليه فإن هذا ليس بالوقت المناسب للتفكير في إجراء خفض لعدد القوات الأسترالية المنتشرة حالياً في العراق''· تأتي زيارة بوش لمدينة سيدني الاسترالية للمشاركة في اجتماعات قمة ''الإيبك'' التي من المفترض أن تكرس جهودها للقضايا ذات الصلة بالتبادل التجاري والتغير المناخي، غير أن الزيارة المفاجئة التي قام بها الرئيس بوش إلى محافظة ''الأنبار'' قبيل توجهه إلى أستراليا، حيث بدأ التفكير جدياً في خفض عدد قواته المنتشرة هناك، سرعان ما وجهت اهتمامه نحو العراق، مستخدماً في ذلك تعليقاته التمهيدية في المؤتمر الصحفي المشار إليه آنفاً، في حديثه الذي نظر إليه الكثيرون كما لو كان خطبة دفاعية مجيدة عن سياساته إزاء العراق· ''فهل يمكننا وصف الوضع العراقي بالمثالية والكمال؟'' تساءل بوش في معرض تلميحه لحكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، التي رأى خصومه الديمقراطيون في الكونجرس أداءها فيما يتعلق بدفع العراقيين نحو المصالحة الوطنية وإحراز التقدم السياسي، خيبة كبيرة لا أكثر· وتبرع بوش بالإجابة عن السؤال الذي أثاره بسؤال آخر: هل لا يزال في انتظارنا الكثير من العمل الواجب القيام به في العراق؟ بلى·· بالطبع· وبعد أن تحدث بوش عن إجازة البرلمان العراقي لحوالي 60 تشريعاً خلال الأعوام الماضية، علق قائلاً: إن ذلك أكثر مما فعله الكونجرس ومجلس الشيوخ هناك في بلادنا· لاتزال أستراليا تشارك ضمن القوات الدولية المرابطة في العراق، وتعد عضواً في ذلك المعسكر الدولي الذي أطلق عليه بوش ذات يوم تسمية ''تحالف العازمين''· أما جون هوارد الذي استقبل بوش لحظة وصوله إلى مطار سيدني بكلمات ترحيب أكد فيها أن أستراليا تفتح ذراعيها دائماً للرئيس الأميركي، يشك في أنها كانت كافية لكي يشعر بوش من ناحيته بحرارة الاستقبال فعلاً· فهناك المحتجون والمتظاهرون الأستراليون الذين أطلقوا على حركتهم تسمية ''أوقفوا تحالف بوش'' وقد انهمكوا في الإعداد لمظاهرات ومواكب حاشدة سيطلقونها لاحقا، في وقت تكثفت فيه الإجراءات الأمنية وضرب حولها طوق أمني جعلها أقرب ما تكون إلى القلعة المحمية· بل كيف لبوش أن يشعر بحرارة هذا الترحيب، وقد خلت المدينة من أهلها بعد أن هجرها ''السيدنيون'' كما يلقبون أنفسهم، لمدة أسبوع كامل، بينما أصبح الوصول إلى أهم معالمها السياحية والثقافية مثل دار أوبرا سيدني، أقرب إلى المستحيل عينه؟ وما أن تجرأ صحفي أسترالي وأثار سؤالاً في المؤتمر الصحفي عن تشديد الإجراءات الأمنية التي صاحبت زيارة الرئيس بوش حتى اضطر هذا الأخير للاعتذار بقوله: أقول لكم يا أصدقائي إنني لست راغباً في أن أزور دولة ما من الدول، أو مجتمعاً ما من المجتمعات، فأسمع أهله يتصايحون مني ضجراً: مصيبة أن يحل بنا هذا الألم القادم إلينا من البيت الأبيض الأميركي! ولذلك فإنني أعتذر للشعب الأسترالي إن كنت قد سببت له أي نوع من الضيق''· وبينما رد الصحفي موضحاً أنه لم يقصد الرئيس بوش بحد ذاته، أجاب عليه هذا الأخير بتأكيد اعتذاره، بل وبالتعبير عن شعوره بالذنب أيضاً· ومن عادة بوش أن يتوجه بالشكر العام عند لقائه لأي من قادة الدول الأجنبية التي آزرته في حربه على العراق· وفي المقابل، فقد عزّ في هذا الوقت الذي انصرف فيه معظم الحلفاء السابقون عن سياسات بوش العراقية، أن يوجد قائد لا يزال يتقد بكل هذا الحماس لذات السياسات التي لفظها الكثيرون، مثلما نرى من حماس رئيس الوزراء الأسترالي جون هوارد بقوله: ''يظل التزامنا إزاء العراق كما هو، دون أن يتزحزح قيد أنملة واحدة· أما الانسحاب، فلن تقرره أي جداول زمنية أو أي اعتبارات كانت، سوى الظروف الميدانية وحدها''· مهما كان مدى اشتعال هذا الحماس، فإن من المرجح أن يدفع جون هوارد ثمناً سياسياً باهظاً وشبيهاً بذلك الثمن الذي تكبده رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، نتيجة لتماهي مواقفه وسياساته مع مواقف وسياسات واشنطن في حربها على العراق· ولذلك فإن هذه الوقفة الحازمة مع حليفه بوش، لن تجديه نفعاً، بل الأرجح أن تكبده خسارة سياسية فادحة، في معركة إعادة ترشيحه المرتقبة أمام منافسه ''كيفن رود'' المعروف بعدائه المحتدم للحرب· مراسلة صحيفة نيويورك تايمز في سيدني- أستراليا ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©