الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«الباركور».. تتخطي العقبات ب «طموح أمل»

«الباركور».. تتخطي العقبات ب «طموح أمل»
5 مارس 2017 20:55
رضا سليم (دبي) تعد لعبة الباركور إحدى الرياضات التي بدأت في الانتشار بمجتمعنا الرياضي مؤخراً، وتمارس اللعبة بمجموعة من الحركات يكون الغرض منها الانتقال من منطقة إلى أخرى، بأكبر قدر ممكن من السرعة والسلاسة، وذلك باستخدام القدرات البدنية، من خلال ابتكار طرق جديدة ومختلفة لتخطي العقبات أو الموانع، وهذه الموانع يمكن أن تكون أي شيء مما يحيط بك من فروع أشجار أو صخور أو قضبان حديدية أو جدران. وبرزت أمل مراد كأول لاعبة إماراتية تمارس هذه اللعبة، بل تحولت من لاعبة إلى مدربة وأحياناً مرشدة للفتيات لشرح اللعبة، وكثيراً ما قامت بعمل استعراضات من أجل إقناع الفتيات بممارسة هذه الرياضة التي لا تخضع لجمعية أو اتحاد وليست تحت مظلة الهيئة العامة للشباب والرياضة، ولكنها تدخل تحت قائمة ألعاب التحدي مثل تحدي الصحراء وتحدي الوحل إلا أنها تختلف في كونها تقام في أماكن مغلقة وفي الصالات الرياضية أحياناً. وأكدت أمل مراد التي تخطت الكثير من العقبات في بدايتها وتحولت من ممارسة كرة السلة إلى الباركور، نظراً لأن هذه الرياضة استهوتها، وقالت: «استهوتني الباركور، فقد أعجبت بها وبالطريقة التي يعبر فيها اللاعب عن نفسه فقط عبر الحركات، وأمارس اللعبة منذ عام ونصف العام، وهي رياضة جديدة في الإمارات ولا يمارسها عدد كبير، وجاءت الفكرة من الجيم الذي يمتلكه ابن عمي، واللعبة عبارة عن التنقل من منطقة إلى أخرى بأسرع وأسهل الطرق إليها من خلال تخطي العوائق، وهي أشبه بألعاب التحدي». وأضافت: «عندما كنت صغيرة كانت أتابع أفلام الأكشن، وأحياناً أراهم يقفزون من أماكن مرتفعة، وكنت أرى الأمر مستحيلاً، وعندما سنحت لي الفرصة لتجربة هذه الألعاب لم أتردد». وتخرجت أمل في الجامعة الأميركية بالشارقة، تخصص تصميم الجرافيكس، وقالت: «بعد التخرج كنت أجلس على الكمبيوتر في عملي ما بين 7 إلى 12 ساعة يومياً نظراً لأن التصميم يحتاج إلى وقت طويل، وعندما وجدت هذه الرياضة انشغلت بها لأنها تخرج طاقتي السلبية، بالإضافة إلى أنني أشعر أن وزني خفيف للغاية عندما أمارسها، وكانت اللعبة محطة ونقلة نوعية في حياتي». وتابعت: «عندما بدأت رحلة الباركور كانت اللعبة مختلطة بوجود شباب وفتيات ورغم ذلك بدأت اللعبة مع المحافظة على التقاليد والثقافة الشرقية، وبالعكس الرياضة تكشف عن الشخصية الجديدة للشخص الذي يمارسها، وأريد أن أنقل تجربتي للفتيات، كي يمارسن هذه الرياضة، من أجل أن أثبت أن الفتيات قادرات على ممارسة أية رياضة، ويشعرن بما أشعر به عند ممارستها، لأن هذه الرياضة ليست موجودة أو معتمدة في الدولة». وحول موافقة أسرتها على ممارسة هذه اللعبة، قالت: «أسرتي لم تمانع في ممارستي هذه اللعبة، لأنها تثق بي جداً، وتتفهم قيمة الرياضة في حياة الشخص، ويدركون أنني دائماً أكون قادرة على التحدي وهو شعار حياتي، بل وجدت تشجيعاً كبيراً منهم بعدما شاهدوا النتائج والتقدم الذي أحرزته في مدة قصيرة من ممارستها، وكل تلك الأصداء الجيدة والإيجابية التي تصلني يومياً، دفعتهم للوقوف إلى جانبي لدرجة أنهم بدؤوا يعرفون كل شيء عن اللعبة، وألقى دعماً كبيراً منهم، وأعتقد أن عائلتي تمثل السر في ممارستي للعبة». وتابعت: «كنت أمارس لعبة كرة السلة، وعندما تخرجت في الجامعة وجدت أنه من الصعوبة الاستمرار فيها، بسبب ضيق الوقت وكنت أمارس رياضة الجري فقط، ومع ضغوط العمل فكرت في الخروج من هذه الدائرة اليومية وهو ما دفعني للبحث عن الباركور». وطالبت أمل أن تكون للعبة مظلة رسمية عبر بوابة الهيئة العامة للشباب والرياضة بحيث تبدأ بجمعية رياضية، من أجل رعايتها، لأنها من الألعاب التكاملية وبها عدة ألعاب متداخلة، ولو حدث هذا سوف تنتشر بسرعة كبيرة لأنها من الألعاب التي تجذب الشباب والفتيات. ووجهت أمل مراد رسالتها إلى الفتيات المواطنات، قائلة: «رسالتي لكل الفتيات، بضرورة الانخراط في الرياضة مهما كانت اللعبة، وليس هناك خوف من ممارستها، والحقيقة أنني أتدرب من 6 إلى 7 أيام في الأسبوع في بداية ممارستي للعبة، وتعاملت مع اللعبة على أنها تجربة قابلة للنجاح أو الفشل ولكن في كلا الأمرين سواء الاستمرار أو التراجع عنها فهي تجربة ممتعة، ولا يمكن أن تنتهي بالفشل، وأدعو كل الفتيات لممارسة الباركور». وأكدت أمل أنه ليس صحيحاً أن اللعبة تحتاج إلى الممارسة من الصغر، والدليل أنني بدأت الباركور من عمر 23 عاماً، وبالتالي لا يوجد شيء اسمه «فات الأوان» والمهم البداية، وكلمة السر في الثقة بقدرات الشخص، وأعتقد أن اللعبة بدأت في الانتشار، في كثير من مراكز التدريب». وأضافت: «رياضة المرأة تعيش في أجواء مثالية بفضل مساندة القيادة الرشيدة، الفتيات في كل المجالات وليس الرياضية فقط وتدفع بهن للأمام، وهذه طفرة كبيرة لا بد من استغلالها للانخراط في المجتمع»، وأكدت أن هدفها من ممارسة اللعبة ليس المنافسة، ولكن تشجيع الفتيات على ممارسة اللعبة والتخلص من مرحلة الخوف في بداية المشوار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©